
بينيت يعقد لقاءات في البحرين لتعزيز التعاون في مختلف المجالات
المنامة - التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، الثلاثاء، في العاصمة البحرينية، المنامة، مع وزراء الخارجية والصناعة والمواصلات، البحرينيين.
وقال المتحدث باسمه، أوفير جندلمان، في تغريدات على تويتر إن بينيت "رحّب باتفاق الأبحاث والتطوير الذي تم إبرامه أمس بين دولة إسرائيل، ومملكة البحرين".
وأضاف "بحث رئيس الوزراء، والوزراء (البحرينيون) سبل ترسيخ التعاون والأفكار المختلفة في مجالات الابتكار، والاقتصاد والتكنولوجيا؛ كما وبحث الأطراف كذلك سبل تحقيق الاستفادة القصوى من الميزات الجغرافية المشتركة لإسرائيل والبحرين، وذلك بين أمور أخرى، لغرض تسهيل حركة البضائع بين آسيا وأوروبا".
وتابع جندلمان "بالإضافة إلى ذلك، تم البحث في الفرص الموجودة لدى أصحاب المشاريع الاقتصادية ورجال الأعمال من اليهود والمسلمين".
وأشار المتحدث الإسرائيلي إلى أن بينيت رحب "بالعلاقات المتينة والفعالة بين وزراء الحكومة الإسرائيلية والوزراء البحرينيين".
والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت ممثلين عن الطائفة اليهودية في البحرين الثلاثاء، قبل سلسلة اجتماعات من المقرر أن يعقدها مع قادة البلد الخليجي، في أول زيارة رسمية لرئيس حكومة إسرائيلي للمملكة.
ومن المقرر أن يجتمع بينيت خصوصا مع ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ثم العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قبل أن يختتم زيارته للدولة التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي والواقعة قرب إيران.
وأصبحت البحرين والإمارات في أيلول/سبتمبر 2020 أول دولتين خليجيتين تطبعان علاقاتهما مع إسرائيل بوساطة أميركية، مما منح الدولة العبرية موطئ قدم غير مسبوق في المنطقة الثرية والغنية بموارد الطاقة، والواقعة قبالة الجمهورية الاسلامية.
وسبق أن وقّعت كلّ من مصر (1979) والأردن (1994) معاهدات سلام مع إسرائيل.
وفي البحرين، تحظى الطائفة اليهودية الصغيرة ذات الجذور العميقة بمكانة سياسية واقتصادية مميزة نسبيا في المملكة الخليجية الصغيرة المجاورة للسعودية.
لكن أفراد الطائفة وعددهم حاليا نحو 50 شخصا ظلوا يمارسون طقوسهم الدينية في بيوتهم لعقود، وذلك منذ تدمير كنيسهم في بداية النزاع العربي الإسرائيلي في 1947، إلى أن تغيّر كل شيء مع توقيع اتفاق التطبيع.
وحضر الاجتماع مع بينيت السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه، ورئيس الجالية اليهودية إبراهيم نونو، وعضو الجالية اليهودية وسفيرة البحرين السابقة لدى الولايات المتحدة هدى نونو.
وقال بينيت خلال الاجتماع حسبما نقل عنه مكتبه "أنا سعيد جدًا لوجودي هنا في البحرين، ولا يمكنني التفكير في طريقة أفضل لبدء هذه الزيارة من رؤية عائلتي هنا في البحرين".
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، أدى نونو صلواته اليهودية علنا في كنيس قديم أُعيد تجديده في وسط المنامة القديمة. ويقع الكنيس، وهو مبنى أبيض ذو نوافذ خشبية، في السوق الشعبي، وقد بلغت تكلفة تجديده 60 ألف دينار بحريني (159 ألف دولار).
وقال نونو حينها "لم يعد لدينا الآن أي خوف بخصوص تنمية الحياة اليهودية. منذ عام 1947، كنا نتوارى عن الأنظار، أما الآن فلا حاجة للتواري. نحن سعداء جدًا بأن نكون في العلن".
تحديات مشركة على رأسها إيران

وتأتي الزيارة للبحرين بعدما قام بينيت والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بزيارات رسمية إلى الإمارات في الأسابيع الأخيرة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس زار البحرين في أوائل شباط/فبراير لتوقيع اتفاقية دفاعية مع المملكة الصغيرة حيث يتمركز الأسطول الخامس الأميركي، على بعد بضع مئات قليلة من الكيلومترات من إيران، في منطقة بحرية تعبرها مئات ناقلات النفط يوميًا.
وبعد اتفاقية الدفاع الموقّعة بين البلدين، تستعد إسرائيل لإرسال ضابط بحري للتمركز في الدولة الخليجية التي تستضيف مقراً لأسطول البحرية الأميركية الخامس.
وفي بداية هذا الشهر، انطلقت تمارين بحرية كبيرة بقيادة الولايات المتحدة بمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها إسرائيل التي تشارك للمرة الاولى في هذه التدريبات إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها.
جاءت التمارين في وقت يتصاعد التوتر في المنطقة على خلفية البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، واستهداف المتمردين اليمنيين لللسعودية والإمارات. وتضمّ التمارين عددا من الدول من بينها السعودية وباكستان وسلطنة عمان واليمن التي لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
وتعرضت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل لهجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها أقله. كما سبق للجمهورية الإسلامية ان اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف هجمات طالت منشآتها النووية وعمليات اغتيال استهدف علماء إيرانيين بارزين.
قبيل إقلاع طائرته الاثنين، قال رئيس الوزراء إنه "من المهم، خصوصا في هذه الأوقات المضطربة، أن نرسل من هذه المنطقة رسالة حسن نية وتعاون ووحدة ضد التحديات المشتركة".
وشهدت مملكة البحرين الواقعة بين خصمين إقليميين هما السعودية وإيران، موجات من الاضطرابات منذ العام 2011 عندما أخمدت قوات الأمن الاحتجاجات التي قادها الشيعة للمطالبة بإصلاحات.
ومنذ ذلك الحين، سُجن مئات المواطنين وجُرّد بعضهم من الجنسية بسبب ما تصفه الحكومة بأنه "إرهاب" مرتبط بإيران. والاحتجاجات باتت نادرة للغاية وتُواجه بإجراءات قاسية من قوات الأمن.
والعالم الماضي، أفادت صحف "واشنطن بوست" و"غارديان" و"لوموند" وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية بأن برنامج "بيغاسوس" الذي طوّرته مجموعة "ان.اس.او" الإسرائيلية قد استخدم لأغراض التجسس بعدما تعاونت في تحقيق بشأن تسريب معلومات.
وبحسب التقارير، كثير من الأرقام التي تضمّها القائمة يتواجد أصحابها في عشرة بلدان هي السعودية والإمارات والبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا.
واوضح بينيت إن إبرام اتفاقية مع إيران بشأن الملف النووي الإيراني يشكل خطأ استراتيجيا، من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز "آلتها الإرهابية".
وقال بينيت في لقاء مع صحيفة "الأيام" البحرينية، "نعتقد أن إبرام اتفاقية مع إيران يشكل خطأ استراتيجيا لأن هذا الاتفاق سيمكنها من الاحتفاظ بقدراتها النووية ومن الحصول على مئات المليارات من الدولارات التي ستعزز آلتها الإرهابية التي تؤذي دولا كثيرة للغاية في المنطقة وفي العالم".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيران تدعم التنظيمات الإرهابية التي تعمل في منطقتكم وفي منطقتنا من أجل تحقيق هدف واحد وهو تدمير الدول المعتدلة التي تهتم برفاهية شعوبها وبتحقيق الاستقرار والسلام ... لن نسمح بذلك. وسنقاتل إيران وأتباعها في المنطقة ليلا ونهارا وسنساعد أصدقاءنا فيما يخص تعزيز السلام والأمن الاستقرار, كلما طُلِب منا ذلك".
وعن زيارته للمملكة، قال بينيت "انظر إلى إسرائيل والبحرين كشريكتين قريبتين على مختلف الأصعدة. التعاون بيننا طبيعي. واتوقع تزايد حجم التجارة بيننا بشكل ملموس, كما حدث مع حجم التجارة بيننا وبين الإمارات. اتوقع أيضا أن حجم الحركة السياحية سيتزايد بعد انتهاء جائحة كورونا, بطبيعة الحال".
وعن أهمية الاتفاقية الأمنية التي وقعتها البحرين وإسرائيل في وقت سابق هذا الشهر، قال بينيت "إسرائيل والبحرين تتعاملان مع تحديات أمنية كبيرة تنبع من ذات المصدر ألا وهو الجمهورية الإسلامية في إيران".