انفتاح إسرائيلي مشروط على انهاء الحرب في غزة
غزة (الاراضي الفلسطينية) - أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد انفتاحه على اتفاق "ينهي القتال" في قطاع غزة حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 33 فلسطينيا بينهم أطفال جراء ضربات إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن "جميع المستشفيات العامة" في شمال القطاع باتت خارج الخدمة جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 19 شهرا، غداة إعلان الجيش توسيع هجومه على رغم الدعوات الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار والتحذير من الوضع الانساني في القطاع، حيث منعت الدولة العبرية دخول المساعدات منذ مطلع مارس/اذار.
وتؤكد إسرائيل أن هدفها من توسيع العمليات زيادة الضغط على حماس ودفعها للإفراج عن الرهائن المحتجزين.
والأحد، ألمح مكتب نتنياهو إلى أن إسرائيل مستعدة لـ"إنهاء القتال" كجزء من اتفاق لوقف إطلاق النار، بشرط إقصاء حماس وجعل غزة منزوعة السلاح.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء "في هذه اللحظة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة لاستنفاد كل فرصة من أجل التوصل إلى اتفاق، سواء وفقا لخطة (المبعوث الأميركي ستيف) ويتكوف أو كجزء من إنهاء القتال"، مشددا على أن الاتفاق يجب أن يشمل الافراج عن كل الرهائن وإقصاء الحركة الفلسطينية من القطاع وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.
ووضعت الدولة العبرية "القضاء" على حماس أولوية في الحرب التي اندلعت عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان المسؤول في حركة حماس طاهر النونو قد أفاد السبت ببدء مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي في الدوحة "بدون شروط مسبقة" بوساطة مصرية قطرية، مؤكدا أنها "ستكون مفتوحة حول كل القضايا بدون أي تحفظ أو شروط مسبقة".
وفي غضون ذلك، تواصل إسرائيل ضرباتها على مناطق مختلفة في القطاع. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن طواقمه "نقلت 33 شهيدا على الأقل، وأكثر من نصفهم من الأطفال (...) جراء سلسلة من الغارات الإسرائيلية العنيفة بعد منتصف الليل وفجر اليوم" الأحد في مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وأشار الى "نقل 22 شهيدا على الأقل و100 مصاب جراء قصف جوي إسرائيلي بعد منتصف الليل، لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي" غرب مدينة خان يونس في جنوب القطاع.
وسقط "سبعة شهداء على الأقل وعدد من الإصابات جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة مقاط" في بلدة جباليا (شمال)، بحسب بصل الذي أكد مقتل رجل وابنه جراء قصف منزلهما في منطقة الفخاري شرق خان يونس، بينما نقل "شهيدان وعدد من المصابين بينهم طفلان إلى مستشفى العودة" في مخيم النصيرات جراء قصف سلاح الجو منزلا في بلدة الزوايدة.
وأظهرت لقطات من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثثا بأحجام متفاوتة وضع على بعضها أغطية بينما لفت أخرى بأكفان، ممددة على أرض تغطيها بقع الدماء. وفي الخارج، كانت بعض النسوة ينتحبن قرب جثث لأقاربهم.
واتهمت حماس في بيان إسرائيل بارتكاب "جريمة وحشية جديدة" من خلال تكثيف القصف على مناطق عدة في القطاع، مضيفة "تتحمّل الإدارة الأميركية بمنحها حكومة الاحتلال الإرهابي غطاء سياسياً وعسكرياً مسؤولية مباشرة عن هذا التصعيد الجنوني واستهداف المدنيين".
واستأنفت إسرائيل في 18 مارس/اذار ضرباتها وعملياتها العسكرية في غزة إثر هدنة هشة استمرت نحو شهرين. وقامت منذ الثاني من الشهر ذاته بمنع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع.
وأعلنت حكومة نتانياهو مطلع الشهر الحالي خطة "للسيطرة" على القطاع ونقل معظم سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، واضعة ذلك في إطار الضغط على حركة حماس للإفراج عن الرهائن.
والسبت، قال الجيش إنه يشنّ "ضربات مكثّفة" وأرسل "قوات للسيطرة على مناطق في قطاع غزة"، واضعا ذلك "في إطار المراحل الأولية لعملية عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كل أهداف الحرب، بما فيها إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس".
وأثار إعلان الجيش توسيع عملياته في قطاع غزة انتقادات دولية. وطالبت القمة العربية التي عقدت في بغداد السبت، بممارسة "الضغط من أجل وقف إراقة الدماء" في غزة.
وخلال مشاركته في أعمالها، دعا الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف دائم لإطلاق النار"، وقال إنه يشعر "بالجزع" إزاء توسيع إسرائيل عملياتها البرية. أما إيطاليا، فصعدت من دعواتها لوقف الضربات العسكرية الدامية، بينما أعربت ألمانيا عن "قلقها العميق" كما أعرب رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا عن "صدمة" جراء الوضع.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة لرفع الحصار والسماح بالدخول المساعدات الإنسانية وسط تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية.
وأسفر هجوم حماس على جنوب الدولة العبرية، عن مقتل 1218 شخصا، غالبيتهم من المدنيين بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا خلال الهجوم لا يزال 57 في غزة بينهم 34 قال الجيش الاسرائيلي إنهم قتلوا.
ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53339، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة التابعة لحماس، بينهم 3193 قتيلا على الأقل منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/اذار.