تأجيل المؤتمر العام يؤجج الخلافات داخل العدالة والتنمية المغربي

المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية سيصوّت السبت على أنه في حال انتخاب قيادة جديدة للحزب فستقوده لمدة عام واحد وليس 4 أعوام كالمعتاد
عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب قيادة جديدة لمدة سنة
اسم بنكيران يبرز كمرشح لقيادة الحزب مجددا
آمنة ماء العينين «أبناء الحزب» بـ"خنقه"

الرباط - يقف حزب العدالة والتنمية المغربي على محك أزمة داخلية بسبب خلافات حول تأجيل مؤتمره العادي لمدة سنة بعدما كان مقررا عقده نهاية العام الجاري.

والسبت، صادق المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بالأغلبية على تجديد أجل سنة لعقد المؤتمر الوطني العادي، الذي كان مقررا في ديسمبر المقبل، قبل أن تقترح الأمانة العامة للحزب تأجيله بعد دعوتها إلى عقد مؤتمر استثنائي (نهاية الشهر الجاري) لانتخاب قيادة جديد.

ويعتبر هذا الصراع امتدادا لتداعيات الهزيمة التي مني بها الحزب في الانتخابات البرلمانية والمحلية الأخيرة والتي أخرجت للعلن خلافات كامنة سعت قيادات الحزب مرارا إلى السيطرة عليها واحتواءها.

واستقالت قيادة الحزب "تحملا للمسؤولية"، مباشرة بعد ظهور نتائج الانتخابات التي  تصدّرها حزب التجمع الوطني للأحرار (وسط)، بحصده مئة ومقعدين من أصل 395 بمجلس النواب (غرفة البرلمان الأولى)، وشكل ائتلافا حكوميا.

بينما حصل العدالة والتنمية على 13 مقعدا فقط، مقارنة بـ 125 مقعدا في انتخابات 2016، بعدما قاد الحكومة منذ 2011 للمرة الأولى في تاريخ المغرب. وأعلن الحزب الانتقال "إلى صفوف المعارضة".

وفي 30 أكتوبر المقبل سيصوّت المؤتمر الاستثنائي للعدالة والتنمية على أنه في حال انتخاب قيادة جديدة للحزب فستقوده لمدة عام واحد وليس 4 أعوام كالمعتاد.

التهديد بالقضاء

اعتبر عضو المجلس الوطني للحزب ورئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية حسن حمورو أن "مقترح تأجيل المؤتمر الوطني العادي للحزب لسنة لا يسنده أي مقتضى قانوني في القوانين الداخلية للحزب".

وقال حمورو إنه سيلجأ "إلى القضاء للمطالبة بإلغاء قرار تأجيل المؤتمر العادي لسنة، في حالة مصادقة المؤتمر الوطني الاستثنائي على ذلك السبت المقبل".

وتابع: "التأجيل لسنة سيقيد صلاحيات واختصاصات القيادة الحزبية الجديدة، التي من المفترض أن تتمتع بكامل الشرعية والمشروعية، وسيكون أمامها أربع سنوات كأجل لعقد المؤتمر الوطني".

ويرى حمورو أن "ما من شيء يلزم الحزب بتحديد موعد المؤتمر العادي، على اعتبار أن ذلك سيكون محاولة لخدش مشروعية القيادة الجديدة، التي سينتخبها المؤتمر الاستثنائي في 30 أكتوبر (..) وسيكون على هذه القيادة أن تخرج الحزب من الوضع الراهن عقب تراجع نتائجه في انتخابات 8 سبتمبر الماضي".

وأضاف أن "هذه المهمة تتطلب أن تُترك للقيادة الجديدة كل هوامش الاشتغال التي تتيحها قوانين الحزب، ولا نتصور إلا أنها ستعمل على وضع آلية التوافق وتوسيع الاستشارة لتدبير مرحلة الإنقاذ".

بنكيران يتفاعل

خرج عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق (2011-2017) والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، الأحد، ليعلن موقفه من الجدل حول تأجيل المؤتمر العادي.

وقال بن كيران، في بيان كتبه بخط يده ووقعه ونشره في حسابه على فيسبوك، إنه "غير معني" بترشيحه لقيادة الحزب في مؤتمره الوطني الاستثنائي (30 أكتوبر)، في حال المصادقة على تحديد أجل سنة لعقد مؤتمره الوطني العادي.

وبقوة، يبرز اسم بنكيران (67 عاما) كمرشح لقيادة حزب العدالة والتنمية مجددا، لكون الحزب تصدر الانتخابات عامي 2011 و2016، حين كان بنكيران يترأسه، قبل أن يتراجع بشدة وينتقل إلى مقاعد المعارضة في انتخابات 2021.

وأضاف بنكيران: "بعد اطلاعي على مصادقة المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب) على مقترح الأمانة العامة المستقيلة بتجديد أجل سنة لعقد المؤتمر الوطني العادي، أعتبر نفسي غير معني بأي ترشيح لي إن صادق المؤتمر الاستثنائي على هذا المقترح".

ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الوطني للحزب، والذي سيفرز قيادة جديدة له، ترجّح أصوات عدة عودة بنكيران، رئيس الحكومة السابق، لقيادة دفة الحزب.

ويشير الأكاديمي المغربي عبد الرحيم علام إلى أنه "مع حساسية المرحلة التي يمر بها العدالة والتنمية يبقى بنكيران الشخصية الأبرز القادرة على معالجة مكامن الخلل بالحزب والعودة به إلى صدارة المشهد".

الإنقاذ أو الدفن

ذهبت آمنة ماء العينين عضو مكتب المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والبرلمانية السابقة إلى القول إنه "لا يزال البعض من أبناء الحزب (دون تسميتهم)، مصرا على خنق ما تبقى من أنفاس حزب يعاني من الاختناق بأيديهم حتى لا تقوم له قائمة".

وتابعت ماء العينين في تدوينة على فيسبوك: "الكثيرون يصرّون على إحراق السفن قبل المغادرة، وهو أمر مستنكر ويستبطن الكثير من الأنانية، فيما يحتاج حزب يحتضر إلى كل ذوي النوايا الحسنة من بناته وأبنائه المخلصين".

وتساءلت: "ما معنى استقالة قيادة مازالت تدبر بكل ثقلها بل وتضغط لفرض منظورها لتدبير المرحلة المقبلة (تقصد قرار تأجيل المؤتمر العادي لسنة)؟".

وخلصت ماء العينين إلى أنه "قد يكون المؤتمر الاستثنائي آخر فرصة لحزب العدالة والتنمية، إما لمباشرة محاولة الإنقاذ وتجميع شتات المناضلات والمناضلين وإما لدفن الحزب".