إنستغرام تفشل حتى في استنساخ تيك توك
واشنطن – اضطرت إنستغرام الجمعة لاعلان تراجعها عن طرح خصائص جديدة على تطبيقها تستنسخ ميزات موجودة بالفعل في تطبيق تيك توك، ضمن سيل من التغيرات المتتالية التي تشير إلى مقدار التهديد الوجودي الذي تدرك ميتا بأن منافسها الصيني يمثله.
وياتي التراجع بعد رد فعل عنيف عبر الإنترنت من المستخدمين والمؤثرين والمشاهير.
وتسعى ميتا تسعى منذ عام 2020 لجعل إنستغرام وفيسبوك نسخة من تيك توك بعدما استطاع أن يكون التطبيق أن يتفوق على جميع التطبيقات المنافسة التى يتم تحميلها وكذلك الأكثر مشاهدة، كما استطاع التفوق على محرك البحث غوغل.
ومن بين الخصائص الجديدة زيادة في محتوى مقاطع الفيديو الموصى بمشاهدتها، بأسلوب مشابه لما يحدث على تطبيق تيك توك المنافس.
وتعرضت طريقة عرض المواد الموصى بمشاهدتها لانتقادات كبيرة، إذ شعر المستخدمون أنهم لا يرون الصور من الأصدقاء والعائلة بنفس القدر.
وقالت شركة ميتا، وهي الشركة الأم لإنستغرام، إنها تريد "الحصول على وقت" لإجراء التغييرات بشكل صحيح.
ويُعتقد أن تطبيق إنستغرام اتجه نحو المزيد من محتوى الفيديو بسبب الشعبية المتزايدة لمنافسه تيك توك، الذي يسمح للمستخدمين بنشر ومشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو بدلا من الصور الثابتة.
وفقا لبيانات من شركة "سينسور تاور" للتحليلات الرقمية، جرى تنزيل تطبيق تيك توك أكثر من ثلاثة مليارات مرة حول العالم - وهو أول تطبيق غير مملوك لشركة ميتا يصل إلى هذا الرقم.
وقال آدم موسيري، رئيس إنستغرام، لموقع "ذا فيرج" الأميركي المتخصص في أخبار التكنولوجيا إن الإصدار التجريبي من التطبيق الذي تم تجديده سيُلغى في غضون أسابيع.
وأضاف: "أنا سعيد لأننا خاطرنا - إذا لم نفشل بين الحين والآخر، فهذا يعني أننا لا نفكر بما يكفي أو بالجرأة الكافية".
إذا لم نفشل بين الحين والآخر، فهذا يعني أننا لا نفكر بما يكفي
وتابع: "لكننا بالتأكيد بحاجة إلى اتخاذ خطوة كبيرة إلى الوراء وإعادة تجميع صفوفنا. عندما نتعلم الكثير، فإننا نعود بنوع من الأفكار الجديدة أو التكرار. لهذا، سوف نعمل من خلال ذلك".
وكان موسيري قد نشر في وقت سابق مقطع فيديو يشرح فيه خطوة الانتقال نحو مقاطع الفيديو، قائلا إنه سيجري الترويج لمقاطع الفيديو بملء الشاشة فوق الصور.
لكن بعد ردود الفعل، أعقب موسيري ذلك بسلسلة من التغريدات قال فيها إنه يريد "مواصلة دعم الصور".
وردا على مقطع الفيديو الذي نشره موسيري على تويتر، قالت عارضة الأزياء الأميركية كريسي تيغن إن المستخدمين "لا يريدون إنشاء مقاطع فيديو" ويشهدون انخفاضا في التفاعل مع الصور.
كما نشرت نجمتا تلفزيون الواقع كيم كارداشيان وكايلي جينر "عريضة" عبر الإنترنت من أجل "إعادة إنستغرام إلى إنستغرام مرة أخرى".
ونشرت توني تون، كاتبة وصانعة محتوى، تغريدة عبرت فيها عن مدى إحباطها من التغييرات وكيف كان إنستغرام أفضل بكثير عندما كانت تتلقى محتوى من الأشخاص الذين اختارت متابعتهم.
وقال متحدث باسم شركة ميتا: "بناء على النتائج التي توصلنا إليها وتعليقات المجتمع، فإننا نوقف اختبار ملء الشاشة مؤقتا على إنستغرام حتى نتمكن من استكشاف خيارات أخرى، ونعمل مؤقتا على تقليل عدد التوصيات التي تراها، حتى يمكننا تحسين جودة تجربتك".
وأضاف: "نحن ندرك أن التغييرات التي تُجرى على التطبيق يمكن أن تكون تعديلا، وبينما نعتقد أن إنستغرام بحاجة إلى التطور مع تغير العالم، فإننا نرغب في الحصول على الوقت المناسب للتأكد من أننا نقوم بذلك بشكل صحيح".
وفي حزيران/يونيو قال بليك تشاندلي رئيس الحلول التجارية العالمية في تيك توك في تصريحات جريئة لشبكة سي ان بي سي الأميركية ، إن تطبيقات فيسبوك وإنستغرام ستواجه مشكلة إذا حاولت نسخ وتقليد تيك توك ، وسينتهي بها الأمر إلى تقديم تجربة أدنى للمستخدمين والعلامات التجارية الأخرى.
و انتقد تشاندلي فيسبوك، قائلا: إن “فيسبوك عبارة عن منصة اجتماعية، وأنهم أنشأوا جميع الخوارزميات الخاصة بهم بناءً على الرسم البياني الاجتماعي، هذا هو توجههم الأساسي، وليس نحن، نحن منصة ترفيهية وليست اجتماعية”، مضيفا أن التاريخ ليس في جانب مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذى للشركة.
وقبل اسبوع، أدخلت شبكة فيسبوك إلى تطبيقها تعديلاً جعلت من خلاله الصفحة الرئيسية تبرز ضمن قسمين، في تغيير مهم مشابه لما تحويه تيك توك.
ويقوم أحد القسمين اللذين أعلنت عنهما فيسبوك الخميس على منشورات تظهر أمام المستخدم بحسب ترتيبها الزمني وتكون عائدة لأي مستخدم أو صفحة يتبعها الشخص، بينما يتضمن القسم الثاني منشورات مقترحة أمام المستخدم استناداً إلى الخوارزميات وقد تثير اهتمامه.
ومن شأن التركيز على المنشورات المقترحة أن يجعل فيسبوك أكثر تشابهاً مع صفحة تيك توك الرئيسية “فور يو” التي تركز فيها خوارزمية تطبيق الفيديو الشهير على تحديد ما يرغب الشخص في رؤيته وإظهاره امامه.
وكانت الشركة تحدثت في وقت مبكر هذه السنة عن أول تراجع تشهده منصة فيسبوك في عدد المستخدمين اليومي على المستوى العالمي، فضلا عن اعلانها مطلع الاسبوع عن اول خسارة فصلية في تاريخا، مما يشكل مؤشراً مقلقاً في شأن مستقبلها.
وتعمل ميتا كذلك على تغيير توجهاتها بعدما واجهت مشاكل كثيرة، من بينها مزاعم تفيد بأنّ الشركة تضع الأرباح أولوية على سلامة المستخدمين.