'سيرة' فرقة نسائية سعودية تمزج بين الروك والموسيقى التقليدية

أغاني الفرقة تدور حول التجارب الحياتية لعضواتها الأربع، وجميعهن مواطنات سعوديات.

الرياض - من جلسات التدريب السرية في مرآب انطلقت فرقة "سيرة" النسائية لموسيقى الروك من الرياض لتشق طريقها في رحلة ثقافية عبر السعودية.

وقالت عضوات "سيرة" لرويترز إنهن يشعرن بالفخر كون الفرقة التي تشكلت منذ عامين تمزج أنماطا مختلفة من الموسيقى، مشيرات إلى أن هذا المزج جاء بأنغام جديدة تحمل لمسة من التراث إلى عالم الموسيقى في المملكة.

وتضم الفرقة كل من عازفة الغيتار هايا، وعازفة الطبول ثينغ، وعازفة القيثارة ميش، ومغنية الفرقة نورا.

وأفادت نورا "من المثير جدا بالنسبة إلينا أن نتمكن من تسليط الضوء على هذا النوع من الموسيقى. أعتقد أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول موسيقى الروك. نتطلع فقط إلى تشجيع السعوديات على التعبير عن أنفسهن بأي شكل يجدنه مناسبا لشخصيتهن وأسلوبهن".

وتحدثت العضوات عن رحلتهن في عالم الموسيقى الجديدة في المملكة وتذكرن كيف وجدن بعضهن البعض وامتد بينهن شريان التعاون القوي الذي يتدفق من المسرح إلى الجمهور خلال الأداء.

ومن جهتها، تقول ميش "بالأداء في السعودية، أشعر بأمر رائع للغاية. يبدو الأمر وكأن الناس مهتمون جدا ومتشوقون، ولا يزال الأمر فريدا إلى حد ما".

وفي بلد يشهد تحولا كبيرا وسط التغلب على بعض القيود الثقافية والاجتماعية في ظل خطة رؤية 2030، وهي حزمة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى تقليص اعتماد المملكة على النفط، تقول الفرقة إنها وجدت دعما واسع النطاق داخل وخارج الدائرة المقربة وتأمل في أن تكون نموذجا لأي امرأة سعودية ترغب في التمسك بحلمها في عالم الموسيقى.

وشهدت السعودية في السنوات الأخيرة تحولات واسعة وقرارات غير مسبوقة، حيث بدأت المملكة في تنظيم فعاليات ترفيهية وثقافية في سياق الإصلاح المتدرج وهناك اتجاها لبعث المزيد من المشاريع يأتي على ضوء الانفتاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ضمن رؤية "السعودية 2030" الرامية لبناء مجتمع نابض بالحياة مع توفير أفضل نمط حياة للسكان والزوار.

وتدور أغاني فرقة "سيرة" حول التجارب الحياتية لعضواتها الأربع، وجميعهن مواطنات سعوديات، يغنين باللهجة السعودية، بينما ترتدي عازفة الطبول ثينغ نقابا أحمر مطرزا بتطريز تقليدي.

وكشفت دراسة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالسعودية، عن رضاء 95 في المئة من نساء المملكة عن وقائعهن في الوقت الحالي، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات.

وتقول هايا "دعمتني عائلتي وأصدقائي ومجتمعي كثيرا في مسيرتي الموسيقية وفي رحلتي كعازفة. في الواقع، هذا الغيتار هو الغيتار الذي عزفت عليه عندما قدمنا أول عرض لنا، أول عرض لنا في الرابع من مايو/أيار 2023. أهدتني والدتي هذا الغيتار عندما كنت في الخامسة عشرة أو السادسة عشرة من عمري".

أما ثينغ، فتقول "إلى كل سيدة ترغب في دخول عالم الموسيقى… إذا كان لديك شغف، فقط استمري واصمدي وإذا كانت أهدافك دائما أمامك، فستكونين بالتأكيد قادرة على تحقيقها".

وترى عضوات "سيرة" أن إصدار الألبوم الأول للفرقة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2024 ليس حدثا موسيقيا فحسب، بل شهادة على تطور دور المرأة في المشهد الثقافي للمملكة.

وسبق أن أوضحت "سيرة" أنها ليست أول فرقة نسائية في المملكة، فأول فريق غنائي نسائي كان "ذي أكوليد" الذي تأسس عام 2008 ولم يكن يعزف موسيقاه في حفلات عامة. إلا أن الأمور تغيرت بشكل جذري في البلاد خلال السنوات الأخيرة.