"تراث" تناقش مهرجانات التراث

المجلة تُضيء على التطور الفني للقصة النسائية الإماراتية.

صدر أخيرا في أبوظبي، العدد 268 لشهر فبراير 2022، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث، حيث خصصت المجلة ملفا خاصا حول دور المهرجانات التراثية في الاحتفاء بالثقافة والتراث الوطني للشعوب.

وفي افتتاحية العدد، قالت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، ان مهرجانات التراث في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعد مؤشرا مهما على مدى اهتمام القيادة السياسية في الدولة، للاعتناء بالتراث والثقافة.

ولفتت الظاهري إلى أن دولة الإمارات تزخر بإرث وطني وعربي وإسلامي كبير نراه في عادات وتقاليد وسلوكيات شعبها، لذا جاءت توجيهات قادة الامارات باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على التراث الوطني ورعايته من خلال تنظيم المهرجانات التراثية والثقافية، لما لها من الأثر الأكبر في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية، وتحقيق منظومة التلاحم الوطني، وأشارت إلى أن نادي تراث الإمارات يعد من أهم الجهات الداعمة في الدولة لمثل هذه المهرجانات، وهو يحرص على تنظيمها سنوياً ضمن برامجه وفعالياته التراثية، ومنها على سبيل المثال مهرجان السمحة، وسباق اليوم الوطني، ومهرجان فاكهة الشتاء والسوق الشعبي في البطين وغيرها، بجانب المشاركة في مختلف المهرجانات التي تنظمها هيئات وجهات معنية بالحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي للإمارات.

وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، أشار فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى أن احتفاليات التراث ومهرجاناته المتنوعة، واحدة من أبرز الأدوات التي يعتمدها نادي تراث الإمارات في تحقيق أهدافه، وإيصال رسالته للجمهور المستهدف، وفي مقدمتهم فئة النشء والشباب، وجعل مفردات التراث حية ومتداولة مع الإدراك بأهميتها واستشعار قيمتها في حياة الأجداد.

وقد حمل ملف العدد حول مهرجانات التراث ودورها في حفظ وإحياء التراث والموروث الشعبي، ثلاثة عشر موضوعا، وفي الملف نقرأ لعلي تهامي "فنانون ومثقفون عرب: الإمارات رائدة في مهرجانات التراث"، وتكتب فاطمة المزروعي "مهرجانات التراث.. الأصالة والحداثة".

وفي الملف أيضا "مهرجانات التراث.. هوية النشء لعبور المستقبل"، لصلاح أبوزيد، و"مهرجانات التراث.. رسالة الإمارات إلى العالم"، لمريم سلطان المزروعي، و"مهرجانات التراث أعراس ثقافية"، لحسن علي آل غردقة، و"أيام الشارقة التراثية حاضنة للأصالة"، لعبدالعليم حريص، و"مهرجانات نادي تراث الإمارات تخدم الإنسانية"، لعلي تهامي، و"مهرجانات التراث في دولة الإمارات.. همزة وصل بين الأجيال"، لجمال مشاعل، و"الأصالة والمعاصرة في تراث الإمارات وثقافتها"، لعلي كنعان، ومقابلة لعلي تهامي مع التشكيلية الإماراتية نجاة مكي حول مهرجانات التراث والاحتفاء بذاكرة الانسان، و"الحرف الإماراتية بين الذاكرة ومهرجانات التراث"، لموزة سيف المطوع، و"مهرجانات التراث تكشف للجمهور كنوز الماضي"، لفاطمة عطفة، و"مهرجانات التراث محافل تؤصل الموروث"، لخالد صالح ملكاوي.

تاريخ اللغات القديمة

وفي موضوعات العدد، يأخذنا ضياءالدين الحفناوي، في رحلة لمدينة دوز.. الربوة الخضراء في تونس، ونجول في العوالم الإبداعية للشاعر شهاب غانم، وقصيدته "جائزة طاغور"، فيما يكتب لنا عبدالفتاح صبري، مقالا بعنوان "أبواب امرأة العزيز"، ويرصد لنا عصام أبوالقاسم، جوانب من سيرة المبدع الاماراتي الراحل أحمد راشد ثاني، ويطوف بنا راشد سعيد مبارك، في "تاريخ اللغات الحامية القديمة".

وفي سوق الكتب، يستعرض لنا عبدالله يحيى السريحي "رسالة رحلة ابن فضلان"، وأما الدكتور حمزة قناوي، فيقدم لنا قراءة في كتاب "غواية التجريب: حركة الشعرية العربية في مطلع الألفية الثالثة" للدكتور محمود الضبع، وتكشف لنا الدكتورة نورا صابر المزروعي "خفايا الجمال الموسيقي"، وتتناول شمسة الظاهري موضوع "الخيل.. موروث وحضارة"، وأما الشاعر والكاتب الإماراتي عادل خزام، فاختار لمقاله عنوان "أحلام شاعر".

ونقرأ في موضوعات العدد أيضا "القصيدة والتوشيح وما يتبعهما"، لمصطفى سعيد، و"الخليج والجزيرة العربية في المصادر الروسية"، لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص على الدرعي، وفي "وجوه لا تغيب"، تكتب لنا مريم النقبي عن الشاعرة الإماراتية المخضرمة حمدة بن محمد بن ثاني بن زنيد السويدي، وفي "سرد الذاكرة" نقرأ للإعلامية والشاعرة الإماراتية شيخة الجابري "حلم كماء.. وفي الحرف ارتواء"، وفي دراسات نقرأ للكاتب والناقد عزت عمر "شعراء كبار ماتوا شباباً"، وفي ترجمات يكتب لنا محمد عبدالفتاح "حكايات إيسوب"، وفي "قضايا وآراء" تسأل نوزاد جدعان "الجنون عبقرية.. أم العبقرية جنون"، ويرصد لنا أحمد حسين جميدان "التطور الفني للقصة النسائية الإماراتية"، وفي دراسات إماراتية يكتب الدكتور خالد بن محمد مبارك القاسمي "قراءة في مباحثات الإتحاد التساعي"، وعن "الرياح المحلية في الأمثال والكنايات الشعبية" يدور مقال فهد علي المعمري، وأما استطلاع العدد فكتبه حسن صالح محمد عن "قلعة المربعة.. عندما يمتزج التراث بالحماية"، وكتب الدكتور عبدالعزيز المسلّم عن "النداء والنادي والمنادي"، وتختتم الدكتورة فاطمة حمد المزروعي موضوعات العدد بمقالها "أن تجلب معك ضوء الشمس".

يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاءالدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.   

وقد انطلقت المجلة من رؤية الراحل الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.