"مراود" تتابع توثيق التراث غير المادي في الخليج

قائمة جديدة من عناصر التراث غير المادي تعد بشكل مشترك بين الإمارات والسعودية وسلطنة عمان.

صدر أخيراً في الشارقة العدد 39 لشهر فبراير 2022 من مجلة "مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد.

واحتوى العدد الجديد من المجلة على ملف خاص عن عناصر التراث العربي على قوائم اليونسكو، بجانب تغطية موسعة لمشاركات وأنشطة معهد الشارقة للتراث بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، وما قام رئيس المعهد ورئيس تحرير المجلة، الدكتور عبدالعزيز المسلّم من لقاءات ومباحثات مع المسئولين بعدد المؤسسات المصرية المعنية بصون وإحياء التراث، ومتابعة لاستعدادات معهد الشارقة للتراث، لتنظيم الجورة التاسعة عشرة من دورات أيام الشارقة التراثية.

وفي كلمته بافتتاحية العدد قال المسلّم، إن تجربة الإمارات في مجال توثيق التراث غير المادي وحفظه، وتسجيله ضمن قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني غير المادي، تعد رائدة ومهمة، حيث نجحت في تسجيل العديد من عناصر التراث الثقافي، كما قدمت نموذجاً فريداً في التعاون مع الدول الأخرى في ملفات حفظ التراث وتسجيله، وهو ما أهلها لأن تحتل المركز الأول عالميا في عدد الملفات الدولية المشتركة، التي تم تسجيلها في قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية، الذي يحتاج إلى صون عاجل من اليونسكو، حيث قامت بتسجيل الصقارة مع أكثر من 18 دولة، ثم السدو والعيالة وفن التغرودة مع سلطنة عمان الشقيقة.

وأوضح بأن الإمارات تقدمت مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وقطر بملفين مشتركين لتسجيل المجالس والقهوة العربية، في حين تعاونت الإمارات وسلطنة عمان في ملف الرزفة، واشتركت في تسجيل ملفات النخلة والخط العربي وغيرهما من العناصر التي تم تسجيلها على قوائم اليونسكو.

ولفت المسلّم إلى ما تم تسجيله من معالم التراث الإماراتية، وعن العناصر الجديدة التي يجري العمل على تسجيلها مثل "أيام الشارقة الثقافية" والذي تقدمت به الشارقة ضمن أفضل ممارسات صون التراث الثقافي، لما أسهمت به "الأيام" عبر تاريخها الممتد من جهود رائدة في حفظ التراث والتعريف به وحمايته وصونه.

أما مدير تحرير المجلة، الدكتور منّي بونعامة فقال في كلمته بالعدد، إن الرؤية الثاقبة والبصيرة النافذة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، جعلت من التراث عنصراً محورياً في حياة المجتمع وواقعه، وشكلت علامة فارقة في تاريخ الاهتمام بالتراث الثقافي في الشارقة، المؤسس على جذور تاريخية وحضارية راسخة وممتدة، وبخاصة ما يتعلق ببناء المعالم التاريخية والتراثية، وترميم الذاكرة المكانية، وتقديم الصون العاجل لها، وهو ما يجعلها حرية بالتصنيف على قوائم اليونسكو.

فن الموسيقى العرقي

وفي موضوعات العدد، يواصل الباحث على العبدان حديثه عن "فن الموسيقى العرقي"، فيما يتناول علي أحمد المغني في مقاله موضوع "الإبل في التراث العربي.. الشعر العربي"، وفي زاوية دراسات أدبية يكتب لنا خالد عمر بن ققة عن "شاهندة.. تراث العبودية حين يغدوا نصا أدبيا"، فيما يستعرض الدكتور حمادة محمد هجرس "رواية دينون.. مؤرخ الحملة الفرنسية على مصر"، ويحدثنا حسين الراوي عن "ثقافة التغافل"، ويكتب الدكتور يوسف النشابة عن "الحكاية الشعبية والتعليم"، ويضيء الدكتور محمد فراس النائب على "المرأة العربية في سطور وبين عصور"، ومن عبق الماضي يستحضر لنا الدكتور ربيع أحمد سيد أحمد سيرة "المقرّي مؤرخ الأندلس وحافظ المغرب"، ويشرح لنا الزبير مهداد "أهمية الحوش في البيت الخليجي القديم"، وحول "التناص بين الشعر الملحون والشعر الفصيح" يدور مقال الدكتور مهدي عواد الشموط، وأما مقال صبحة بغورة فيتناول موضوع "النسيج.. عندما يربط بخيوطه الماضي بالحاضر"، وتواصل شهرزاد العربي روايتها لقصص التراث بحكاية "الصّقر الخشبي"، وفي زاوية نافذة تطل علينا اشواق جونغ كيكي بمقال عن "الفن الصيني لتنسيق الزهور" ترجمة وجدان يوون تشيان، ومراجعة فاتن زهو لينغ، وتأخذنا ربة ناكاو في رحلة للتعرف على عوالم "الحكايات الشعبية اليابانية".

معهد الشارقة للتراث والطريق إلى اليونسكو

وفي ملف العدد نقرأ: "معهد الشارقة للتراث والطريق إلى اليونسكو"، بقلم عائشة راشد الحصان الشامسي، و"المعاهد والمراكز فئة 2 تحت رعاية اليونسكو"، بقلم المهندس الراحل عزيز رزنارة، و"الصون العاجل لتراثنا الثقافي" بقلم الدكتور مصطفى جاد، و"معايير وطرق إعداد ملفات الترشيح في قائمة التراث العالمي" بقلم الدكتور عبدالعزيز صلاح سالم، و"التراث وحضور الإنسان المستمر" بقلم فاطمة سلطان المزروعي، و"السدو حرفة على قامة اليونسكو" بقلم مريم سلطان المزروعي، و"جهود دولة الإمارات في صون التراث الشعبي"، بقلم فهد علي المعمري، و"التبوريدة.. تراث مغربي أصيل"، بقلم هشام أزكيض، و"التهيدين.. ملحمة شعرية إماراتية عريقة"، و"اليوم العالمي للغة العربية" بقلم الدكتور فهد حسين، و"الأردن ورحلة العشرين موقعا من التراث الثقافي" بقلم خالد صالح ملكاوي، و"حضارة الغوص.. تراث إنساني مجيد" بقلم محمد عبدالله نور الدين.