إسرائيل تتوعد زعيم الحوثيين بمصير السنوار ونصرالله

الجيش الإسرائيلي يقصف ميناءين في الحديدة تنفيذا لتهديدات سابقة بتكثيف غاراته على الشرايين الحيوية التي تشكل منافذ لإمدادات السلاح.

صنعاء - شنت إسرائيل اليوم الجمعة غارات استهدفت ميناءي الحديدة والصليف في اليمن على البحر الأحمر لتواصل حملتها لإضعاف القدرات العسكرية لجماعة الحوثي من خلال قطع شرايينها الحيوية، بينما توعدت بملاحقة زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في حال استمرت الهجمات على الدولة العربية بنفسر مصير زعيم حماس الراحل يحيى السنوار والأمين العام الله حسن نصرالله اللذين قتلتهما العام الماضي في ضربات منفصلة.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة إن ميناءي الحديدة والصليف يستخدمان لنقل الأسلحة مكررا تحذيراته لسكان تلك المناطق بإخلائها.

وأفاد سكان في الحديدة بأنهم سمعوا دوي أربعة انفجارات عالية وشاهدوا الدخان يتصاعد من الميناء في أعقاب الغارات الإسرائيلية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان مشترك إنهما سيلاحقان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي.

وجاء في البيان "إذا استمر الحوثيون في إطلاق صواريخ على دولة إسرائيل، فسيتضررون بشدة، وسنؤذي القادة أيضا"، مضيفا أن زعيم الحوثيين قد يلتحق بقائمة قيادات قتلتها إسرائيل، مثل يحيى السنوار القيادي الكبير بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وحسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية.

وواصل الحوثيون المتحالفون مع إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل فيما يقولون إنها حملة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة على الرغم من موافقتهم على وقف الهجمات على السفن الأميركية.

ونفذت إسرائيل ضربات ردا على ذلك تضمنت ضربة في السادس من مايو/أيار ألحقت أضرارا بالمطار الرئيسي بالعاصمة اليمنية صنعاء وقتلت عددا من الأشخاص

وجماعة الحوثي جزء من "محور المقاومة" الذي شكلته إيران لمناهضة المصالح الإسرائيلية والأميركية في الشرق الأوسط، إلى جانب حماس في غزة وحزب الله في لبنان وجماعات أخرى بالمنطقة. ويعيش نحو 60 بالمئة من سكان اليمن في مناطق خاضغة لسيطرة الحوثيين.

وأطلق المتمردون منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل، وتم اعتراض معظمها أو سقطت دون أن تصيب أهدافها.

وفي المقابل، عقب نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة الحوثي نصرالدين عامر على الهجوم الإسرائيلي الجديد قائلا "‏بالتزامن مع الخروج المليوني للشعب اليمني نصرة لغزة، طيران العدو الصهيوني نفذ غارات عدوانية على موانئ الحديدة".

وأضاف عامر عبر منصة "إكس" "هذا الشعب لن يركع ولن يتراجع ولن يخذل غزة لو خذلها العالم كله"، متابعا "نحن في معركة مفتوحة مع كيان العدو الصهيوني، ولن تتوقف عملياتنا المساندة لغزة، ولن يُرفع الحصار عن السفن الصهيونية، ولن يتوقف الجهد العسكري لاستكمال فرض الحصار الجوي على مطاراته".

ويأتي الهجوم الإسرائيلي على اليمن اليوم بعد إنذارين وجههما الجيش الإسرائيلي إلى المتواجدين في موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف الأحد والأربعاء الماضيين، طالبهم فيهما بإخلاء المواقع، دون أن يعقب ذلك هجوم فوري كما جرت العادة.

وأشارت "معاريف" إلى أن الجيش الإسرائيلي امتنع عن تنفيذ أي ضربات على اليمن خلال وجود الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، تفاديا لتأجيج التوتر في المنطقة، لكنه حصل اليوم على الإذن بالهجوم عقب مغادرة ترامب للمنطقة.

ويُعد هذا الهجوم الجوي الإسرائيلي التاسع على اليمن منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثالث منذ استئنافها في 18 مارس/آذار الماضي، عقب توقف دام نحو 60 يوما، بحسب "معاريف".

ووفق تقارير إعلامية عبرية سابقة تواجه إسرائيل صعوبات كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية داخل اليمن، لا سيما ما يتعلق بالمواقع العسكرية وأماكن وجود قادة الحوثيين، ما يدفعها لاستهداف منشآت مدنية بهدف إضعاف البنية الاقتصادية للجماعة.

وحتى الآن، شملت الهجمات الإسرائيلية على اليمن مصانع للإسمنت ومحطات للكهرباء وموانئ بحرية ومطار صنعاء، وهي الأهداف التي يتكرر استهدافها لأكثر من مرة دون التوسع لأهداف جديدة.

وفي السياق ذاته، يشير الإعلام العبري إلى تزايد الانتقادات الداخلية بشأن فعالية تلك الهجمات، إذ لم تؤد إلى ردع جماعة الحوثي أو وقف هجماتها.

وفي 5 مايو/أيار الجاري، أعلنت الجماعة استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي، ما أسفر عن إصابة 8 أشخاص، وفرار أعداد كبيرة من السكان إلى الملاجئ.

وفي اليوم ذاته، دمر الجيش الإسرائيلي ميناء الحديدة عبر سلسلة من الغارات، وفي اليوم التالي شن غارات واسعة على العاصمة اليمنية، استهدفت مطار صنعاء الدولي، ومحطات كهرباء مركزية، ومصنعا للإسمنت.

وأسفرت تلك الهجمات، وفق جماعة الحوثي، عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 94 آخرين. والخميس، أعلن الحوثيون استئناف الرحلات الجوية في المنفذ الجوي الوحيد، بعد توقفها نتيجة الغارات الإسرائيلية.

وفي 6 مايو/أيار، أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، بعد وساطة قادتها سلطنة عمان، وهو ما وصف في إسرائيل بـ"المفاجئ". غير أن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل إسرائيل.