'لام الشمسية' ينصف الطفل ياسين في الدراما والواقع

القاهرة - أعاد حكم قضائي بالسجن المؤبد صدر، الأربعاء، عن محكمة جنايات دمنهور بحق المتهم في قضية هتك عرض الطفل ياسين داخل مدرسة خاصة بمحافظة البحيرة، مسلسل "لام شمسية" الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، ليتصدر الترند من جديد.

واعتبر جمهور عريض من رواد المواقع الاجتماعية وفنانين أن العمل الذي شكل دراما جريئة فتحت ملفات مسكوت عنها باحترافية وهدوء، يعد عملا فنيا استباقيًا قدّم معالجة جريئة وواقعية لقضية التحرش بالأطفال.

وكتبت مغردة على موقع إكس "يبدو أن مسلسل لام شمسية كان يسرد قصة ياسين البطل بكل دقة"، وقالت مغردة أخرى "أكثر مسلسل ما ندمت أني تابعته لام شمسية.. إبداع، الدراما الهادفة كما يجب أن تكون حقيقي مسلسل هادف جدا".

وشارك أبطال المسلسل وصناعه في التعبير عن دعمهم للضحية الذي تحوّلت قضيته إلى قضية رأي عام في مصر، فمن جهتها قامت بطلة العمل النجمة أمينة خليل (جسدت دور نيللي) بنشر مقطع من الحلقة 15 عبر صفحتها على فيسبوك، تضمن النُطق بالحكم مع إدانة المُتحرش "وسام" (لعب دوره الفنان محمد شاهين)، معلقة عليه بالقول "يوسف خد حقه واتحكم على وسام"، في إشارة إلى أن الحكم الصادر جاء مشابها لما تضمنته نهاية المسلسل.

وشهدت الحلقة الخامسة عشر والأخيرة من "لام شمسية" التي جاءت بعنوان "لام قمرية"، تطورات حاسمة بينها إحالة الأوراق إلى النيابة العامة لاتخاذ قرار بشأن واقعة التعدي على الطفل.

وكان رواد المواقع الاجتماعية قد تفاعلوا حينذاك مع الحلقة، لاسيما مشهد المحكمة، حيث قالت مغردة على موقع إكس "عقبال ما نشوف المشهد ده في الواقع العقوبة دي أقل حاجه يستاهلها نهاية جميلة فعلاً.. عندنا من يوسف كتير اوي يا رب ياخدوا حقهم يتعالجوا ويقدروا يعيشوا حياة طبيعية واللي زي وسام ياخدوا جزاءهم ولو محصلش في الدنيا ف اكيد عند ربنا هو الحكم العدل".

واختار مخرج المسلسل كريم الشناوي إعادة نشر مقطع مقتطع من نهاية الحلقة الأخيرة عبر حسابه على فيسبوك، تضمّن أغنية "اسلمي يا مصر"، في إشارة للتعبير عن فخره بالقضاء المصري.

وحرص عدد من الفنانين بينهم النجمة المصرية هنا الزاهد والفنانة السورية كندة علوش على التعبير عن دعمهم للطفل ياسين من خلال خاصية الستوري بحساباتهم على موقع إنستغرام.

ومن جهتها، طالبت مؤلفة المسلسل مريم نعوم الصحافة بالالتزام بالأخلاقيات في تغطية قضية ياسين، قائلة في تدوينة نشرتها عبر صفحتها على موقع فيسبوك "بناء على أكتر من ملاحظة من أشخاص متفرقين.. أرجو إن الصحافة والمواقع والصفحات والمهتمين يراعوا حاجتين في اللي بيحصل في قضية ياسين: أولا الحفاظ على خصوصية ياسين وعدم نشر صوره حفاظا على سلامه النفسي، وثانيا عدم نشر صور الطفل علي البيلي بجوار صور أشخاص متورطين في القضية أيضاً حفاظا على سلامه النفسي.. مش عايزين في طريقنا لحل المشاكل ندوس على أولادنا..".

وشددت على أن الصحافة لازم لازم لازم يبقى عندها كود أخلاقي تلتزم بيه في التعامل مع النوع ده من القضايا عشان الأهالي تقدر تجري ورا حق ولادهم وبناتهم.. ده مش وقت ترندات خالص..".

وأبدت مغردة إعجابها برأي مريم نعوت مؤلفه لام شمسية، حيث كتبت عبر حسابها على إكس "وده اللي لازم نعمله مع الطفل ياسين البطل لا تنشر صوره ولا صور أهله ولا ننشر صوره بجوار علشان نفسيته وعلشان لما يجبر محدش يستغل الحادثة ويتنمر عليه أو يكون شئ ويستغله بأي شكل.. أرجوكم وأنتم بتاخدوا حقه راعوا نفسيته ومستقبله".

وأكد مغرد آخر "'لام شمسية' هو أعظم وأروع عمل درامي في تاريخ الدراما المصرية، يلقي الضوء على ظاهرة التحرش في المجتمع ويعالجها من كل النواحي. بجد شوفوه عشان تحموا أولادكم وبناتكم وتحموا المجتمع. بجد شكرا لكل صّناع".

وفي المسلسل المصري "لام شمسية" طرحت لأول مرة قضية مجتمعية ذات أهمية بالغة وهي قضية "البيدوفيليا"، أو التحرش بالأطفال، في محاولة لدق أجراس الإنذار للأسر المصرية للالتفات إلى سلوكيات أطفالهم، حيث ألقت المؤلفة مريم نعوم حجرا ثقيلا في مياه الدراما مفجرة قضية التحرش بالأطفال.

وقدم العمل حلا مفتاحيا يدعو من خلاله المشاهدين إلى اللجوء إليه عند شكهم بوجود تحرش بالأطفال يتمثل في العرض على الطب النفسي لسبر أغوار أطفالهم والوصول إلى الحقيقة، وهو ما عرضه المسلسل، حيث لجأت والدة الطفل "يوسف" إلى الطبيب النفسي "رامي" (جسده الفنان علي قاسم)، ليكتشف بالفعل وجود تحرش بيوسف الذي يعود طفلا طبيعيا بعد عدة جلسات من العلاج النفسي الذي يتضح أثره جليا في رفض يوسف التعامل القريب مع "وسام"، ويركض فور أن ربت وسام له على كتفه.

وتدور أحداث المسلسل في إطار من التشويق والإثارة حول قصة معلمة تكتشف أن عددًا من الأطفال يتعرضون للتحرش والتنمر في المدرسة، وتحاول بذل قصارى جهدها لمساندتهم ودعمهم وإيجاد حلول للدفاع عنهم، بينما تظهر العديد من المشكلات التي تهدد استقرار عائلتها، وتبعث التوتر والقلق في حياتها.

وأظهرت أحداث المسلسل أن الدراما ليست مجرد ترفيه، وإنما أيضا مساحة للتوعية والتغيير، فشخصية الطفل "ياسين" التي تناول قصتها العمل، أشعلت جدلا موسعا حول قضية التحرش على أرض الواقع من خلال قضية الطفل "ياسين" الذي تعرض للتحرش داخل مدرسة خاصة بمحافظة البحيرة.

وقالت الكاتبة الكويتية من أصول سورية دلع المفتي في تغريدة على حسابها بإكس "لام شمسية لم يكن مجرد مسلسل..ها هو يتحقق بطريقة أقذر وأكثر إجراما على طفل في السادسة من عمره ولمدة سنة كاملة (يعني الطفل كان في الخامسة).. ومن قبل من؟ رجل في الثمانين من عمره… بمساعدة موظفة في المدرسة... الإعدام قليل عليكم يا حثالة #حق_ياسين".

وشهد مسلسل "لام شمسية" موجة تفاعل كبيرة سبقت عرضه، فقد اعتبر من أبرز الأعمال الدرامية خلال الموسم المنقضي، بفضل قصته، فكاميرا المخرج كريم الشناوي فتحت نوافذ على عدة مسائل مرتبطة ببعضها البعض بدءا برصد قضية التعدي على الأطفال، مرورا بالعلاقات بين الأزواج والتحديات التي تواجههم، وصولا إلى توعية الأهل بضرورة القيام بدورهم على أكمل وجه.

وجسد شخصيات المسلسل نخبة من نجوم الدراما من بينهم أمينة خليل، أحمد صلاح السعدني، يسرا اللوزي، محمد شاهين، ثراء جبيل، صفاء الطوخي، ياسمينا العبد، أسيل عمران، ويارا جبران.

ويعتبر "لام شمسية" التعاون الثالث بين ورشة كتابة مريم نعوم والمخرج كريم الشناوي بعد أعمال مثل "الهرشة السبعة" و"خلي بالك من زيزي" التي عرفت نجاحا كبيرا.