مالي أمام اختبار صعب في مواجهة تنامي هجمات وقة 'نصرة الاسلام'

جماعة 'نصرة الإسلام والمسلمين' تعلن سيطرتها على قاعدة عسكرية في وسط مالي، إثر هجوم أسفر عن مقتل عشرات الجنود.

باماكو - تبنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة هجوما مسلحا استهدف ثكنة عسكرية للجيش المالي في منطقة ديورا وسط البلاد وأسفر عن مقتل العشرات من الجنود، فيما يأتي هذا الهجوم بعد أيام قليلة من هجمات مباغتة استهدفت موقعا عسكريا في بوركينا فاسو المجاورة، ما يؤكد أن الجماعة المتطرفة تسعى إلى إثبات قدرتها على تنظيم صفوفها وإعادة التموقع، وسط تصاعد المخاوف من تزايد المخاطر الأمنية في منطقة مضطربة.

وتعالت المطالب خلال الآونة الأخيرة بتعزيز الجهود لوضع حدّ للهجمات الدموية التي نفذتها الجماعة المتطرفة، فيما يرى متابعون أن هذه الضربات تكشف عن هشاشة الوضع الأمني في المنطقة وحاجة حكوماتها إلى تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب.

وتشير الهجمات المتزايدة إلى قدرة الجماعة على شن عمليات أكثر تعقيدا وتنسيقا، مما يعكس تصاعد قوتها ونفوذها في المنطقة، كما تقيم الدليل على سعيها لتوسيع نطاق سيطرتها وتأثيرها خارج معاقلها التقليدية.

وقالت الجماعة، بزعامة إياد أغ غالي، إن مقاتليها تمكنوا من السيطرة على الثكنة العسكرية وسط مالي بعد اشتباكات وصفتها بـ"الضارية"، مضيفة أنها "استولت على كميات كبيرة من العتاد والأسلحة في الهجوم الذي شنته مساء الجمعة وأسفر عن مقتل 40 جنديا''، وفق موقع "أخبار شمال أفريقيا".

وتابعت أن "مقاتليها استولوا على 6 آليات عسكرية و4 رشاشات من عيار 14.5 ملم، و5 رشاشات دوشكا، إضافة إلى 13 بندقية بيكا و4 قاذفات آر بي جي و57 بندقية كلاشينكوف.

كما أفادت مواقع مالية بأن هجوما استهدف مساء السبت موقعا تابعا لشركة صينية في منطقة "كايس"، حيث أضرم مسلحون النار في آليات ومعدات المؤسسة، بما في ذلك الرافعات والجرارات وشاحنات الصهاريج، فيما يرجح أن تكون الجماعة المتطرفة وراء العملية.

ويأتي هذا الهجوم بعد أسبوع من أحد أعنف الهجمات التي شنتها الجماعة المتطرفة على قاعدة عسكرية في بوركينا فاسو وأسفر عن مقتل 200 جندي وكشف عن هشاشة الوضع الأمني في البلد الواقع في الساحل الأفريقي.

وتستغل الجماعة حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني وضعف السيطرة الحكومية في بعض مناطق الساحل لتنفيذ هجماتها وتجنيد عناصر جديدة، فيما تهدف هجماتها إلى تقويض سلطة الحكومات وزعزعة الاستقرار، مما يخلق بيئة مواتية لتوسع الجماعات المتطرفة.

وتسعى "نصرة الإسلام والمسلمين" إلى إخراج القوات الدولية والإقليمية المتواجدة في المنطقة لمكافحة الإرهاب وترى وجودها تدخلا في شؤونها.

ويتوقع مراقبون أن تستغل الجماعة المتطرفة الانقسامات القبلية والعرقية لتأجيج الصراعات المحلية وتحويلها إلى صراعات مؤدلجة تخدم مشروعها الجهادي العابر للحدود.

وتشكل هذه الهجمات تهديدا لاستقرار دول الساحل والمناطق المجاورة، وقد تؤدي إلى نزوح السكان وتفاقم الأزمات الإنسانية، كما تمثل تحديًا كبيرًا للجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى مكافحة الإرهاب في المنطقة، بالإضافة إلى تداعياتها على الاستقرار والمصالح الاقتصادية والأمنية للدولة المتنافسة على تعزيز نفوذها في المنطقة وتتصدرها روسيا.

وشهدت مالي عدة انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة (2012، 2020، 2021)، مما زاد من حالة عدم الاستقرار السياسي وعرقل جهود مكافحة الإرهاب وإرساء الديمقراطية.