دار الثقافة المغاربية ابن خلدون تحتضن 'حديث الروح'

المعرض التشكيلي يقدم تجارب وأساليب متنوعة بإمضاء مشاركين من رؤى مختلفة.

الفن هذا المسافر في الأغاني حيث الذات في حلمها الملون والمنحوت والمستعاد بكثير من شجن المعنى وفتنة الكلمات ولا مجال لغير التذكر والمضي عميقا في الدروب.. تلك الدروب التي يتخيرها الكائن وهو يعلي من شؤون الإبداع والابتكار قولا بالقيمة وتأصيلا للكيان.. إنها لعبة القلب المفتون بما يعتمل فيه من جمال وشغف وحب.

بهذه المعاني ومثلها كان المجال شاسعا لـ"حديث الروح" على سبيل الفن حيث الغناء الخافت في ورشة اليومي بما فيها من نظر واستلهام لتتعدد الفنون في هذا العنوان اللافت بين ذاكرة أغنية في الوجدان وحلم جمع من الفنانين قادهم عشقهم للفنون التشكيلية إلى هذا الصوت المجتمع وفق مفردة بصيغة الجمع.. حديث الروح عنوان هذا المعرض الذي تم افتتاحه مساء يوم الجمعة 20 أبريل/نيسان الجاري بحضور عدد من الفنانين والنقاد وأحباء الإبداع وبإشراف مديرة الفضاء الثقافي أمال الطالبي وذلك بدار الثقافة المغاربية ابن خلدون..

المشاركون في المعرض فنانون وفنانات من رؤى وتجارب مختلفة ومنهم سامي الساحلي وكريمة بن مسعود وأمال الزعيم وفتحي السعيداني وأيمن الوسلاتي وأحمد الزعايبي وسمية البولاطي وغادة بالعابد وسامي الساحلي وحمادي بن سعد ونجيب بوصباح وكريم كمون وفيصل محفوظي وسعيد عسال ونائلة مطوي ونافلة الراجحي ومنير الورتاني والغرسلاوي ويماء المليتي وفائدة المسعودي...

تنوعت الأعمال الفنية بين صنوف تعبيرية من الرسم إلى النحت والفوتوغرافيا وغيرها في سياق من خصوصيات جمالية عرف بها كل فنان على حدة حسب تجربته وأسلوبه الفني وفي هذا السياق يقول منسق هذا المعرض الفنان النحات أيمن الوسلاتي "في غالب الأحيان الموهبة العظيمة دائما ما تتمتع بروح حرة، تستجيب للأحداث والسياسات المعاصرة وتتخذ أبعادًا سياسية واجتماعية على حد سواء، ليصبح الفنان في حد ذاته محورًا للجدل بل وقوة للتغيير السياسي والاجتماعي. وبالرغم من سعي الفنانين الشباب خاصة للتحرر من عزلتهم، وتحقيق ذاتهم وامتلاك أدواتهم الفنية مما يخلق الجدل القائم من خلال معاناتهم، فإن الفن والمعاناة وجهان لنفس العملة. وهي الوقود الذي يدفع المبدع لأن يقدم للبشرية صورا غير مسبوقة من الإبداع الإنساني والخالدة في الذاكرة، فغالبا الإبداع يكون على حافة الهاوية بتجاهله أو تجاهل مجهوداته، ونقص الوعي المجتمعي والجو البيروقراطي حيث تدهور حال الفنان ومكانته في التغيير مع قسوة الأزمات التي يمر بها والعوامل الضاغطة التي تستنزف طاقته الإبداعية مما يؤول إلى حالات مؤسفة جدا ويقودنا إلى اليأس في بعض الأحيان بما ينعكس سلبا على الأوضاع .ومن هذا المبدأ نأمل الحق في المشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية دون تقادم الزمان علينا كفنانين لرسم الأمل وليس اليأس..".

هذه فكرة منسق النشاط والمعرض المعنون بـ"حديث الروح" المتواصل إلى غاية يوم 30 أبريل/نيسان الجاري حيث رأى المنظمون أنه لقاء فني روحاني فـ"...كلنا تونس بشوارعنا وأفكارنا بأحلامنا وصورنا هذه أفراحنا وهذا عالمنا. صور ومنحوتات ورسومات تعني الكثير لأصحابها هي تونس هي الروح التي نبحث عنها..".

معرض وتنوع في الأعمال وافتتاح بمثابة الحفل حيث اللقاء بحركيته وأجوائه على إيقاع الموسيقى والحلم والنظر إلى المستقبل.. ويتواصل معرض "حديث الروح" إلى غاية يوم 30 أبريل/نيسان الجاري.