ميريام الحاج توثق معاناة لبنان 'مثل قصص الحب'

الفيلم يحكي قصة عن النضال والأمل في مواجهة المحن ويسلط الضوء على واقع أليم يعيشه البلد تحت وطأة الازمات الاقتصادية والسياسية.

بيروت - "مثل قصص الحب" فيلم وثائقي ولد من رحم معاناة الشعب اللبناني ورصد فترة انفجار مرفأ بيروت الذي راح ضحيته المئات من الأبرياء بوحشية، مسلطا الضوء على الواقع الأليم الذي يعيشه لبنان تحت وطأة الازمات الاقتصادية والسياسية. وهو من تأليف وإخراج ميريام الحاج وبطولة جُمانة حداد وجورج مفرج وبيرلا جو معلولي وإنتاج ميريان ساسين.

وتروي المخرجة ميريام الحاج في عملها قصة عن النضال والأمل في مواجهة المحن من خلال ثلاث شخصيات تنتمي إلى أجيال مختلفة، ويستعرض أبطال الفيلم قصصا في شكل مذكرات يركزون فيها على معاناة اللبنانيين في ظل ما أنتجته الحروب الأهلية من أزمات وسعيهم للبقاء والتحرر من رواسبها ومواجهة التحديات والصعوبات التي تعترضهم.

 وتقول الحاج في تصريح لجريدة مدار21 المغربي إن ما يميز عملها في الإخراج أنها تستطيع صناعة فيلم يحاكي الواقع اللبناني تنقل عبره وقائع من داخل بلدها إلى الخارج، مشيرة الى أنها كتبته لكونه يعد جزءا من قصتها في الداخل وقصة كل أبناء موطنها.

وأوضحت المخرجة اللبنانية “لا أعرف عما إذا كان ينقل الصورة الحقيقية عن البلد، لكن على الأقل ينقل صورة وفق رؤيته، فاليوم إذا طلب من مخرجين في البلد نفسه صناعة فيلم عما يجري في قلب مجتمعه لن تكون الزوايا واحدة ولن يحكوا القصة نفسها، إذ لكل منا رؤيته".

وفي حديث لموقع هسبريس المغربي أشارت مخرجة "مثل قصص الحب" إلى أنها "انطلقت في التحضير للفيلم في نهاية سنة 2017 وجاء نابعا من إحساس الغضب لأنه جاء في فترة كان يعيش فيها البلد مرحلة الوقوف على رجليه من جديد ويخرج من الأزمة، خاصة أننا في لبنان نملك سياسيين ظلوا في الحكم لأكثر من أربعين سنة، وهذا هو الغضب الذي راودني مع وجود أمل كبير وشعب جديد لم يأخذ حقه ويحاول التغيير رغم كل شيء."

وعن التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال التحضير قالت ميريام الحاج إن "الصعوبة تكمن أن فكرة الفيلم جاءت في مرحلة التغيير والأمل فيه، فكنت أحكي الغضب الذي بداخلي، لكن بلدي ذهب في منحى آخر فكانت هناك ثورة ثم واقعة انفجار مرفأ بيروت ومررنا بفترات صعبة فخسر الشعب اللبناني أمواله المودعة في البنوك، وهذه واحدة من الصعوبات".

وأضافت "أنا كنت أشتغل على فيلم به شخصيات تتغير حياتها وكل يوم كانت حياتي أنا تتغير، فكان هناك تساؤل حول كيفية التأقلم واستكمال المشوار والإيمان بأن السينما لها أهمية كبرى".

وانطلق "مثل قصص الحب" في جولة عروض مكثفة منذ شهر يونيو/حزيران 2024 بدأت بمهرجان جنيف الدولي للسينما الشرقية حيث حصل على تنويه خاص لجودة المعالجة، ثم عُرض في مهرجان فنون لبنان في المملكة المتحدة ومهرجان شنغهاي السينمائي الدولي في الصين ومهرجان تورن السينمائي الدولي في بولندا.

كما شهد الفيلم استقبالا حافلا في مهرجاني هوت دوكس الكندي الدولي للأفلام الوثائقية ودوكسا للأفلام الوثائقية في كندا، بالإضافة إلى عرضه في مهرجان رؤى من الواقع السينمائي الدولي في سويسرا، مما يعزز من حضور الفيلم العالمي. وكان حاز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى للأفلام الفرنسية.

ولاقى "مثل قصص الحب" اهتماما كبيرا من اللبنانيين في عرضه العربي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45. وعرض الفيلم اللبناني امام شبابيك مغلقة خلال مشاركته في الدورة الـ21 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.