المعايير الذكية: دليلك لاختيار المرشح في الانتخابات الكويتية

لم يعد السؤال "من ستنتخب؟" بل "ما الذي ستنتخبه؟"

حان الوقت لاستبدال السؤال التقليدي الذي يتكرر مع كل انتخابات في الكويت "من ستنتخب؟"، الى السؤال عن "ما الذي ستنتخبه؟"، وهو سؤال يساعد على تحويل التركيز من الولاءات الشخصية إلى القضايا والمبادئ.

من المهم اليوم ان نتعلم كيف نركز على الأفكار والقيم التي يمثلها المرشحون بدلاً من التركيز على الأشخاص أنفسهم، وتشجيع الناخبين على التفكير بشكل نقدي في برامج المرشحين ووعودهم، بدلا من الاكتفاء بالمجاملات الاجتماعية.

ومن باب التفكير المشترك، سوف احاول ان اضع خارطة طريق لكيفية اختيار المرشح المناسب:

الخطوة الاولى: ابدأ عملية الاختيار من استراتيجية قلب الهرم، ويتم بطرح سؤال "ما هي القيم التي نريدها ان تتوفر في المرشح حتى يتم اختياره نائبا يمثلنا؟" وتدوين اجابة وافية: نظافة السيرة، التفكير النقدي، الدفاع عن الحقوق، تعزيز الوحدة الوطنية.

الخطوة الثانية: وضع الاسماء المرشحة المتوافقة مع الاجابة اعلاه او الاقرب اليها. وهذا الاجراء أكثر ذكاءً من الطريقة المعتادة المتبعة عند كل انتخابات، والتي تبدأ من حصر مرشحين الطائفة، ثم اختيار افضل السيئين منهم، او حصر اسماء مرشحين القبيلة ثم اختيار الاقل فسادا منهم، فهذه الطريقة لا تنتج سوى السيئين.

الخطوة الثالثة: تقييم المرشحين بناءً على فهمهم لاحتياجات البلد وأولوياته، وذلك من خلال تحليل التحديات التي تواجهها (البطالة، الفقر، القروض، الفساد، نقص الخدمات الأساسية، العلاقات الدولية)، ثم تحديد المشكلات التي تتطلب معالجة عاجلة: ارتفاع الأسعار، انعدام الأمن، قصور التعليم، تدهور البنية التحتية.

الخطوة الرابعة: بعد تحديد القيم والاولويات، تبدأ مرحلة التعرف على المرشحين من خلال قراءة برامجهم الانتخابية، ومتابعة مقابلاتهم وتصريحاتهم، والبحث عن مواقفهم من القضايا والقيم المحددة، وطرح اسئلة من قبيل: ما هي خبرة المرشحين في المجالات ذات الصلة بالتحديات والمشكلات التي تواجهها البلاد؟ وما هي مهارات المرشحين في القيادة والتواصل والتفاوض؟

الخطوة الخامسة: اجراء مقارنة بين المرشحين، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف، والمقارنة بين أفكارهم وبرامجهم العملية. واخيرا تقييم خبرتهم وكفاءتهم وتناسبها مع الاهداف المحددة، من قبيل اسهاماتهم السياسية، ملكاتهم الفكرية، قدرتهم على التحليل، التفكير خارج الصندوق.

في زمن التحديات والمسافات الحضارية التي تسابق بها الدول المتقدمة بعضها البعض، أصبح من المعيب التوقف عند اختيارات تقليدية هرمة، ينبغي ان تكون قواعد الاختيار واضحة، فانت لا تختار شيخا للقبيلة، ولا اماما للجماعة، وانما رجل سياسة وافكار ومشاريع عمل.

لا تُنفق صوتك عبثًا، بل استثمره فيمن يستحقه. ابحث عن المرشحِ المُناسب، ذلك الذي يُشاركك أفكارك وقيمك، وتؤمن بقدرته على خدمة بلدك وتحقيق تطلعاتك. ويمتلك الوعي السياسي لقيادة التغيير، لا تُنجرف وراء الشعارات الرنانة أو الوعود الكاذبة، بل ابحث عن الحقائق والاثباتات.