السعودية: لا حل لأزمة اليمن إلا بتسوية سياسية

وزير الخارجية السعودي يرى أن هناك تقدما على طريق إنهاء الصراع في اليمن لكنه شدد على الحاجة لتجديد الهدنة وتحويلها لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار، مضيفا أن الحوار هو أفضل وسيلة لحل الخلافات بين السعودية وإيران.
الرياض تؤكد أن دول الخليج تريد التركيز على تنمية اقتصادياتها
السعودية تدعو إسرائيل إلى الجدية لتسوية الصراع مع الفلسطينيين

دافوس (سويسرا) - أكدت السعودية اليوم الأربعاء أن الصراع في اليمن لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية بعد ثماني سنوات من الحرب، لكنها أوضحت في المقابل أنه لا يزال هناك الكثير ينبغي فعله بما في ذلك إعادة العمل بالهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه يجري تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن التي تقود فيها الرياض تحالفا عسكريا، مضيفا أيضا خلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن بلاده تحاول إيجاد سبيل للحوار مع إيران باعتبار أن الحوار أفضل وسيلة لحل الخلافات.

وأوضح أن قرار السعودية ودول الخليج الأخرى بالتركيز على اقتصاداتها وتنميتها هو إشارة قوية لإيران والآخرين في المنطقة بأن هناك مسارات أخرى لتحقيق الرخاء المشترك.

وتدعم طهران ميليشيا الحوثي في اليمن ووكلاء آخرين في العراق وسوريا ولبنان، بينما يشكل هذا الدعم مصدر تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة إلى جانب برامجها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وبرنامج نووي لا يبدو سلميا وتعثرت جهود كبحه بعد فشل مفاوضات غير مباشرة في فيينا في التوصل لصيغة تحيي خطة العمل المشتركة للعام 2015 (التسمية الرسمية للاتفاق النووي).

وتقول مصادر خليجية ودبلوماسيون غربيون إن مفتاح الاستقرار بيد إيران إن هي التزمت بحسن الجوار والتوقف عن أنشطة مزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وقال هانس غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن في الجلسة ذاتها، إن إنهاء الحرب "لن يكون سهلا"، مضيفا أن انعدام الثقة ما زال قائما لكن خطوات كبيرة تم اتخاذها في الآونة الأخيرة.

وقطعت الرياض وطهران العلاقات في 2016 لكن مسؤولين من البلدين أجروا خمس جولات من المحادثات المباشرة استضافها العراق منذ العام الماضي وكان آخرها في أبريل/نيسان، دون تحقيق أي انفراجة دبلوماسية.

وتشعر دول الخليج العربية بقلق بخصوص برامج إيران النووية وتلك الخاصة بالصواريخ الباليستية وشبكة وكلائها الإقليميين، لكنها تريد احتواء التوترات والتركيز على الأولويات الاقتصادية.

وقال وزير الخارجية السعودي متحدثا في إحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس إن هناك حاجة لإيجاد سبيل لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني وإلا فإن حالة عدم اليقين العالمية ستستمر، مضيفا أن هذه مسألة معقدة لكن ينبغي الحديث عن كيفية إيجاد سبيل لإنهاء الصراع.

وقال الأمير فيصل إن هناك حاجة أيضا إلى الاهتمام بالشرق الأوسط، مستشهدا بسوريا وكذلك المخاوف الإقليمية بشأن "السياسات الاستفزازية" من جانب الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يرأسها بنيامين نتنياهو في تحالف مع القوميين المتطرفين.

وتعهد نتنياهو بالسعي لإقامة علاقات رسمية مع الرياض للبناء على اتفاقيتي التطبيع الموقعتين مع الإمارات والبحرين تحت قيادته في عام 2020.

وباركت السعودية الاتفاقيتين اللتين توسطت فيهما الولايات المتحدة، لكنها لم تصل إلى حد الاعتراف الرسمي بإسرائيل في غياب حل لمساعي الفلسطينيين لإقامة دولة.

ودعا الوزير السعودي الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليوم الأربعاء إلى التعامل بجدية لتسوية الصراع مع الفلسطينيين. وقال إنها ترسل "بعض الإشارات التي ربما لا تبشر بذلك" لكنه عبر عن آماله في أن ترى الحكومة أن حل الصراع سيكون في مصلحة إسرائيل والمنطقة ككل.