العراق يبدأ خطة إصلاح القطاع المصرفي بحظر النقد في المؤسسات
بغداد - أعلن مستشار رئيس الوزراء صالح سلمان الاثنين، عن حظر الدفع النقدي بالمؤسسات الحكومية مطلع الشهر المقبل، فيما أشار الى أن هناك إصلاحات ستجري على القطاع المصرفي الخاص.
وقال سلمان لوكالة الأنباء الرسمية، أن الحكومة أطلقت حملات توعية لتشجيع الجمهور على تبني أنظمة الدفع الإلكترونية، والابتعاد عن الثقافة التقليدية القائمة على النقد".
ويحاول العراق تعزيز الثقة الدولية في القطاع المصرفي، خاصة بعد إدراج الولايات المتحدة 14 مصرفاً عراقياً على القائمة السوداء، ومنعها من إجراء معاملات بالدولار للاشتباه في استخدامها لغسل الأموال وتحويل الأموال إلى إيران وسوريا.
ويعتزم العراق إطلاق "معايير دولية قابلة للتطبيق محلياً" لإصلاح القطاع المصرفي الخاص، بحيث يتم اعتمادها من قِبل البنوك التجارية الخاصة، وذلك بعدما شرع في إصلاح المصارف الحكومية والمتخصصة بالتنسيق مع مؤسسات دولية معنية.
ووضع البنك المركزي العراقي خطة لإصلاح القطاع المصرفي، تتضمن ثلاث خيارات فقط أمام المصارف؛ إما الالتزام بالقواعد والمعايير الدولية، أو الاندماج مع بنوك أخرى، أو التخارج من القطاع في حال عدم القدرة على التقيّد بالمعايير والمتطلبات المطلوبة.
وأوضح سلمان أن الحكومة العراقية قامت بتعيين شركة "إرنست ويونغ" لإعادة هيكلة 6-7 مصارف مملوكة للدولة في البلاد، بما في ذلك المصرف الصناعي، والمصرف العقاري ومصرف الرافدين، ومصرف الرشيد"، مبينا أن "المصرف العراقي للتجارة "تي.بي.اي" وقع عقدًا بشكل منفصل مع شركتي "كي.تو.أي" و"كي.بي.ام.جي" للمساعدة في إعادة هيكلة عملياته الداخلية والخارجية لتلبية المعايير الدولية".
وأضاف أن "مصرف الرافدين الذي يعد أكبر مؤسسة حكومية في العراق، سيتم تحويله إلى "بنك الرافدين الأول" مع تقليل نسبة المشاركة الحكومية إلى أقل من 24 في المئة، حيث ستُعرض الأسهم المتبقية على البنوك الخاصة والمستثمرين الدوليين"، متوقعا أن "يتم الانتهاء من خطة إعادة الهيكلة والموافقة عليها من قبل الحكومة العراقية بحلول نهاية العام".
وتابع أن "القطاع المصرفي الخاص سوف تجري عليه إصلاحات بعد توقيع عقد بين البنك المركزي العراقي وشركة "أوليفر وايمان"، موضحا أن "نتائج هذا المشروع الذي يمتد من عامين إلى ثلاثة أعوام ستسفر عن توصيات للبنوك الخاصة إما للخروج من القطاع، أو الامتثال للمعايير الدولية، أو الاندماج مع مؤسسات أخرى".
وبحسب سلمان/ حقق حقق تقدما كبيرا في اعتماد أنظمة الدفع الإلكتروني، حيث ارتفعت نسبة الشمول المالي من أقل من 10 بالمئة في 2018-2019 إلى حوالي 40 بالمئة حاليًا"، لافتا إلى أن عدد أجهزة نقاط البيع وصلت إلى 60.000-70.000، بينما زادت عدد الحسابات المصرفية إلى 22-23 مليوناً ".
وأكد أن الحكومة قدمت برنامج "ريادة" بالاشتراك مع البنك المركزي، لتوفير التمويل والتدريب للمشاريع الصغيرة والمتوسطة"، موضحا أن "هذا البرنامج يوفر منصة تسجيل يمكن للمشاركين خلالها الوصول إلى التدريب وفرص التمويل المحتملة".
وأشار إلى أن "العراق سيبقى بابه مفتوحا للاستثمار الأجنبي وخدمات الاستشارة الدولية في جميع القطاعات، بما في ذلك القانونية والمالية والمحاسبة والتدقيق وخدمات الامتثال"، مبينا أن "الإصلاحات الحكومية تهدف إلى دمج البنوك العراقية في النظام المالي العالمي بعد عقود من العزلة بسبب العقوبات والأصول المجمدة".
وبدعم كامل من الحكومة وبالتعاو ن مع شركة أوليفر وايمن للاستشارات كشف البنك المركزي العراقي اليوم، النقاب عن خطط إصلاحية تهدف إلى تحديث القطاع المصرفي العراقي الخاص وبناء قطاع مصرفي رصين حديث ومرن يعمل على دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز الشمول المالي فضلاً عن تحقيق عوائد محفزة ومستدامة للمستثمرين المساهمين، وتُعدُّ هذه الخطة ثمرة جهود مشتركة بين البنك المركزي العراقي والحكومة والقطاع المصرفي الخاص وبالتعاون مع شركة اوليفر وايمن للاستشارات ويعتمد نجاحها على المشاركة الفاعلة والتعاون من جميع الجهات المعنية، وسيتولى البنك المركزي العراقي والحكومة قيادة مشاريع تهدف إلى تحديث القطاع وتلبية الاحتياجات المتطورة لاقتصادٍ سريع النمو، وتركز هذه المشاريع على ثلاث أهداف:
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، تمت معالجة جميع التحويلات المصرفية في العراق من خلال منصة البنك المركزي بالتعاون مع الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة، مما يمثل إعادة دخول العراق إلى الأنظمة المالية العالمية"، لافتا إلى أن "البلاد تتعاون الآن مع حوالي 30 بنكًا خارجيًا".
وبين سلمان أن "التحديات لا تزال قائمة في فتح علاقات مصرفية دولية"، مؤكدا أن الإصلاحات المصرفية الشاملة تمثل تحولا كبيرا نحو المعايير الدولية وزيادة مشاركة القطاع الخاص في القطاع المالي العراقي.