المغرب قطب اقليمي ودولي أساسي للاستثمارات السياحية

الرباط – سلطت قمة المستثمرين الفندقيين بالمحيط الأطلسي المنعقدة حاليا في مدريد الضوء على دور المغرب كقطب أساسي للاستثمارات في قطاع السياحة، مبرزة إنجازات المملكة في هذا القطاع بفضل مزاياه التنافسية.

وأكد المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية عماد برقاد، خلال القمة أن هذه الإنجازات هي ثمرة الرؤية المستنيرة وطويلة المدى للعاهل المغربي الملك محمد السادس، فضلا عن خارطة طريق واضحة ومهيكلة تستعرض مختلف فرص النمو في القطاع، إلى جانب آليات الدعم، وفق موقع تليكسبريس المحلي.

وأشار برقاد الى الآفاق الواعدة التي يوفرها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال، داعيا المستثمرين إلى الانخراط في استراتيجية المغرب عبر تكثيف الاستثمارات في مجالات الفندقة والترفيه والمطعمة.

 وتعكس مشاركة الشركة المغربية للهندسة السياحية في هذا الحدث، المنعقد على مدى يومين، التزامها الراسخ من أجل جعل المملكة وجهة استثمارية في المجال السياحي بامتياز، حيث استقبلت 17.4 مليون سائح خلال سنة 2024 بزيادة بلغت 20 بالمئة مقارنة بعام 2023.، ما جعل من المغرب الوجهة السياحية الأولى على صعيد إفريقيا.

ولأول مرة في تاريخ المملكة تسجّل عائدات السياحة رقما قياسيا وصل الى أكثر من من 110 مليارات درهم (أكثر من 11 مليار دولار) السنة الماضية بعد أن حققت 105 مليارات درهم ( 10.5 مليارات دولار) خلال 2023.
وأوضحت وزيرة السياحة المغربية فاطمة الزهراء عمور خلال اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب بالرباط،، أن القطاع "وفر 827 ألف فرصة عمل، أي بزيادة 25 ألف منصب شغل جديد عن العام الذي قبله"، وفق المصدر ذاته.

وفي 2023، قالت الحكومة المغربية، إنها تسعى لاستقطاب 17.5 مليون سائح بحلول 2026، خاصة أن المملكة مقبلة على تنظيم تظاهرات رياضية ومؤتمرات دولية كبيرة، أبرزها كأس أمم إفريقيا لكرة القدم عام 2025، وكأس العالم لكرة القدم 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال.
وتعد السياحة ثاني مصدر للنقد الأجنبي في المغرب خلال 2023، بعد تحويلات المغتربين بالخارج البالغة 11.6 مليار دولار في ذلك العام.

وأشارت عمور إلى أن القطاع السياحي يوفر حاليا 827 ألف منصب شغل، أي بزيادة 25 ألف منصب شغل جديد في سنة واحدة، مبرزة أن هذه النتائج الاستثنائية جاءت بفضل التوجيهات الملكية بالاضافة الى الإجراءات التي تم اتخاذها والمتمثلة خاصة في المخطط الاستعجالي الذي يهدف إلى تسريع تحديث مؤسسات الايواء السياحي المصنفة، قصد تجديد 25 ألف غرفة وخُصص له 2 مليار درهم (200.298 مليون دولار)، بالإضافة الى خارطة طريق جديدة للقطاع بسقف مالي قدره 6.1 مليار درهم (610.909 مليون دينار).

ولفتت الوزيرة إلى إطلاق 14شعبة جديدة بالتكوين المهني والعالي، إلى جانب مواكبة برامج النهوض بالعرض التكويني السياحي والفندقي مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، فضلا عن إطلاق برنامج "كفاءة"، نقلا عن موقع تليكسبريس.

وتراهن المملكة على السياحة الداخلية لتطوير القطاع، حيث أكدت الوزيرة أنها أضحت ركيزة أساسية للقطاع السياحي بالمغرب، وبلغ عدد ليالي المبيت بالفنادق المصنفة خلال 2024 نحو 8.5 مليون ليلة مبيت ما يمثل 30 في المائة.

وبحسب بيانات المنظمة العالمية للسياحة، يتصدّر المغرب قائمة بلدان العالم من حيث تطور عدد السياح، فيما احتل المربة الرابعة بين أفضل الوجهات السياحية أداء ومن حيث الإيرادات السياسية خلال التسع أشهر الأولى من العام 2024.

وأوضحت الزوهرة التازي مديرة الاستراتيجية والتعاون بوزارة السياحة المغربية أن عدد ليالي المبيت خلال العام الماضي بلغ 28.7 مليون ليلة بزيادة 12 في المائة مقارنة بالعام 2023، فيما وصلت نسبة الملء إلى 51 في المائة بارتفاع قدره 2.6 نقطة مئوية. في حين بلغت ليالي المبيت للسياح الدوليين20.1 مليون ليلة، ما يمثل 70 في المائة من مجموع ليالي المبيت.

وأشارت التازي أن جهة كلميم واد نون تصدرت القائمة من حيث توزيع مبيت السياح الدوليين بنسبة تقدر بـ33 في المائة سنة 2024 مقارنة مع سنة 2023، تلتها جهة سوس ماسة بنسبة 28 في المائة، ثم الداخلة واد الذهب بنسبة 27 في المائة، الى جانب كل من كل من جهة العيون الساقية الحمراء وجهة بني ملال خنيفرة بنسبة 22 في المائة لكل منهما وجهة مراكش- آسفي بنسبة 17 في المائة.

وتعتبر السياحة في المغرب من بين القطاعات الحيوية ومصدرا مهما للعملة الصعبة وركيزة أساسية في النمو الاقتصادي، حيث حرصت المملكة على تحقيق نقلة نوعية في البنى التحتية والنقل والتطوير العمراني والثقافي، ما ساهم في إبراز خصوصيات البلد بمنظور عصري يراعي الهوية الوطنية والموروث الثقافي.

كما تراهن الرباط على سياحة الأعمال والمؤتمرات للمحافظة على وتيرة مرتفعة في استقطاب السياح عبر تنظيمها لمؤتمرات إقليمية ودولية بعدة مدن. وفي يوليو/تموز الماضي، كشفت وزارة السياحة المغربية عن اعتزام المغرب تعزيز وتطوير أنواع متعددة من السياحة من بينها سياحة المدن التي ستمكن من تقديم عرض أكثر تنوعا للسياح.