واشنطن تحذر طهران من تداعيات غلق مضيق هرمز
واشنطن - في ظل تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران، حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من التداعيات الخطيرة لأي خطوة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز، معتبراً أن هذا الإجراء سيشكل تصعيداً خطيراً واستهدافاً مباشراً للاقتصاد العالمي وإمدادات الطاقة، كما سيعود بنتائج سلبية على إيران نفسها، التي تعاني أصلاً من تداعيات الحرب والعقوبات.
وجاءت تصريحات روبيو خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية يوم الأحد، حيث دعا الصين إلى لعب دور مباشر في الضغط على إيران، مؤكداً أن بكين تعتمد بشكل كبير على المضيق في تأمين احتياجاتها من النفط والغا قائلا "أحض الحكومة الصينية في بكين على الاتصال بهم بهذا الشأن، لأن الصين تعتمد بشدة على مضيق هرمز في إمداداتها النفطية".
ويُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم، إذ تمر عبره نحو 20 في المائة من إمدادات النفط والغاز العالمية، ما يجعل أي تهديد بإغلاقه أو تعطيل الملاحة فيه مسألة حساسة تؤثر على استقرار السوق العالمي برمته، وليس فقط على أطراف النزاع المباشر.
ويقول خبراء إن قراراً كهذا من طهران لن يمر دون عواقب، خصوصاً أن العالم لا يزال يعاني من تبعات الحروب المتعددة، وارتفاع أسعار الطاقة، وتباطؤ سلاسل الإمداد، مما يزيد من هشاشة الاقتصاد العالمي.
وأكد روبيو"إذا فعلوا ذلك، فسيكون ذلك خطأ فادحاً آخر. إنه انتحار اقتصادي لهم، ولدينا خيارات للتعامل مع ذلك. لكن ينبغي على الدول الأخرى أن تدرس هذا الأمر أيضاً، فهو سيضر باقتصاداتها بشكل أسوأ بكثير من اقتصادنا".
سيكون ذلك خطأ فادحاً آخر إنه انتحار اقتصادي لهم
بدورها، اعتبرت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن إقدام إيران على هذه الخطوة سيكون بمثابة تصعيد خطير. وقالت قبل اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل: "المخاوف من الرد وتصاعد هذه الحرب كبيرة، وخاصة أن إغلاق إيران لمضيق هرمز أمر بالغ الخطورة وليس في صالح أحد".
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يراقب الوضع عن كثب، ويتواصل مع شركائه الإقليميين والدوليين لمنع انزلاق الأمور إلى مواجهة مباشرة قد تتجاوز حدود الشرق الأوسط.
من جانبها دعت الصين الإثنين المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود لمنع النزاع بين إسرائيل وإيران من التأثير على الاقتصاد العالمي، مشددة على أهمية مضيق هرمز والمياه المحيطة به بالنسبة للتجارة العالمية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غوه جياكون إنّ "الصين تدعو المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود للدفع باتجاه خفض التصعيد في النزاع ومنع انعدام الاستقرار من التأثير بشكل أكبر تأثيرعلى النمو الاقتصادي العالمي".
وفي المقابل، نقلت قناة "برس تي.في" الإيرانية الرسمية، أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بصدد اتخاذ القرار النهائي بشأن إغلاق المضيق، بعد تقارير عن دعم البرلمان الإيراني لهذه الخطوة، كرد مباشر على الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت 3 مواقع نووية داخل إيران.
وأعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، أن القواعد العسكرية الأميركية التي استخدمت في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، سيتم اعتبارها أهدافاً مشروعة من الآن فصاعداً.
وتعكس هذه التصريحات أن طهران قد توسّع دائرة الرد، سواء عبر تصعيد عسكري مباشر أو من خلال أدواتها الإقليمية.
وتزامن ذلك مع موقف صيني واضح من التطورات، إذ أدانت بكين الهجمات الأميركية، محذرة من أنها ستقود إلى "تصعيد إضافي في التوترات الإقليمية". كما أبدت روسيا وعدد من الدول العربية رفضها لهذا التصعيد، مشيرة إلى ضرورة ضبط النفس وتجنب خطوات أحادية من أي طرف.
ويرى مراقبون أن الصين قد تلعب دوراً محورياً في هذه المرحلة، ليس فقط لأنها مستهلك رئيسي للطاقة عبر هرمز، بل أيضاً لأنها شريك اقتصادي لطهران وقد تملك تأثيراً في كبح اندفاعها نحو خيارات قد تكون كارثية.
وبينما تلوّح إيران بخيار إغلاق مضيق هرمز، يرى خبراء أن الخطوة ستكون ذات كلفة عالية على إيران نفسها، إذ أن اعتمادها على صادرات الطاقة لا يقل أهمية عن غيرها من الدول المستهلكة. كما أن تصعيداً من هذا النوع سيعطي مبرراً لتوسيع التدخل الأميركي في المنطقة، ويعيد الأزمة الإيرانية إلى الواجهة الدولية بقوة.
وبحسب مسؤولين أميركيين، فإن الجيش الأميركي في حالة تأهب قصوى لأي تطورات في مضيق هرمز، وأية محاولات لإغلاقه ستُقابل برد فوري وحاسم.