الجيش المالي يعلن السيطرة على كيدال بعد سنوات من الهزيمة

السيطرة على كيدال يعتبر نجاحا رمزيا كبيرا للمجلس العسكري باعتبار أنه كان غائبًا منذ سنوات عن المدينة التي تسيطر عليها جماعات مسلحة غالبيتها من الطوارق.

باماكو- أعلن الجيش المالي الثلاثاء أنه سيطر على كيدال معقل المتمردين الطوارق الانفصاليين شمال البلاد والتي تشكل السيادة عليها رهانا أساسيا بالنسبة للدولة المركزية، إذ سبق أن مني الجيش بهزائم قاسية في سبيل استعادتها.

وقال الكولونيل أسيمي غويتا في رسالة بثها التلفزيون الرسمي على عجل "اليوم سيطرت قواتنا المسلحة والأمنية على كيدال". وأفادت قيادة أركان الجيش في وقت سابق الثلاثاء على الشبكات الاجتماعية إن "القوات المسلحة المالية اتخذت مواقع في مدينة كيدال الثلاثاء".

وفي حال تأكد الخبر سيكون ذلك نجاحا رمزيا كبيرا للمجلس العسكري الذي سيطر على الحكم في العام 2020، باعتبار أنه كان غائبًا منذ سنوات عن المدينة التي تسيطر عليها جماعات مسلحة غالبيتها من الطوارق.

وسبق للجيش المالي أن تكبد في كيدال ومحيطها هزائم اعتبرت مذلة بين 2012 و2014. وظل تمرد هذه المنطقة مصدر إزعاج كبير لباماكو التي جعلت من استرجاع السيادة عليها هدفا رئيسيا.

واستؤنفت المعارك الأحد بين الجيش المالي والمتمرّدين الطوارق في منطقة كيدال، وفق ما أفاد مسؤولون عسكريون ومسؤولون منتخبون.

وتحرك الجيش باتجاهها نهاية الأسبوع، فيما قالت منشورات على الشبكات الاجتماعية إن السكان غادروها مع تقدم الجيش نحوها.

ودعت القوات المالية السكان إلى التحلي "بالهدوء والسكينة"، مشيرة إلى أن عملياتها متواصلة. وأكدت أنها اتخذت التدابير اللازمة لضمان أمن السكان، داعية إياهم إلى اتباع تعليمات الجيش.

وقال ضابطان في الجيش بدون كشف اسميهما، إن المتمردين كانوا قد غادروا المدينة حين دخلتها القوات المسلحة. ولفت ضابط آخر الى أن الجيش سيطر خصوصا على مدرج للطائرات، ومعسكر انسحبت منه بعثة الأمم المتحدة في 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وتعقّد استحالة الوصول إلى المنطقة بسبب انعدام الأمن وموقعها الجغرافي، الحصول على معلومات عن الأحداث. وقطع الانفصاليون خطوط الهاتف في كيدال الجمعة، استعدادا على ما يبدو لعملية الجيش.
وبدأت المعارك السبت مع تقدّم الجيش باتّجاه كيدال، مؤذنا ببدء المعركة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية. وأعلن كل من الجيش والمتمرّدين على السواء التفوّق على الطرف الآخر.

وقبل يومين أشار "الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية"، وهو ائتلاف من الفصائل المتمردة المسلحة، على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أنه قام بمحاصرة جنود ماليين ومرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية التي استعان بها المجلس العسكري الحاكم في عام 2021، في هضبة تبعد 25 كيلومترا من كيدال، مؤكدا أن "كل أجنحتهم عاجزة".

وأفاد مسؤول منتخب طلب عدم الكشف عن هويته لشدّة حساسية الوضع "استؤنف القتال قرب كيدال. نسمع أصوات الصواريخ". وأشار مسؤول آخر إلى أنه شاهد طائرات الجيش تحلّق باتّجاه كيدال بينما غادر الجنود النفيس على بعد حوالي 110 كيلومترات جنوبا، مزوّدين أسلحة ثقيلة.

وتوقع عشرات الآلاف من سكان المدينة التي تشكل تقاطعا على الطريق المؤدية إلى الجزائر، مواجهة منذ أن عاود الطوارق الذين تمردوا عام 2012 وقبلوا وقف إطلاق النار في 2014، حمل السلاح في آب/اغسطس.

ومنطقة كيدال هي من أولى المناطق التي سقطت في أيدي المتمردين، بعضهم انفصاليون وبعضهم الآخر متطرفون، بعد اندلاع حركات التمرد في الشمال عام 2012.

ثم وقعت تحت سيطرة المتطرفين فقط قبل أن يستعيدها الانفصاليون في عام 2013 في أعقاب التدخل الفرنسي في مالي، وأصبحت كيدال تحت سيطرتهم منذ ذلك الحين.

وأصبح شمال مالي منذ الصيف مسرحا لتصعيد بين الاطراف الموجودة هناك (جيش نظامي ومتمردون وجهاديون). وأدى انسحاب بعثة الأمم المتحدة التي دفعها المجلس العسكري الحاكم الى الخروج، الى سباق للسيطرة على هذه المنطقة، مع مطالبة السلطات المركزية بإعادة معسكرات ومعارضة المتمردين ذلك فيما يعمل الجهاديون لاستغلال هذا الوضع لتعزيز قبضتهم على المنطقة.