استحضار لأجواء رمضان الروحانية خلال أمسية ببيت الشعر بالمفرق

الكسواني والصمادي والهزايمة ينشدون للأمل والحياة وللشهر الكريم ويتغنون بالعشق والحب المنشود، في أمسية تفاعل الحضور مع قصائدها لجماليات اللغة والبوح الشفيق.

بحضور مدير بيت الشعر- المفرق الأديب فيصل السرحان استضاف البيت أولى أمسياته الرمضانية مساء أول أمس، ثلاثة من الشعراء المجيدين وهم: اد. عدنان الصمادي، موسى الكسواني، صابر الهزايمة وتناوب الشعراء في قراءتهم بجولتين شعريتين، وقدموا قصائد إنسانية ووطنية عاينت الواقع المعيش ومنشدين للأمل والحياة مستحضرين فضائل الشهر الكريم وتغنوا بالعشق والحب المنشود، حيث تفاعل الحضور مع قصائد الشعراء لجماليات اللغة والبوح الشفيق.

واستهل القراءات الشاعر موسى الكسواني الذي ألقى مجموعة من قصائده مبحرا بالجمهور في محيط شعره الجمالي ولغته الموحية الممزوجة بالحداثة الممتعة بأسلوبه المميز، ومما قرأه من ديوانه "أسئلة الغيب" قصيدة "رمضان" نختار منها:

الشاعر موسى الكسواني
'هل الهلال وفصلتْ أحكام فأفاق فجر والفضيل صيام'

"هل الهلال وفصلتْ أحكام فأفاق فجر والفضيل صيام

لبس النهار عمامة من لؤلؤ فتلألأت بنظامها الأيام

رمضانُ وَجْهَ الخير فيك غَضارة

فدنا لعطفك طالب وإمام

أهدى لك الرَّحْمنُ كل فضيلة

فسما بمنزلك الرَّفِيعِ مقامُ

تمسي وتُصبح في ابتهال دافئ

فالخلُّ ذِكْرٌ والأنيس قيام

يا مُرْسِلَ الخيرات منك وداعةً

تزكو بها الحسنات حيث تقام

فتْحُ الفُتوحِ بَشَائِرٌ رَكَّاضَةٌ

والبدر في بدر الرسول تمام

فأضاء نصر الله مكة والدنا

وتهدمت من غيظها الأصنام

تَلِجُ النفوس الضارعات إلى السماء

شهادة فطهارة فسلام

تمشي القلوب إلى رياض محبة

ريحاتها التحنان والإكرام

بك مُعصِراتُ البِرِّ تُغْدِقُ فَضْلَها

فينالها المحروم والأرحام

عَظُمَتْ أيَادٍ فاضلات بالزكاة

سَماحَةً فَاطَّهَّرَتْ أَنْعَامُ

العيد رف على جناحيه الرضا

وافترَّ نَشوانًا فَمْ بَسَّامُ

يا قارئ الآي اللَّطَافِ تَرفَّلَتْ

بكَ جَنَّةٌ وَازَّيَّنَتْ أَجْرامُ".

الشاعر الدكتور عدنان الصمادي حلّق بقصيدته بحلتها الإيمانية في هذا الشهر الفضيل وقدم شعرا ممزوجا بحس ديني عميق، وجاء مما قرأ حيث يقول في قصيدته:

لشاعر الدكتور عدنان الصمادي
'ناديت يا الله مرغت في ترب الجلالة وجنتي وسكبت دمعي عند بابك سيدي'

"ناديت يا الله

مرغت في ترب الجلالة وجنتي

وسكبت دمعي عند بابك سيدي

ناديت يا الله عفوك راحمي

أنت المجيب وحسن ظني رائدي

أجثو إليك وقد أنخت مطيتي

والقيد في عنقي وذلي مقعدي

أنا يا كريم بغير عفوك هالك

جد يا رحيم فأنتَ وحدكَ مُنجدي

في بطن أمي كنت اسكن ظلمة

والحبل جودك والمشيمة مرقدي

واليوم أقبعُ في غَيابَةِ حَوبَتِي

فكما ولدت فخل عتقي مولدي

قلبت كل العمر لم أجد الصبا

إلا جموحاً والكهولة تعتدي

إن عشت بعد اليوم فارزقني التقى

وإذا سأشقى فليكن لي ملحدي

علمي بأنك إن عدلت قصمتني

أقسمت فيك فأنت تعلم مقصدي

أقسمت إلا رَحْمَةً سَبَقَتْ فلا

تعدل فعدلك لا محالة موقدي

من بطش عدلك يا إلهي مهربي

لكنني أسعى إليك بمحشدي

الخلق صم والملائك حولهم

والشمس تدنو والمصائر في الغد

إما إلى رَوْضَاتِ حُور ثغرها

نور وإما في جهنم موعدي

لطفاً إلهي لستُ اسْطِع مَسة

مِنْ جَمْر دنيا كيف نارك سيدي

من لي سوى رحمات عفوك تحتوي

ما أجرمت قدمي وما اقترفت يدي

ربي إلهي سيدي يا خالقي

اجمع رفاتي في الجنان بأحمد

مَنْ يَبتغي سُقيا محمد مِنْ يَدٍ

لا بد يمشي في خطاه ويقتدي".

الشاعر صابر الهزايمة أتحف الجمهور بشعره الممزوج بالعاطفة الجياشة وألقى عليهم من روعة الشعر الشيء الكثير، ومما قرأه من قصيدة بعنوان "ردي إلى دمي" يقول فيها:

"ما عاد من سبب کي اشرح السببا

 لا ماء في قربي قد جف وانسربا

ما عاد من سبب ردي إلي دمي

إني على سفر فلترفعي العتبا

لي غاسقان ومن اهلي وقد وقبا

ارضي التي رحلت فجري الذي احتجبا

 ردي إلي دمي قد خانني وطني

ظمآن في رئتي جمر الغضى التهبا

نخل العراق ذوى احلامه انظفأت

ما عاد لي بلحاً كلا ولا رطبا

والشام قد ثكلت مذ خانها بردى

ضاعت خرائطها والكرم ما عنبا

والنيل يا وجعي يا هول ما صنعوا

في النيل وارتكبوا، فانحل وانسحبا

ردي إلى دمي إني على سفر

فالسادة انبطحوا واستهودوا نسبا".

وقامت فضائية الشارقة وفريقها بالتغطية التلفزيونية لمجريات الأمسية ومما يجدر ذكره أنه ستكون هنالك أمسية أخرى لبيت الشعر خلال شهر رمضان المبارك يعلن عنها في حينها.