الأمن التونسي يقاضي فنانا مسرحيا ويدعو لعدم تأمين عروضه

وزارة الداخلية تؤكد أن الممثل لطفي العبدلي توجه بحركة غير أخلاقية للأمنيين الحاضرين لتأمين عرضه المسرحي.
إيقاف جميع عروض الفنان لطفي العبدلي المسرحية
تونس

أعلنت الصفحة الرسمية للنقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بصفاقس (جنوب تونس)، أنها سجلت قضايا عدلية ضد الممثل المسرحي لطفي العبدلي ودعت إلى عدم تأمين جميع عروضه، واصفة إياه بـ''سيء الذكر".
واحتجّ بعض أفراد قوات الأمن التونسي الذين كانوا يؤمّنون عرض العبدلي على بعض العبارات والحركات التي تضمّنها النص المسرحي للعبدلي.
وعمد 4 أمنيين الأحد، إلى الصعود على خشبة مسرح الهواء الطلق بصفاقس، محاولين إيقاف عرض مسرحية "في سن الخمسين أقولها كما أعنيها"، تزامنا مع انسحاب القوات الأمنية من المكان. 
وعمت حالة من الفوضى المسرح المذكور حيث خيّر العبدلي البقاء على خشبة المسرح محاطا بجمهوره الغفير البالغ حوالي 8آلاف متفرّج.
ونشر الفنان التونسي تدوينة على حسابه الخاص بموقع فيسبوك نّد فيها بـ"الإعتداء الأمني على منتج المسرحية محمد بوذينة" الذي اتهم بعض أعوان الأمن بتعنيفه.
ونفت وزارة الداخلية ادعاءات العبدلي وبوذينة وأكدت في بيان أنه "تمّ تأمين العرض المذكور منذ بدايته إلى حين خروج الجماهير كما تمت مرافقة عارض المسرحية إلى مقر إقامته بأحد النزل إثر نهاية العرض". 
وهي الرواية التي يفنّدها العبدلي وشركة الانتاج.  
وأشارت الوزارة إلى أن العبدلي "قام بحركة لا أخلاقيّة تجاه أعوان الأمن خلال العرض المذكور مما تسبب في حالة تشنج في صفوف بعض الأمنيين المكلفين بتأمين مختلف فعاليات مهرجان صفاقس الدولي".

بيان النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بصفاقس

وأضافت أنه "بتدخل المسؤولين تمت تهدئة الأوضاع ومواصلة العرض في ظروف عادية".
وأكد العبدلي في مقطع فيديو نشره لاحقا أنه لم يتوجه للأمنيين بأي إساءة، مرجحا أن يكون عرضه هذا آخر عرضٍ له في تونس. 
وأعلن في تدوينة نشرها الاثنين، أنه قرر مغادرة البلاد نهائيا ، بعد الضجة التي أثارها عرضه المسرحي في مدينة صفاقس.
وكتب العبدلي "أغادر البلاد نهائيا ، الله غالب ، لقد سرقتم الأمل الصغير الذي كان لدي ".
وأعلنت الشركة المنتجة لمسرحية العبدلي في بيان إلغاء جميع عروض المسرحية حتى إشعار آخر.
وبررت الشركة قرارها بـ"الخشية على حياة الفنان والحرص على السلامة الجسدية للفريق المرافق له".
ويُعتبر العبدلي من المسرحيين الذين تخصصوا في عروض الـ"وان مان شو" المثيرة للجدل لتضمّنها جرعات كبيرة من النقد  للواقع السياسي والاجتماعي في تونس.

بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

ويعتب عليه منتقدوه استخدامه لبعض العبارات البذيئة والحركات السوقية والإيحاءات الجنسية في مسرحياته.
ودخل العبدلي في سجال مع حركة النهضة الإسلامية التي كانت تحكم البلاد خلال السنوات الماضية بسبب انتقاده اللاذع لطريقة إدارتها للشأن العام.
وأعلن مؤخرا وقوفه بشراسة مع مسار 25 يوليو ودعا لمساندة رئيس الجمهورية قيس سعيد.
وأصدر فرع صفاقس التابع للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الإثنين، بيانا ندد فيه بما وصفه "التدخل السافر لعدد من أعوان أمن بالزي المدني قصد تعطيل العرض المسرحي للمثل لطفي العبدلي".
وندد فرع الرابطة بما صدر عن "هؤلاء الأمنيين من عنف مادي ومعنوي واعتداء على حق التعبير والإبداع وانتهاك لحق الجمهور في النفاذ إلى النشاط الثقافي دون وصاية".
وحذر من ''مخاطر تحول الجهاز الأمني المناط بعهدته تأمين العروض الفنية إلى هيئة رقابة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليصبح وصيا على الذوق العام وعلى حرية الفن والإبداع بل وهيئة قضائية موازية''.