أقلام الذكاء الاصطناعي: أدوات تعليمية أم وسيلة غش؟

أقلام المسح الذكية القادرة على تقديم اجابات فورية تشهد انتشرا متزايدا لتعدد استخداماتها من التعليم إلى الطب، لكن استخدامها المثير للجدل في الغش يثير قلق المؤسسات التعليمية

واشنطن - في مشهد يعكس تسارع الثورة التقنية، انتشرت مؤخراً عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تُظهر أقلاماً ذكية قادرة على قراءة النصوص المكتوبة وتحليلها والرد عليها في شاشة صغيرة مدمجة، وذلك بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولا سيما نموذج "شات جي بي تي". ورغم شكلها الذي لا يختلف كثيراً عن القلم التقليدي، تحمل هذه الأجهزة الصغيرة قدرات هائلة تُعيد تعريف طرق التعلّم، الترجمة، وحتى التفاعل مع الوثائق الطبية.

تعتمد هذه الأقلام على تقنيات المسح الضوئي (OCR) المدمجة بأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة. يكفي تمريرها على أي نص ليتم تحويله فورًا إلى صيغة رقمية تُحلَّل ثم تُعرض نتائجها، سواء كانت إجابة على سؤال أو ترجمة فورية، على الشاشة الصغيرة.

ورغم بساطة الفكرة، تتكوّن هذه الأقلام من مكونات عالية التقنية: مستشعر بصري، معالج ذكاء اصطناعي، شاشة صغيرة، ذاكرة داخلية، ميكروفون لإلغاء الضوضاء، وبطارية قابلة للشحن.

تشير أرقام السوق إلى إقبال متزايد على هذه التكنولوجيا. فقد بلغت قيمة سوق أقلام الذكاء الاصطناعي نحو 3.12 مليار دولار في 2024، مع توقّعات بأن تصل إلى أكثر من 7.9 مليار بحلول 2031. وتستأثر أميركا الشمالية بالحصة الكبرى من السوق، تليها أوروبا، فيما تُعدّ منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأسرع نمواً.

تتجاوز تطبيقات هذه الأقلام الغش في الامتحانات – وهو الاستخدام الأكثر إثارة للجدل – لتشمل خدمات الترجمة الفورية لأكثر من 100 لغة، إلى جانب استخدامها في قراءة الوثائق الطبية وتبسيطها للمرضى، خاصةً مع المشاريع الناشئة مثل "MediScan" التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم محتوى الوصفات المكتوبة بخط اليد.

في الميدان التعليمي، تُستخدم الأقلام الذكية أيضاً لمساعدة الطلاب ذوي صعوبات التعلم، وتحديداً في حالات عسر القراءة، حيث توفّر خاصية القراءة الصوتية باللهجات المختلفة وقواميس مدمجة.

ورغم هذه الفوائد، تثير الأقلام الذكية مخاوف حقيقية في المؤسسات التعليمية. إذ تؤكد دراسات أن أكثر من 90% من الطلاب استخدموا أدوات ذكاء اصطناعي في إعداد واجباتهم خلال أشهر قليلة من إطلاق "شات جي بي تي"، مما دفع جامعات أميركية إلى العودة لاستخدام دفاتر الإجابة الورقية التقليدية.

في المقابل، لا تقف الجهات الرسمية مكتوفة الأيدي؛ فقد بدأت بعض المؤسسات بتطوير تقنيات لمراقبة الامتحانات تعتمد على تتبّع حركة العين وتحليل أنماط الكتابة باستخدام الذكاء الاصطناعي لكشف أي استخدام غير مشروع للأقلام الذكية.