وكلاء أم عملاء لا غبار عليهم؟

توظيف القضية الفلسطينية كغطاء لتبرير دور ونشاطات الوكلاء لتستر على الدور الحقيقي لهم والذي يكمن أساسا في كونهم جيوشا من المرتزقة التابعين للنظام الإيراني.

التسميات والاوصاف البراقة التي يطلقها النظام الايراني على وكلائه في بلدان المنطقة، يسعى من خلالها إضفاء هالة من البطولة والفداء والتضحية والنبل عليهم وكأنهم يدافعون عن مصالح وأمن وإستقرار شعوب وبلدان المنطقة عموما ويقفون بوجه إسرائيل دفاعا عن الشعب الفلسطيني. لكن وعلى الرغم من كل هذا التزويق والتزوير والتحريف اللفظي والتعبيري، فإن أفضل كلمة قيلت بحق هؤلاء من جانب المنطقة والعالم هي "وكلاء" النظام الايراني وهذه الكلمة هي في الحقيقة تعبير مجازي لكلمة "عملاء" أو حتى "بنادق تحت الطلب" للنظام الايراني.

مشكلة النظام الايراني المزمنة تكمن في إنه لا يزال يفكر بعقلية ما قبل الثورة المعلوماتية في العالم وإنه لم يعد بوسع أحد أن يخفي الحقيقة عن العالم مهما سعى وحاول. فهو يريد أن يريد أن يصور الامور والاوضاع وفقا لرؤيته النابعة والخاضعة لمصالحه وإعتباراته الخاصة، وهو بهذا السياق لايزال يصر على تسمية التنظيمات والميليشات التابعة له بأسماء وصفات أبعد ما تكون عنها. فكل واحدة منها ليست إلا بمثابة طابور خامس أو جيش من المرتزقة ضد شعبه وبلده خصوصا وضد شعوب وبلدان المنطقة.

ما هي الخدمات والاعمال والنشاطات التي قدمتها أو تقدمها هذه التنظيمات والميليشيات المرتبطة إرتباط الطفل الرضيع بأمه كحال إرتباطها بقوة القدس الارهابية؟ ما هو التقدم والتطور الذي تم على يدها وما هو الخطر والتهديد الذي درأته على يدها عن شعوب وبلدان المنطقة؟ بل أليست بنفسها تشكل أكبر خطر وتهديد على أمن المنطقة؟ أليست تشكل عبئا كبيرا على شعوبها وبلدانها؟

أكثر ما يثير السخرية والتهكم هو إن هذا النظام يتصور بأن قيام هؤلاء الوكلاء بإلقاء مجموعة من الصواريخ على إسرائيل أو على بلدان المنطقة (!)، سوف يصبحون بذلك أبطال ودعاة حق ويمكن إعتبارهم إنهم يمثلون شعوبهم ويعبرون عنها، في حين إن شعوب المنطقة قبل أنظمتها السياسية صارت تعرف حقيقة وماهية الدور المسرحي المشبوه الذي قام ويقوم به هؤلاء الوكلاء المسيرون كالروبوتات من قبل طهران.

إستخدام وتوظيف القضية الفلسطينية كغطاء لتبرير دور ونشاطات هؤلاء الوكلاء وذلك من أجل التستر على الدور الحقيقي لهم والذي يكمن أساسا في كونهم جيوشا من المرتزقة التابعين للنظام الايراني بوجه شعوب وبلدان المنطقة ويجري تحريكهم وقتما تتطلب وتقتضي مصلحة النظام الايراني، صار بمثابة ليست مجرد حقيقة بل وحتى بديهية لا تحتاج لبرهان!

هذه التنظيمات والميليشات التابعة للنظام الايراني في بلدان المنطقة، والتي صارت واحدة من المشاكل الكبيرة لهذه البلدان، يمكننا وصف مهمتها بأنها تقوم بتعقيد الاوضاع القائمة في بلدانها وفي المنطقة وتجبر حكومات هذه البلدان على الانشغال بها بدلا من الانشغال بسبل التقدم والتطور وخدمة شعوبها بما يحسن من أوضاعها من مختلف النواحي. وبطبيعة الحال فإن الهدف من وراء تعقيد الاوضاع والعبث بأمن هذه البلدان وإستقرارها من قبل هؤلاء الوكلاء كان ولا زال من أجل أن يستمر نفوذ النظام الايراني على بلدانهم. وحقا يمكن القول بأن تسمية وكلاء غير كافية ولا تعطي أو تعبر أبدا عن هذه التنظيمات والميليشيات التابعة لطهران وإنما هناك تسمية وحيدة تعبر عنهم أيما تعبير وهي عملاء.