إسرائيل تريد تحويل هجوم إيران إلى مكاسب سياسية وأمنية

وزير الخارجية الإسرائيلي يعلن عن إطلاق حملة دبلوماسية لمواجهة إيران وأنه طلب من 32 دولة فرض عقوبات على الثوري الإيراني.

القدس - تتحرك إسرائيل دوليا لتحويل هجوم إيران الذي لم يسفر عن خسائر تذكر وشكل فقط رسالة مفادها أنها قادرة على الضرب في قلب تل أبيب في حال فكرت في مهاجمتها، إلى مكاسب سياسية وفي نفس الوقت شغل العالم عن عملياتها في غزة.

وتعرضت الحكومة الإسرائيلية قبل الهجوم الإيراني إلى ضغوط دولية وانتقادات حادة بسبب العدد المهول للقتلى الفلسطينيين، لكن موجة الضغوط والانتقادات خفت كثيرا بعد الهجوم الايراني.

وشنت إسرائيل الثلاثاء "هجوما دبلوماسيا على إيران ودعت 32 دولة إلى فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني وبرنامجه الصاروخي وهي ترى أنه أفضل توقيت لزيادة الضغوط الدولية على إيران وأذرعها في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه أطلق حملة دبلوماسية لمواجهة إيران. وقال "إلى جانب الرد العسكري على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، أقود تحركا دبلوماسيا ضد إيران".

وتابع كاتس عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقا) "وجهت هذا الصباح رسائل إلى 32 دولة وتحدثت مع العشرات من وزراء الخارجية والشخصيات البارزة في جميع أنحاء العالم داعيا إلى فرض عقوبات على مشروع الصواريخ الإيراني وإعلان الحرس الثوري الإسلامي منظمة إرهابية".

ولم يحدد الوزير الإسرائيلي الحكومات التي طلب منها فرض عقوبات على الحرس الثوري المدرج أساسا على لائحة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية ويخضع لعقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد أنه "يجب وقف إيران الآن، قبل فوات الأوان".

ومنذ نفذت إيران عملية 'الوعد الحق' ليلة السبت الأحد والتي شكلت فقط رد اعتبار وحفظا لماء الوجه بعد تدمير إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في هجوم قتل فيه أفراد من الحرس الثوري بينهم ضابطان من كبار القادة، تركز جهود العالم على منع اتساع نطاق الحرب والدعوة لضبط النفس، بينما استمر الإسرائيليون توازيا في زيادة وتيرة العدوان في غزة والضفة.

وشغلت حرب غزة العالم عن برنامجي إيران النووي والصاروخي بعد أن كان كل الاهتمام منصب على هذا الملف واستغلت طهران ذلك لتسريع وتيرة تطوير صواريخها وعمليات تخصيب اليورانيوم، متجاوز بأضعاف الحد الأدنى المسموح به في الاتفاق النووي للعام 2015 المعروف بخطة العمل المشتركة.

ويبلغ الحد الأقصى لمخزونات اليورانيوم التي تملكها إيران 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المئة بينما كانت تبلغ قبل إبرام الاتفاق عدة أطنان بنسبة 5 في المئة وعدة مئات كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة.

وحاليا اقتربت إيران من نسبة 60 بالمئة من اليورانيوم المخصب أي أنها تحتاج إلى 30 بالمئة أخرى لتبلغ مستوى يسمح لها بصناعة قنبلة نووية.

وتريد إسرائيل حاليا أن تعيد برنامجي إيران النووي والصاروخي إلى دائرة الضوء وفي نفس الوقت تعمل على تدمير أكبر قدر ممكن من قدرات حماس العسكرية حتى لو كان الثمن تدمير كامل قطاع غزة وقتل عشرات آلاف المدنيين.

وكانت إيران نفذت ليل السبت الأحد هجوما مباشرا غير مسبوق على إسرائيل باستخدام أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ كروز وأخرى بالستية ردا على الهجوم الذي وقع في الأول من نيسان/أبريل على قنصليتها في دمشق.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض 99 في المئة من الصواريخ بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين وأن الهجوم لم يسبب سوى أضرار طفيفة طالت قاعدة عسكرية في جنوب الدولة العبرية.

وتعهد مسؤولون إسرائيليون بالانتقام من إيران التي قالت إن هجومها في نهاية الأسبوع كان ردا على الهجوم على القنصلية الإيرانية الذي أسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري بينهم اثنان من القادة البارزين.