'بيروت ترنّم' صلاة للبنان والعالم بوجه الحرب

التينور اللبناني جوزيف دحدح يعطي شارة انطلاق المهرجان في نسخته لهذا العام.

بيروت - كشف منظمو مهرجان "بيروت ترنّم" أن دورته السادسة عشرة التي تنطلق في العاصمة اللبنانية أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمثابة "صلاة للبنان والعالم"، وسط وضع عسكري متفجّر عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية واستمرار الحرب في غزة.

وقال المدير الفني للمهرجان توفيق معتوق لوكالة فرانس برس إن أنشطة هذه الدورة تساهم في إعطاء "أمل أكبر في هذا الوقت الصعب"، مضيفا "ترنيمنا وموسيقانا هذه السنة صلاة للبنان ولكل العالم".

ويفُتتح البرنامج الذي أكد معتوق أنه "يلبّي تطلعات الجمهور"، بـ"قداس المجد" لجاكومو بوتشيني "أحد أعمدة التأليف الأوبرالي"، ويُحييها التينور اللبناني جوزيف دحدح والباريتون سيزار ناعسي ترافقهما عزفا أوركسترا تضم موسيقيين لبنانيين وأعضاء من الأوركسترا السيمفونية الأرمنية.

كما يشمل الافتتاح عزفا لمقطوعة بيتهوفن السمفونية "فانتازيا الكورس"، يشارك فيه عازف البيانو الكوري كيوبين تشانغ شان الحائز الجائزة الأولى في مسابقة طوكيو الدولية.

ويخصص المهرجان حفلة منفردة لعازف البيانو الكوري تشانغ، وأمسية للعازف الفرنسي المعروف جوناتان فورنيل.

ومن الموسيقيين البارزين الذي يستضيفهم المهرجان، عازف الكلارينيت الإسباني الشاب بابلو براغان وعازف التشيللو التشيكي ميشال كانكا وعازفة الكمان السويسرية إيلفا إيغوس (16 عاما).

أما مجموعة ديفاز الأوبرالية الإيطالية فتحتفي في حفلتها بمئوية السوبرانو اليونانية ماريا كالاس.

ويُختتم المهرجان بأمسية ميلادية مع المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني والمغنية هبة طوجي.

ويشارك في المهرجان أيضا عدد من الفنانين اللبنانيين المعروفين، من أبرزهم عبير نعمة وكارول سماحة وغي مانوكيان، إضافة إلى مغنّي أوبرا لبنانين شباب وموسيقيين لبنانيين معروفين وجوقات جامعية ومدرسية وجوقات الأطفال.

ويمتدّ المهرجان بموسيقاه الكلاسيكية وتراتيله الدينية من 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 23 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وتقام حفلاته في كنائس وسط العاصمة الأثرية وفي ساحات أسواقها شبه المهجورة بفعل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ 2019.

وأبرز معتوق أن نسخة هذه السنة "تميزها إرادة المنظمين" وتمسكّهم بالمضيّ فيها "رغم كل التغييرات التي كانت تستجد لحظة بلحظة نتيجة الوضع".

وأشارت مؤسسة المهرجان ورئيسته ميشلين أبي سمرا في مؤتمر صحافي لإطلاق برنامجه الغنيّ في نادي اليخوت في العاصمة اللبنانية إلى أن البرنامج الذي وصفته بأنه "بمثابة نقطة ضوء في عتمة الوضع" الراهن، يبقى "قابلاً للتعديل" بحسب الظروف.

وتساءلت رئيسة المهرجان "ماذا لو لم ترنّم بيروت وأهلنا في الجنوب الحبيب يتعرضون لأهوال الحرب؟"، إذ تتصاعد حدّة تبادل القصف في جنوب لبنان بين إسرائيل وحزب الله بالتزامن مع تَواصل الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.