
الكويت للكتاب يستعرض أبعاد الذات والموضوع في قصيدة النثر
استعرض معرض الكويت للكتاب، قبل أن يسدل الستار على فعاليات دورته الـ47، والتي اختتمت السبت بعد عشرة أيام من الندوات الفكرية والثقافية، والورش الفنية، والنقاشات الأدبية حول قضايا الشعر والسرد العربي، "أبعاد الذات والموضوع في قصيدة النثر"، مستحضرا نماذج من الشعر الإماراتي في محاضرة ألقتها بالرواق الثقافي الكاتبة الإماراتية مريم الزرعوني.
وتحدثت الزرعوني خلال محاضرتها عن قصيدة النثر التي رأت بأنها تعرضت وما زالت تتعرض للجدل، وتوقفت خلال محاضرتها مع نموذجين من الشعر الإماراتي.
وقالت إن قصيدة النثر حديثة ذات أصول غير عربية، حيث إنها أتت من الغرب رغم أن البعض يحاول أن يأتي لها بأصل عربي من خلال الشعر الصوفي.
وضربت مريم الزرعوني مثالاً على ذلك بتجربة الفنان الأسباني بابلو بيكاسو في الفنون التشكيلية، حيث كانت بدايته تقليدية بفضل تأثره بوالده، لذا فقد كانت لوحاته الأولى كلاسيكية، ليصل في التجريب إلى الأسلوب التكعيبي، وأن قصيدة النثر مرت وتمر في هذا السياق، ومع ذلك فإن لها شروط في كتابتها منها الكثافة وإشراقة المفردة وأن تكون التجربة نابعة من تجربة ذاتية حتى لو تقاطع الموضوع مع الذات.
وأجابت المحُاضِرة عن سؤال طرحته على نفسها: لماذا تناولت هذا الموضوع؟
وقالت في إجابتها على السؤال الذي طرحته: إن شعر النثر أدى إلى انشقاق المشهد الشعري، ولدينا في الإمارات لا تزال المسألة ساخنة لم تبرد، الأمر الآخر هو إبراز دور قصيدة النثر.
وطرحت في حديثها عن قصيدة النثر في الإمارات نموذجين للشاعرة ميسون صقر، والشاعر أحمد راشد ثاني، من خلال علاقتهما بالذاتية والموضوعية، موضحة أن الموضوعية حيادية، لا تعكس الذات، أو جهة النظر، وعكس ذلك الذاتية التي تركز على انفعالات الشاعر وذاته، وقالت: قصيدة النثر الإماراتية عانت نوعا ما من المجابهة والمواجهة من محبي القصيدة الكلاسيكية.

وبيّنت أن تجربة الشاعرة ميسون صقر مع قصيدة النثر أسبق من تجربة أحمد راشد ثاني، لأن طبيعتها مختلفة كونها امرأة تعلمت وعاشت في مصر، حيث كانت أكثر انفتاحا، أما ثاني فهو فقد تعلم في الإمارات وعمل فيها وكانت تجربته مختلفة.
ثم تطرقت مريم الزرعوني إلى الصراع بين الحداثة والتراث وبين الهوية والانتماء، مع المتغيرات التي حدثت في الواقع الاجتماعي والتحول من النظام القبلي إلى المدينة التي نعيش فيها بغربة أكثر.
وقرأت قصيدة محورها "البيت" للشاعر أحمد راشد ثاني:
اقتربت الساعة من الاشتعالِ،
طيور أنفاسي تمزَّقت،
وانطلقت بكل أصواتها المحترقة
في سماءٍ توشكُ على التصدُّعِ:
مرآتي.
مرآتي أيتها الذاهبة قيامة،
أيتها النافذة
على أعماقي.
موضحة أن الذات حاضرة في القصيدة بثقل، وأن الشاعر عبر عن موضوع العزلة والوحدة، من خلال تجربته الذاتية، فهذا العالم مملوء بالضجيج إلا أنه وحيد، وقال الشاعر في قصيدته:
بينما أنا جالس
في ذيّاك "الحوش"،
تحت تلك "الشريشة"
على أمواج من قلقٍ،
أسمعُ من خلف الجدران
صبيان الآخرين يتراكضون.
كما تحدثت – كذلك - عن قصيدة النثر التي تخلو من الإيقاع الموسيقي، وتتميز بأساليب أخرى مثل التعداد والتكرار.
واختتمت الزرعوني محاضرتها بالحديث عن قصيدة الشاعرة ميسون صقر، والتي محورها أيضا البيت، والتي ذكرت فيها صوت الأنثى المطبخ... الزيت على الجدران... والشبابيك، وأن أهم ما عند ميسون صقر التعداد فللبيت دور في تشكيل الإنسان، من خلال الذكريات، حيث إن ميسون علاقتها قوية بالبيت الذي يعود إلى والدها، أما ثاني فالبيت تعبير عن الوحدة والحزن، كما أن الإيقاع عند ميسون صقر سريع وفيه أمل وعند ثاني فيه بطء وقتامة وقلق.