الشاعرة السورية ناهد شبيب تقرع 'أجراس الحنين' في القلوب

المجموعة الشعرية تضم 38 قصيدة تنوعت بين الوجدانية والوطنية نزفت فيها صاحبتها من جرح الوطن صهيلا موجعا.

صدرت مجموعة شعرية جديدة "أجراس الحنين" للشاعرة السورية ناهده شبيب عن مؤسسة صهيل الأدبية السعودية المصرية في القاهرة وتضمنت المجموعة 38 قصيدة على الشكلين العمودي والتفعيلة، توزعت على 190 صفحة من القطع المتوسط، تنوعت قصائد الكتاب بين الوجدانية والوطنية نزفت فيها الشاعرة من جرح الوطن  صهيلا موجعا.

موجوعة

لاجرح ينزف من يدي

لأناي يعزف قرب نافذتي

ولا ناح الحمام على اندياح الوجد في شغف الفؤاد.

تبسط فيه الشاعرة جناح الأمل في ليل غربتها القاسية ليضيء من بعيد.

دليلي ضيا عينيك في ليل غربتي

فذرني وكأس العمر أقتات وحدتي

وفتشت عن كفيك في عتمة الرؤى

وكي لا أعري الروح عدت بخيبتي

عيونك والأحلام والدمع خنجر

له أذرع طولى وفتك برأفة

تعبُر بالقصيدة إلى شاطئ النجاة  فتنادي:

يا أيها الوطن الجريح

أجب فمن

بالله ياجرح النهى

 قد أوجعك

تجري وتثخنك الجراح

 وكلما

جاع الطريق بغير إذنك قطّعك ...

ومن بعض معاناة الشاعرة استعجال ما يمكن تداركه

...قم بالعجل

دقق بوجهي

هل ترى الفصل الأخير

وعين عبلة

 وانتحار الصبر في الصدر الأجل

ما عاد حبك يحتمل

قم بالعجل

واكسر جرارك

 حيثما غرست خطاك الفأس في عين الأمل

الشاعرة تعلن انها مبعثرة بمشاعرها تنفض حبر أقلامها على الورق شعرا وعطرا تكتب بحليب الأمهات.

أنا جبل من التحنان ماتت شمس أحلامي

سأدركهم ببعض الصبر

كي نسلو.

ثم تسافر الشاعرة دمعة تنساب  فوق سنابل  الكلمات تفتق غفوة الليل

يقايضها التشرد في البلاد.

كأنني وطن خراب

يلف أقبيتي الضباب.

وما تلبث أن تلوذ بحضن أمها مختبئة من وحشة العالم

فتقول:

تحنو علي حنين المرضعات كما

حن العجين على الكفين في الطبق

عرجت الشاعرة بروحها على المخيمات وحالة الفقر والجوع وترجمت معاناة المهاجرين في البحر على متن سفن الموت وفي قصيدتها المزاد شرحت واقع الحال وماآلت إليه البلد من الخراب وراحت على رأيها تهرول في صحراء الروح باحثة عن الخلاص بالكثير من الحسرة

قل للحبيبة قد أتيت الآنا

فدعي الخصام وجهزي الأحضانا

ووثقت بالعطر الذي أرضعتني بعد الفطام

أياسمينك خانا.

 ومايزال يراودها أمل العودة سنعود ...وستغفرين.

وما تلبث أن تصهل العربية في داخلها فتنتفض شامخة بنسبها إلى بني قحطان وتعود إليها ذاكرة الماء والطين فتبكي أمومتها ولحظات ضعفها نزفا داميا تجمع به وجع الامهات الثكالى والنساء الأرامل ودموع الأطفال في مخيمات الذل وعلى اشارات المرور، بينما في خضم هذا الألم تتسلل بعض نصوص الغزل العفيف الرقيقة  المبنية على رفض الحب في زمن الحرب وبالكثير من المكابرة على دقات القلب.

أتظن أن الشمس تشرق في المسا

لو أن طيفك زارني برقادي

أولست  تدرك أن وصلك قاطع

وقد استحال رضاي بعد عنادي.

وتفاجئنا بقصيدة اعتمدت فيها تناصا موفقا مع قصة سيدنا يوسف عليه السلام وعرجت فيها على شهرزاد بعنوان "مسامرة" التي تقول فيها:

"سامرت رغم انكسار الروح افكاري

وكنت وحدي وفرط الوجد في الدار

وجدت كفي تخون الحبر رعڜتها

كأنها ماغفت يوما بأشعاري

ورحت أستل سم الآه من لغتي

أكلل الحرف فوق الثغر بالغار".

وكما نلاحظ عناوينا صارخة موجعة في الفهرس تتراوح بين صرخة ورجوع وشهقة وصهيل وسقوط قناع وانتحار الصبر والغفران وكلها عناوين موجعة من بحر الفقد والالم.