الشاعران الزاملي والنوباني يتناولان قضايا الوطن في بيت المفرق

بيت الشعر بالمفرق يستضيف أسعد الزاملي وميسون النوباني لإحياء أمسية من أمسياته الشعرية.

بدأب وجهد عميقين بمشاركة الشعراء والكتاب والنقاد على مدار كل سنة منذ تأسيسه بدعم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كان بيت الشعر بالمفرق أول بيت تم تأسيسه ضمن مبادرته بفتح بيوتات للشعر في الوطن العربي.

وضمن هذا السياق، استضاف بيت الشعر بالمفرق كل من الشاعرين:  العراقي الدكتور أسعد الزاملي والأردنية ميسون النوباني، بحضور مدير البيت الأديب فيصل السرحان وحشد من المثقفين والمهتمين من محبي الشعر ورواد البيت، وأدار مفردات الأمسية الشاعر عاقل الخوالدة الذي استهل تقديمه بالحديث عن دور بيت الشعر في المفرق بالارتقاء بالذائقة العامة تجاه الشعر الفصيح، مشيدا بمبادرة بيوت الشعر وأهميتها في توحيد نبض القصيدة العربية في عصرنا الحالي.

هذا وقد تنوعت القراءات التي قدمها الشاعران في موضوعاتها ومضموناتها، واجتمعت في تناول قضايا الوطن والواقع ورؤى الشاعر تجاه المجتمع والحياة.

القراءة الأولى كانت للشاعر العراقي الدكتور أسعد الزاملي الذي قرأ مجموعة من قصائده التي عاين فيها قضايا إنسانية عاقدا جدلية ما بين الموت والحياة بلغة عالية التكثيف والبناء المحكم، قصائد استحوذت على تفاعل الحضور وفنيتها واقترابها من الحس الإنساني ومشاعره تجاه الحياة بتفاصيلها.

القراءات التي قدمها الشاعران تنوعت في موضوعاتها ومضموناتها، واجتمعت في تناول رؤى الشاعر تجاه المجتمع والحياة

ومن أجواء قصائد الشاعر الزاملي نختار له مما قرأ قصيدة بعنوان "طفلٌ يحاكمُ الموت" فيها يقول:

"منذُ اخضرار الأسى في أوّلِ العُمْرِ

كتبتُ ما خِلْتُهُ بيتاً منَ الشّعْرِ

بيتٌ يتيمٌ بخطٍ باهتٍ قلقٍ

يخونهُ اللحنُ حتى آخرِ السَّطْرِ

لا يُتْقِنُ العومَ في أيِّ البحورِ ولم

تحكمهُ قافيةٌ في العجزِ والصّدْرِ

لكنَّ فلسفةً طافتْ بغايتهِ

تُحاكم الموتَ لمّا جالَ في الفكرِ

يا أيّها الموتُ يا من لستُ أُدرِكهُ

مالي أراكَ تصبُّ اليَأسَ في العمْرِ

كيف السبيل الى فألٍ ألوذُ بهِ

وأنت تنظرُ لي من ظُلمةِ القبرِ

 ما زلتُ غضّاً وشيخُ الحُزْنِ يُقرِئُني

عند الغروبِ وصايا البينِ والصبرِ

وصرتُ طفلاً يرى في الدمعِ أحجيةً

كم عرّضتْ أوجُهَ المرآةِ للكسرِ

كتمتُ سرّي وأُمي طالما اجتهدتْ

 في دفع فطرتِنا عن لوثةِ الفُجْرِ

 لكنّها راودتْ خوفي فثارَ بلا

قيدٍ وقدّ قميصَ الأمنِ من صدري

غداةَ ما أشرعتْ بابَ احتضارِ أبي

وعلّمَتْنا نعايا اليُتمِ والقْهرِ".

من جهتها الشاعرة ميسون النوباني قرأت غير قصيدة معبرة عن الذات الشاعرة والذات الإنسانية، واستحضرت في قراءتها الهم الإنساني وشؤون المرأة والحياة ومنتصرة لجيش النور، قصائد عالية الإحساس والمشاعر تجاه الحياة وكل ما جميل ومؤلم في آن واحد.

ومن قصيدة بعنوان "جيش النور" نقتطف منها حيث تقول فيها:

"تكســــــــرَ كالزجاجِ فــــزادَ لينا

وعادَ من الرّمادِ يــــجرُّ طينا

وهذا الليل يبدأ حين يـــمضي

ليأكلَ من خدودِ الشمس تينا

وجيشُ النور يَنحرُ في تجلٍ

قرابـــــــينَ الحياة لــيفــتدينا

إذا عـاف الخلودَ نعودُ موتى

وإن هجـــرَ الحياة سيحتوينا

أما عُــــــــــــرفَ الشهيدُ بــــأيِّ دينٍ

تشظّـــــى فاستــحال العزمُ دينا

وأقفـــــــــرتِ الجسومُ فصار حقا

على الأرواح أن ترث العرينا".