إيران تفشل في محاولة إخفاء أضرار الضربات الاسرائيلية

صور أقمار اصطناعية تظهر استبدال طهران لرادار للدفاع الجوي بآخر جديد بعد أن حققت الصواريخ الاسرائيلية إصابة مباشرة فيه.

طهران – كشفت مجلة ايكونوميست أن صور أقمار اصطناعية جديدة أظهرت أن إيران عمدت للتغطية على الأضرار التي تسببت بها الضربات الإسرائيلية على قاعدة جوية قريبة من منشأة نطنز النووية في محاولة منها لـ"حفظ ماء الوجه"، ضمن بروباغاندا تسمح لها بالادعاء بأن كل شيء على ما يرام.

وقالت المجلة البريطانية إن الصور تظهر أن إيران استبدلت ببساطة رادار للدفاع الجوي جرى تدميره خلال الضربة الاسرائيلية برادر آخر جديد. ونقلت عن كريس بيغرز محلل الصور الذي عمل سابقا لدى الحكومة الأميركية القول إن الصواريخ الإسرائيلية حققت إصابة مباشرة بالرادار الإيراني.

وهو ما ذهبت إليه "نيويورك تايمز" في تقرير وأفادت نقلا عن مصادر إسرائيلية وإيرانية بأن الطائرات الإسرائيلية استهدفت، الجمعة، الماضية نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ "إس-300" الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا، والواقعة في قاعدة جوية في محافظة أصفهان حيث منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي شاركها بيغرز مع المجلة أن الهجوم الإسرائيلي استهدف رادار مصمم لتتبع التهديدات الجوية والصاروخية الواردة ويسمح للصواريخ الاعتراضية استهدافها.

وأكد بيغرز أن الإيرانيين نقلوا ما تبقى من البطارية المستهدفة لمكان بعيد وعمدوا بعدها بيوم لاستبدالها برادار مختلف من طراز آخر ووضعوها في نفس المكان.

كما أبقوا عبوات الإطلاق التي تطلق الصواريخ الاعتراضية في وضع مستقيم، وكأنها جاهزة للإطلاق. وخلص بيغرز إلى القول "إنها حالة من الإنكار والخداع، للإشارة إلى أن الموقع لا يزال قيد التشغيل". وأشار إلى أن الأمر المؤكد هو أن الموقع لم يعد فعالا، لأن الرادارين غير قابلين للتبديل ولن تعمل أنظمة البطارية في حال تلف أي من أجزائها أو استبدالها بواحدة من طراز مختلف.

ومن غير المرجح أن تتمكن إيران من خلال هذه الحركة خداع الولايات المتحدة أو إسرائيل لأنهما تمتلكان أقمارا اصطناعية متطورة، وسوف تعرفان بسهولة أن البطارية مدمرة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين غربيين القول إن الضربة الإسرائيلية كانت تهدف لإيصال رسالة مفادها أن إسرائيل يمكنها استهداف مواقع حساسة وتجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية وشلها دون أن يتم اكتشافها.

ووفقا للصحيفة لم يتضح بعد نوع السلاح الذي استخدمته إسرائيل لضرب نظام الدفاع الجوي الإيراني، لكن ثلاثة مسؤولين غربيين ومسؤولين إيرانيين أشاروا إلى أن إسرائيل استخدمت طائرات مسيرة وصاروخا واحدا على الأقل أطلق من طائرة حربية. 

وفي وقت سابق، قال مسؤولون إيرانيون إن الهجوم على قاعدة عسكرية في أصفهان تم تنفيذه بطائرات مسيرة صغيرة، انطلقت على الأرجح من داخل الأراضي الإيرانية.

وقالت المجلة البريطانية أنه على الرغم من عداءها المستمر منذ 45 عاماً تجاه "الشيطان الصغير"، إلا أن إيران لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل من أراضيها. وبدلاً من ذلك، كان الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء، وهي مدينة عراقية مقدسة لدى الشيعة، كما قال مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، لذلك ذهب إلى الحرب مع العراق.

واستخدم آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران منذ عام 1989، وكلائه ــ حزب الله، والميليشيا الشيعية في لبنان، والجماعات المسلحة الفلسطينية، حماس والجهاد الإسلامي ــ لضرب أهداف إسرائيلية وتجنب المواجهة المباشرة. وعندما هاجمت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني وعلمائه في العاصمة طهران في السنوات الأخيرة، دعا مستشارو خامنئي إلى "الصبر الاستراتيجي".

ويروج الإيرانيون إلى أن كل ذلك تغير. وأن إطلاق إيران لأكثر من 300 طائرة بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ باليستية على إسرائيل في 13 نيسان/أبريل "نقلة نوعية"، وفقا لأحمد دستمالشيان، سفير إيران السابق في لبنان.

وفاجأت قوة النيران العديد من الإيرانيين، وهي قوة تجاوزت بكثير القوة التي أرسلتها إيران ردًا على اغتيال واشنطن لقائدها العسكري الكبير قاسم سليماني، في عام 2020. ويقول رئيس الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، اللواء حسين سلامي، إن النظام يعمل الآن مع "معادلة جديدة". وقال أحد مستشاري الرئيس الإيراني على موقع إكس يوم 14 نيسان/أبريل: “لقد انتهى عصر الصبر الاستراتيجي”.