الخزعلي يحذر من أزمة داخلية غير مسبوقة

زعيم عصائب أهل الحق ينفي أي صلة له بقطع رواتب موظفي إقليم كردستان العراق.

بغداد – حذر قيس الخزعلي زعيم عصائب أهل الحق المنضوية ضمن قوى الإطار التنسيقي الموالية لإيران، من أزمة داخلية حادة في صيف هذا العام، متوقعا أن يشهد انقطاعات غير مسبوقة للتيار الكهربائي في بلد تفوق فيه درجة الحرارة نسبة الخمسين بالمئة ويعاني كذلك من أزمة مياه حادة.

وحذر كذلك من أن "هناك من سيستغل أزمة الكهرباء لإحداث أزمة داخلية"، موضحا أن "العراق يشهد أكبر انخفاض في مناسيب المياه منذ عام 1930".

كما نفى أي صلة له بقطع رواتب موظفي إقليم كردستان العراق وهي الأزمة التي ترخي بظلال ثقيلة على العلاقة بين الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي والحكومة الاتحادية في بغداد، وسط نذر صدام وأزمة حادة بين الطرفين ما لم يتم حل هذا الاشكال سياسيا وماليا.

توقعات باحتجاجات شعبية: "الصيف اللاهب" والانقطاعات الكهربائية المزمنة وأزمة المياه هي عوامل تاريخية أدت إلى اندلاع احتجاجات شعبية واسعة في العراق، خاصة في المحافظات الجنوبية. تحذير الخزعلي يشير إلى توقعه بتكرار هذه الاحتجاجات، وربما على نطاق أوسع نظرًا لوصفه "غير مسبوقة". هذا يُعتبر محاولة لتنبيه الحكومة وحثها على التحرك قبل فوات الأوان.

وكان الخزعلي يشير إلى احتمال خروج مظاهرات في العديد من المحافظات بسبب أزمة الكهرباء المزمنة والتي قد تشعل الجبهة الاجتماعية وسط وضع سياسي شديد التعقيد، محاولا بصفته أحد الوجوه البارزة في الساحة السياسية، إظهار تفهمه لمعاناة المواطنين واستشعار الخطر القادم. وقد تكون هذه الخطوة محاولة لامتصاص جزء من الغضب الشعبي المحتمل وتوجيهه نحو الحكومة والمسؤولين، بدلا من أن ينفجر بشكل عشوائي ويطال الجميع.

وتكتسي تحذيرات الخزعلي أهميتها من أنها تأتي من شخصية قيادية مؤثرة في المشهد السياسي والأمني العراقي.

والتحذيرات في حد ذاتها من شخصية بحجم زعيم عصائب أهل الحق تعتبر مؤشرا قويا على تنامي المخاوف من تدهور الأوضاع في العراق، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة ونقص الخدمات الأساسية. كما أنه يعكس ديناميكيات معقدة داخل المشهد السياسي العراقي، حيث تحاول القوى المختلفة تحديد مواقعها وتحميل المسؤوليات قبل أي انفجار اجتماعي محتمل.

والتحذير من مكون له ثقله داخل الإطار التنسيقي الذي يشكل جزءًا كبيرًا من الحكومة الحالية، يُعد اعترافا ضمنيا بفشل أو قصور الحكومة في معالجة المشاكل الأساسية التي تؤثر على حياة المواطنين، مثل توفير الكهرباء والمياه. وهذا يكشف عن وجود ضغوط داخلية حتى داخل الكتل السياسية الحاكمة.

وذكّر الخزعلي بأن "المرجعية الدينية انتقدت بشكل صريح أزمة المياه واعتبرتها أولوية يجب معالجتها جذريا"، فيما يشير هذا الاستشهاد بالمرجعية إلى محاولته تعزيز قوة تحذيره ومنحه بعدا دينيا وأخلاقيا ويُرسل رسالة إلى الحكومة بأن المشاكل القائمة هي محل اهتمام أعلى سلطة دينية في البلاد، مما يزيد من الضغط عليها.

كما تشير تحذيراته إلى محاولة إبراز دور عصائب أهل الحق كحارس للمصالح الوطنية: بتبني خطاب التحذير من الأزمة وتقديم الحلول أو الإشارة إلى جذور المشاكل.

وتحاول الجماعة الشيعية إبراز نفسها كجهة تراقب الأداء الحكومي وتهتم بمصالح الشعب، حتى لو كانت جزءًا من العملية السياسية الحالية.

وقد يكون التحذير أيضا جزء من تكتيك سياسي أوسع، ففي ظل التوترات المستمرة والتنافس بين القوى السياسية العراقية، يمكن أن يُستخدم هذا التحذير للضغط على خصوم سياسيين أو لتهيئة الرأي العام لمطالب معينة، أو حتى لتبرير مواقف مستقبلية قد تتخذها حركة عصائب أهل الحق.

ونفى الخزعلي يوم السبت، علاقته بقطع رواتب موظفي إقليم كردستان، مشيرا في تصريحاته الأخيرة إلى أن "المشكلة الأساس التي تتفرع منها المشاكل أن أغلبية مسؤولي إقليم كردستان غير مقتنعين بالعراق الواحد". وهذا يعكس محاولة لتحميل جزء من المسؤولية عن الأزمة العامة، أو على الأقل عن مشكلة رواتب إقليم كردستان، على سياسات الإقليم، مما قد يؤجج التوتر بين بغداد وأربيل.

وأكد أن "رواتب موظفي الإقليم ما تزال غير متوفرة حتى الآن"، موضحا أن "مسؤولية إدارة الدولة تضامنية وتشاركية ولا تقع على طرف دون آخر".

وقال إن "بلدنا يشهد بعد عام 2003 حالة من عدم الفهم الصحيح للمسؤولية العامة"، مضيفا أن "العراق يعيش تجربة جديدة بعد نظام دكتاتوري ظالم هو نظام البعث المقبور وإذا كانت هناك نسب كبيرة من البطالة والفقر فذلك بسبب النظام السابق".

وتابع "العراق غني بالموارد البشرية والمادية، بما يكفي لتأمين حاجات أبناء شعبه"، معتبرا أنه "يسير في طريق التعافي وعلينا كمتصدين للمسؤولية أن نُسرع هذا التعافي".