تحالف السوداني والفياض يثير جدلا سياسيا وقانونيا

متابعون للشأن العراقي ينتقدون التحالف باعتبار أن القانون يحظر مشاركة الشخصيات العسكرية في الانتخابات.

بغداد - يثير تحالف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع "العقد الوطني" الذي يقوده رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض جدلا واسعا في الساحة السياسية العراقية، باعتبار أن قانون الانتخابات يحظر أي شكل من مشاركة الشخصيات العسكرية في الاستحقاق بما فيها الدعاية السياسية، بينما تثير هذه الخطوة مخاوف خصوم السوداني من تزايد حظوظه للفوز بولاية ثانية بالنظر إلى القوة المؤثرة للحشد الشعبي.

وأقام إعلان السوداني ترشحه للانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ضمن إئتلاف "الإعمار والتنمية"، الدليل على تعمق الانقسام بين القوى الشيعية الموالية لإيران التي تنضوي تحت مظلة الإطار التنسيقي، بالتوازي مع الحراك الانتخابي الذي تشهده البلاد استعدادا للاستحقاق.

ويضم هذا الائتلاف "تيار الفراتين" الذي يتزعمه السوداني وتحالف "العقد الوطني" بقيادة فالح الفياض وتجمع "بلاد سومر" لوزير العمل أحمد الأسدي وائتلاف الوطنية لإياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق وتحالف "إبداع كربلاء" بزعامة محافظ كربلاء نصيف الخطابي وتجمع "أجيال" للنائب محمد الصيهود وتحالف "حلول الوطني" لمحمد صاحب الدراجي.

ويحمل تحالف السوداني والفياض نذر مواجهة مع عدد من قيادات القوى السياسية الموالية لإيران التي تدفع باتجاه إقالة رئيس هيئة الحشد الشعبي واستبداله بشخصية أخرى ومن بينهم قيس الخزعلي زعيم عصائب "أهل الحق". 

ونقل موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي عن عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات حسن هادي زاير قوله إن "الممنوعين من الترشح للانتخابات هم منتسبو الأجهزة الأمنية ومنسوبو وزارتي الدفاع والداخلية إلا بعد الاستقالة وقبولها".

بدوره أكد الخبير القانوني جمال الأسدي أن "الدستور أبعد الجهات الأمنية والعسكرية بأي شكل من الأشكال عن المشاركة في العمل السياسي، لأنه سوف يحصل تضارب بالمصالح، لكن الالتزام بهذه الأمور لم يكن بالمستوى المطلوب من يوم كتابة الدستور إلى اليوم".

ومن جانبه أكد المحلل السياسي مجاشع التميمي أنه "على الرغم من وجود النص القانوني الذي يحظر تأسيس الأحزاب على أسس عسكرية أو ارتباطها بأي تشكيل مسلح، إلا أن الواقع العملي يشير إلى استمرار هذه الظاهرة عبر واجهات سياسية مرتبطة بفصائل تمتلك أذرعاً عسكرية، ما يُضعف من مصداقية الالتزام بمبدأ الفصل بين العمل السياسي والعسكري".

ويسعى السوداني إلى تعزيز حظوظه للفوز بولاية ثانية، من خلال التحالف مع قوى يُنظر إليها على أنها أكثر اعتدالا سواء من داخل الإطار التنسيقي أو خارجه.

وينتظر أن يعطي التحالف بين السوداني والفياض دفعة قوية لرئيس الوزراء العراقي خلال الاستحقاق الانتخابي المقبل، بالنظر إلى تعاظم نفوذ قوات الحشد الشعبي في العراق وتحوله إلى قوة مؤثرة.

كما يعزز سيطرة السوداني على هذه القوات، في خطوة من شأنها أن تثير مخاوف دى بعض الأطراف السياسية العراقية والدولية بسبب دور الحشد الشعبي، خاصة بعد أن أشارت تقارير دولية إلى ارتفاع في أعداد عناصر وزيادة هامة في موزانته. 

وتتسم التحالفات الانتخابية في العراق بالتغير المستمر، حيث يمكن أن تتفكك وتتشكل من جديد قبل كل استحقاق، ما يعكس عدم الاستقرار السياسي، بسبب الصراع على النفوذ والمصالح بين القوى الموالية لإيران.

وتنظر بعض القوى الشيعية بقلق إلى تزايد حظوظ السوداني في الانتخابات المقبلة، خاصة بعد أن تمكن من الحفاظ على الاستقرار السياسي بعد فترة من الاضطرابات وتسوية عدة ملفات من بينها تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين، مثل الكهرباء والمياه والصحة، بالإضافة إلى جهوده في ملاحقة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة.