أنيس الرافعي يقدم للقراء مراكش متخيلة

الكاتب المغربي يتحول في كتابه 'إحدى عشرة حكاية من مراكش' إلى دليل سياحي حاذق لمدينة لامرئيّة.

الدار البيضاء (المغرب) - يضم كتاب "إحدى عشرة حكاية من مراكش" للكاتب المغربي أنيس الرافعي، الصادر عن دار أكورا للنشر والتوزيع، والواقع في 110 صفحات، قصصًا قصيرة صاغها الكاتب عن مراكش متخيَّلة، تمثل "فضاء كونيًّا" لتقاطع معيش أسطوريّ وتاريخ مُموَّه مع شخصيّات مشهورة علقَت ذات يوم في الزمن الدائري والمتاهات المتشعبة للمدينة، مثل بورخيس، أورويل، أناييس نين، غويتيسولو، جان جونيه، بول بولز، هتشكوك، وعبدالفتاح كيليطو.

ويتحدث الكتاب عن عوالم ساحة جامع الفناء ذائعة الصيت، وطقوسها راسخة الصِّلة بالتراث والذاكرة المغربيين.

ويمثل الكتاب الذي تخللتهُ بالأبيض والأسود صور فوتوغرافية للفنان حسن نديم، احتفالًا قصصيًّا/ فوتوغرافيًّا باختيار مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية.

ووفقا لوكالة الأنباء العمانية، يقول الرافعي عن هذه التجربة "نريد من الزائر الغريب أن يكتشف أسرار مراكش عبر قصص المشاهير الذين وفدوا إليها، وعبر فوتوغرافيا شخوصها المارقة وسط الأبدية الصغيرة لساحة جامع الفناء، حيث لا وجود للزمن ولا أثر لتميز واحد عن آخر".

ويضيف "نريد، حسن نديم وأنا، أن نقدم مراكش عبر محكياتها الأكثر إدهاشًا وسحرًا وإثارة، تصل إلى مراكش فيستقبلك على بوابة المطار خورخي لويس بورخيس شخصيًّا، تركب التاكسي مع جورج أورويل.. يتكلف بك إلياس كانيتي في الفندق، ويشرف على جولاتك السياحية داخل المدينة العتيقة خوان غويتيسولو، يقترح عليك عباس صلادي طوافًا بين المتاحف والمعارض الفنية، ويمضي بك جاك ماجوريل إلى ضواحي المدينة وطبيعتها الخلابة، يرافقك وينستن تشرشل على وجبة العشاء في المطاعم المفتوحة للساحة، ويشرب بمعيتك ألفريد هتشكوك شايًا منعنعًا على إحدى السطيحات العلوية للمقاهي المطلة على ساحة العجب".

وتبدو جميعُ تلك الشخصيات في الكتاب حقيقية، بيد أنَّ الأحداث برمتها من وحي الخيال، أو مُعادة التدوير أدبيًّا، وفق مبادئ "التخييل الغيريّ المضاد للنظرة الاستشراقية المبتسرة"، كما لو أن أنيس الرافعي دليل سياحي حاذق لمدينة لامرئيّة تقعُ بجوار مراكش الفعلية، وفقا للناشر.

ونقرأ على غلاف الكتاب المُهدى إلى الناقد العراقي د. عبدالله إبراهيم "سيبذلُ ما في وسع العزف إلى درجة سيدخل فيها جميع الحضور إلى غيابات وغياهب نفق طويل طويل طويل من ظلماتهم الداخليّة، وسيتمنّون في قرارة أعماقهم أن لا تتوقّف نوتاته أبدًا، لأنّ على مشارف كلّ مقطع موسيقيّ كان يلفح أرواحهم بصيص نور في آخر ذلك النفق النفق النفق الطويل. سينقطعُ حسّ الموسيقى، وستضجّ الحلقة بوابل من التصفيق والنشوة، تحديدًا تلك النشوة التي تندلع في الوجوه غبّ لقاء النفس بنفسها بعد ضياع طويل، وعقب زمن غير محسوس لا ختامَ له".