السويد تنتظر نتائج "الكتاب الأبيض"

ورقة المهاجرين تكشف وجها مختلفا لليوتوبيا السويدية.
ثالث أكبر حزب برلماني ينتظر انتخابات ايلول من اجل "الحفاظ على السويد سويدية"
الكتاب الابيض يعيد طرح التساؤل: هل تغيرت ملامح السويد الأوروبية البيضاء الشقراء؟

على مسافة شهر من الانتخابات البرلمانية والبلدية في السويد تبدو الساحة السياسية مضطربة، والبرامج الانتخابية للأحزاب السويدية تتسابق لاستخدام ورقة اللاجئين في صندوق الإنتخابات بشكل فاقع مما وضع المهاجرين في بؤرة الضوء وتحت ضغط كبير لا قِبل لهم به.

وضمن هذا السياق أصدر المؤرخ السويدي توني غوستافسون الجزء الأول من كتابه "الكتاب الأبيض" والذي تناول فيه تاريخ الحزب الديمقراطي في السويد، مسلطاً الضوء على الخلفية التي أتى منها مؤسسي الحزب، موضحاً أن جزءا كبيرا من الأشخاص الذين أسسوا حزب ديمقراطيو السويد SD في أواخر الثمانينات جاءوا من أوساط نازية عنصرية وغير ديمقراطية. ويقول غوستافسون أن احد أعضاء الحزب جاء من الحركة السويدية الجديدة وهي حركة فاشية من فترة ما بين الحربين العالميتين فصاعداً، وآخرين جاءوا من حركة حليقي الرؤوس. وبَيّنَ أن الثلاثين شخصاً الذين أسسوا الحزب في ستوكهولم ومالمو في عام 1988 كان من بينهم عشرون شخصاً لهم ماضٍ في الأوساط النازية أو العنصرية أو غير الديمقراطية، مثل مؤسس منظمة الحملة العنصرية بيفارس فيريس فانسك، وهي إحدى المنظمات التي وجهت الدعوة إلى الفتيات السويديات أن لا تهينوا عرقكم ولا تتزوجوا أو تقيموا علاقة مع أعراق أخرى خصوصا السوداء والسمراء.

ويعد SD اليوم ثالث أكبر حزب برلماني في البلاد، وهو حزب معارض راسخ يحاول الوصول إلى السلطة في الانتخابات التي ستجري في 11 سبتمبر القادم، في حين كان الوضع مختلفاً حين تأسس الحزب في فبراير 1988.

"الكتاب الأبيض" الذي كلف الحزب نفسه بكتابته منذ عام 2014 يهدف إلى تقديم نظرة أكاديمية لتاريخ الحزب وعلاقته بالحركات اليمينية المتطرفة. ويقدم نفسه كحركة "الحفاظ على السويد سويدية". ومن هنا يعيد الكتاب طرح التساؤلات التي باتت جزءًا من الحياة اليومية في السويد: هل تغيرت ملامح السويد الأوروبية البيضاء الشقراء؟ وهل تغيرت السويد بارتفاع اعداد المهاجرين فيها؟

اسئلة يسعى الكتاب للإجابة عليها عبر ترسيخ أدبيات حزب SD والتي تؤسس لعهد جديد أبيض لسويد بيضاء! ورغم دفاع مارتن كيونن عضو اللجنة التنفيذية للحزب ومدير مشروع الكتاب الأبيض عن محتوى الكتاب بقوله "لا يوجد في هذا الكتاب ما يعبّر عن أن الحزب كان عنصرياً عند تشكيله، حيث تشكل على يد فريق متنافر. بالطبع، كنت أفضل ألا يُشكل هؤلاء الناس الحزب. هذا الكتاب له أهمية تاريخية لكن ليس له صلة بحزبنا اليوم."

"الكتاب الأبيض" حقيقة جديدة تظهر في فضاء السياسة في السويد، لكن هذا الكتاب لا يبدو عابراً أو مجرد تأريخ لحزب سياسي بل هو مقدمة تكشف النقاب عن أفكار خطيرة باتت منذ الانتخابات الماضية في عام 2018 جزءًا مهماً ومؤثراً في المشهد السياسي السويدي وربما تفضي نتائج الانتخابات القادمة عن المزيد من النتائج الكارثية التي تهدد اليوتوبيا الاسكندنافية بالانهيار.