الزمن لا يمر على بيتر بان المحلق في طفولة أبدية

65 عاما على إطلاق ديزني فيلم الشخصية الخيالية المحببة للأطفال قبل أن تصبح محورا لمسلسلات ومنتجات مشتقة من القصة.
القصة التي لا تكبر تحيي عالم الطفولة

لوس انجليس - نحتاج بغالبيتنا إلى النوم ثماني ساعات على الأقل واستعمال مستحضرات مضادة للشيخوخة واتباع نظام غذائي صارم لدرء آثار الزمن، أما بيتر بان فجلّ ما يلزمه هو قليل من غبار النجوم ليحافظ على نضارته بعد مرور 65 سنة على إطلاق "ديزني" الفيلم الذي فتح له أبواب الشهرة.
وقصة بيتر بان الصبي الذي لا يريد أن يكبر تحية إلى عالم الطفولة تسلط الضوء على الخوف من مغادرته. وقالت مندي جونسون المؤرخة لأعمال "ديزني" خلال حدث نظمته المجموعة العملاقة في استوديوهاتها بالقرب من لوس أنجليس "نحتاج كبالغين للعودة أحيانا إلى هذه الأجواء… لنستعيد شعورنا بالإعجاب".
وقد ابتكر الكاتب الاسكتلندي جي. ام. باري شخصية بيتر بان وهو يروي قصصا لأولاد صديقته سيلفيا ليويلن-ديفيس. وتروي المسرحية التي كتبها سنة 1904 ثم القصة التي وضعها العام 1911 مغامرات الأطفال وندي وجون ومايكل دارلينغ وبيتر الظريف مع صديقته الساحرة تينكر بيل خلال رحلتهم إلى جزيرة نفرلاند السحرية.

الفيلم الذي صدر في العام 1953، كان من أكبر نجاحات ديزني وسمح لها بتصحيح وضعها المالي بعد ضيقة مرت بها في السنوات التي تلت إنتاج "سندريلا" (1950)

وهم يزورون المخبأ السري لبيتر والصبية الضالين ويدخلون في معارك ملحمية مع القبطان هوك الذي لم يتخط بعد نزاعا قديما مع تمساح.
واعتبر وولت ديزني أن هذه القصة لم تبلغ كامل طاقتها على خشبة المسرح أو بنسخة روائية وهي "تستحق طابعا إضافيا ألا وهو التحريك".
فحشد فريقا من أفضل الرسامين أطلق عليه تحببا اسم "الجديد القديم" وضع حوالى مليون رسم أولي في خلال أسبوع لخمس ثوان على الشاشة.
وكانت كاثرين بومنونت في الثانية عشرة من العمر عندما اختيرت لتعير صوتها إلى وندي وتقوم مقام فتاة معلقة في الهواء بواسطة سلاسل يتخذها الرسامون نموذجا لهم لمعرفة كيفية رسم ملامح فتاة صغيرة تحلّق في الهواء.
وهي أعارت أيضا صوتها إلى شخصية أليس في الرسوم المتحركة المستوحاة من رواية لويس كارول (1951) وباتت الممثلة الوحيدة في العالم التي زارت كلّ من بلد العجائب وجزيرة نفرلاند.
وأمضت بومونت الجزء الأكبر من حياتها وهي تزاول مهنة التدريس لكنها لا تزال تعيش على مقربة من استوديوهات ديزني وتستذكر جيدا كيف كان وولت يصطحبها في زيارة إلى المشاغل المتعددة.

65 عاما على فيلم بيتر بان
الشخصية الملهمة لنجاحات كثيرة

بيد أن مصير بوبي دريسكول الذي أعار صوته لبيتر أخذ منحى مختلفا تشوبه المشاكل. فبعد إنجاز الفيلم، ارتأت ديزني أن "أدوار الشاب الشرير" ستناسبه أكثر وأنهت عقده متحججة بطفرة حبّ الشباب التي أصابته فجأة.
فاستبعد دريسكول من دوائر هوليوود في ريعان الشباب وغرق في دوامة الهيرويين وتطلّق في مطلع العمر وزجّ في السجن قبل أن يصبح عاطلا عن العمل. وعثر عليه جثة هامدة في ظروف غامضة في مبنى متداع بعد أيام من بلوغه الحادية والثلاثين، قبل خمسين عاما.
أما الفيلم الذي صدر في العام 1953، فهو كان من أكبر نجاحات ديزني وسمح لها بتصحيح وضعها المالي بعد ضيقة مرت بها في السنوات التي تلت إنتاج "سندريلا" (1950).
وشكل عالم بيتر بان محورا لمسلسلات تحريك ومنتجات مشتقة من القصة مع عدة أفلام تدور في فلكها، من بينها فيلم هوك (1991) عن القبطان هوك من إخراج ستيفن سبيلبرغ وبطولة روبن وليامز وداستن هوفمان وآخر حول طفل يتيم من نيفرلاند "بان" (2015) ينمو ليصبح بيتر بان.