بن بريك رئيسا جديدا للحكومة اليمنية بعد استقالة بن مبارك
صنعاء - أعلن مجلس القيادة الرئاسي باليمن اليوم السبت تعيين وزير المالية سالم صالح بن بريك رئيسا للوزراء بعد استقالة أحمد عوض بن مبارك الذي برر ترك منصبه بأنه بات غير قادر على ممارسة سلطاته بشكل كامل، في بلد يسيطر المتمردون الحوثيون على غالبية مدنه بما فيها العاصمة صنعاء، ويئن تحت وطأة أزمة مالية واقتصادية أدت إلى مزيد تدهور الأوضاع الاجتماعية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" إن "رئيس مجلس القيادة الرئاسي أصدر القرار رقم 156 لسنة 2025، الذي قضى في مادته الأولى بتعيين سالم صالح بن بريك رئيسا لمجلس الوزراء"، فيما نص على "استمرار أعضاء الحكومة في أداء مهامهم وفقا لقرارات تعيينهم".
وكان بن مبارك قد قال في منشور على منصة "إكس" إنه التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وقدم اليه استقالته، عازيا خطوته إلى "عدم تمكينه من العمل وقفا لصلاحياتي الدستورية في اتخاذ القرارات اللازمة لإصلاح عدد من مؤسسات الدولة، بما فيها إجراء التعديل الحكومي المستحق".
لكنه تدارك أنه حقق "الكثير من الإنجازات لاسيما في مسارات الإصلاح المالي والإداري ومكافحة الفساد"، مشيرا إلى أنه "بذل جهدا للمساهمة في معركة استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب الحوثي".
وقالت ستة مصادر حكومية لرويترز إن استقالته تأتي في أعقاب صراع مع رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن بشأن الصلاحيات المخولة له بعد رفض الأخير طلب مبارك إقالة 12 وزيرا في الحكومة.
وقال محمد الباشا من معهد "Basha Report Risk Advisory" الذي مقره في الولايات المتحدة إن رئيس الحكومة المستقيل "كان على خلاف دائم مع المجلس الرئاسي لانه أراد الحصول على مزيد من السلطات".
وأضاف أن "بن مبارك أراد أن يكون أكثر من رئيس للوزراء، كان يريد سلطات الرئاسة. وهذا الطموح أدى إلى عزله سياسيا وتسبب بمواجهات متكررة مع وزراء رئيسيين ومعظم أعضاء المجلس".
واضافت المصادر الرسمية اليمنية أن "رئيس الحكومة أوقف ميزانية عدة وزارات بما فيها وزارة الدفاع معللا ذلك بوجود فساد في القطاع الحكومي وداخل مجلس القيادة الرئاسية".
وأوضح محمد الباشا أن رحيله "من شأنه أن يخفف التوترات الداخلية ويقلل من الانقسامات العميقة التي عانتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وهي خطوة ضرورية وإيجابية نحو استعادة الانسجام".
وعُين مبارك رئيسا للوزراء في فبراير/شباط 2024 بعد شغله منصب وزير الخارجية. وبرز اسمه عام 2015 عندما خطفته جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في أثناء عمله رئيسا لمكتب الرئاسة خلال صراع الحوثيين مع الرئيس عبد ربه منصور هادي آنذاك.
كان على خلاف دائم مع المجلس الرئاسي لانه أراد الحصول على مزيد من السلطات
وجاءت استقالة مبارك في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة الغارات الجوية على الأصول العسكرية التابعة لجماعة الحوثي من أجل ردعها عن استهداف الشحن التجاري في البحر الأحمر.
والهجمات الدامية التي تستهدف الجماعة منذ مارس/آذار هي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني.
وجاءت خطوته في وقت يواصل الحوثيون هجماتهم الصاروخية على اسرائيل ويستهدفون حركة الملاحة في البحر الأحمر بذريعة التضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وسيطر المتمردون على صنعاء في 2014 وأجبروا الحكومة المعترف بها دوليا على الانتقال إلى مدينة عدن في جنوب البلاد. وتدخل تحالف تقوده السعودية دعما للقوات الحكومية الشرعية في 2015.
وتسببت الحرب في اليمن بمقتل مئات الآلاف وأحدثت إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، رغم أن المواجهات تراجعت في شكل ملحوظ منذ التفاوض برعاية الأمم المتحدة على هدنة لستة أشهر في أبريل/نيسان 2022.