'تراث' تزخر بملف 'الجبال.. حِرف من أجل الحياة'

المجلة التراثية الثقافية الصادرة في الإمارات تتناول حياة الإنسان بين الجبال وكيف تعايش مع بيئتها القاسية ووظفها لخدمته، وما اشتهر به سكان الجبال من صناعات وحرف.
المجلة تتطرق الى أثر الأغنية في الشعر الشعبي
المجلة تهتم بتوظيف الحيوان في الأدب والحكاية الشعبية
مسيرة المسرح الإماراتي في نصف قرن في 'تراث'

صدر أخيرا في أبو ظبي، العدد 267 لشهر يناير 2022، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات بمركز زايد للدراسات والبحوث، حيث أضاءت المجلة على العديد من الموضوعات التراثية والثقافية واحتوت على ملف خاص سلطت فيه الضوء على الإرث الثقافي والحضاري لحرف وصناعات سكان الجبال.
وفي افتتاحية العدد، قالت رئيسة التحرير شمسة الظاهري إن الصناعات الجبلية ... إرث حضاري وثقافي بعيداً عن حياة المدن وبين الجبال والجروف الصخرية، حيث تبدو الحياة قاسية ولكنها تنبض بالحياة ، حيث استطاع الإنسان أن يقيم لنفسه وعلى سفوحها حياة خاصة ويسخر مصادر بيئتها الطبيعية القاسية لصالحه وأن يتعايش معها، وفي جبال دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال المكتشفات الأثرية، يمكن أن نتلمس آثار حضارة كانت نشطة امتدت لخمسة آلاف سنة بسبب تجارة النحاس المستخرجة منها، وتدل الأواني والأسلحة المكتشفة والتي دخل فيها معدن النحاس تفوق السكان القدامي في صناعتها". 
وتشير رئيسة التحرير إلى براعة سكان الجبال القدامى في البناء والعمارة واضحة في أبراج المدافن الدائرية التي شيدوها فوق الجبال منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.
الصورة الذهنية
وفي مقاله الذي تصدر صفحات العدد الجديد من المجلة، أشار فلاح محمد الأحبابي، رئيس نادي تراث الإمارات إلى الحضور النوعي الخاص الذي تمتاز به لدولة الإمارات العربية المتحدة في أعين العالم، نابع من عناية قادتها وأهلها بكافة مكونات نسيجهم الحضاري والفكري والثقافي في البيئات المتنوعة التي تتشكل منها الدولة، ومن الحرص الراقي على ترابط مفردات وتفاصيل هذا النسيج لتصنع مجتمعة فرادة التجربة. 
ولفت إلى ملف العدد الذي تصحب المجلة من خلاله القراء في جولة بين قمم الجبال، مستعرضة خلالها براعة الآباء والأجداد من أهل الإمارات، في تطويع تلك القسوة وتحويلها إلى منتجات مبتكرة مادية ومعنوية تُحقق لمنتجيها الأمن والاستقرار والاكتفاء، وتصبح وسيلة تبادل تجاري وتواصل اجتماعي وثقافي مع بقية أفراد المجتمع أو مجاوريه. 
وشدد رئيس نادي تراث الإمارات على أهمية التقاط كتّاب المجلة لملامح فرادة التجربة الإماراتية من زاوية البيئة الجبلية، ووضعها بين أيدي الأجيال الجديدة فتثري رؤيتهم إلى حياة الأجداد، وتعين خطواتهم نحو المستقبل، وهو الدور الذي يكرس من أجله نادي تراث الإمارات كافة إمكاناته، تنفيذا لرؤية القيادة في استمرار نبض الماضي في جسد الحاضر عبر استلهام تجليات الإبداع والتحدي والصمود من تجارب الآباء والأجداد، وربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وتراثهم عبر تدارس ما أنتجته عقول الأجداد من حلول عملية لمشكلات الحياة، أوما أبدعته مخيلاتهم الخصبة من أدب وحكايات وأشعار وفنون وألعاب.
حِرف من أجل الحياة
واحتوى ملف العدد الذي حمل عنوان " الجبال.. حِرف من أجل الحياة "، إحدى عشر مقالا ودراسة تتناول حياة الإنسان بين الجبال وكيف تعايش مع بيئتها القاسية ووظفها لخدمته، وما اشتهر من صناعات وحرف لسكان الجبال.
 حيث كتب حسن علي آل غردقة عن " الحرف والصناعات اليدوية الإماراتية في البيئة الجبلية "، واستعرضت شمسة حمد الظاهري، " شواهد لصناعة النحاس في جبل حفيت"، وتناول علي الشحي، موضوع " صناعات وحرف تقليدية من رؤوس الجبال"، وسجل الدكتور عبدالعليم حريص طقوس "مقص العسل.. هدية الطبيعة للسكان الجبال" وتوقف خالد صالح ملكاوي عند موضوع "حرف يدوية من جبال الإمارات ".
 وأما فاطمة المزروعي، فحاولت الإجابة عن سؤال "عن كيف طوع الإماراتي الجبل"، فيما كتب عبدلله عبدالرحمن عن "وحِرف الجبال في الإمارات انجازات إنسانية ضخمة"، وقام الدكتور هيثم يحيى بـ"جولة في رؤوس الجبال"، وسلطت مريم سلطان المزروعي الضوء على "الصانع والنقاشات.. مهن وحرف من الجبال"، فيما أضاءت فاطمة عطفة على "حرف الجبال في مهرجان الحصن"، وسجّل على تهامي "أنسجة ومنحوتات وفخار جبل القرنة".
دور صحف الإمارات
ونقرأ في موضوعات العدد قصيدة "العادات" للشاعر أحمد بن محمد بن دري الفلاحي، و"سانت كاترين.. التجلي الأعظم" لضياء الدين الحفناوي، و"الباب" لعبدالفتاح صبري، ونشأة العقيدة بين كاوتسكي وفروم لفيبي صبري، و"مع ندى الحاج.. في ديوان تحت المطر الأزرق"، للدكتور حمزة قناوي، و"القفز خارج الذهنية الخرافية"، لشريف مصطفى محمد، و"الحكاية الشعبية وأهميتها في التراث"، لعلي كنعان، و"مفارقات الاغتراب في رواية حالة شجن" لأحمد حسين حميدان، و"محمية كهف وادي سنور"، لحمادة عبداللطيف، و"الصيد بالصقور.. رياضة تراثية أصيلة"، لسوسن محمد كامل.
 ونقرأ ايضا "طرائق نغمية جديرة بانتباهنا"، لمصطفى سعيد، و"عقلانية ياقوت الحموي"، لعبدالله يحيي السريحي، و"شهادة من أجل الحياة"، لعبدالله عبدالرحمن، و"حداثة الإمارات ودورها الفاعل والمؤثر في الحضارة الإنسانية"، لمحمد غبريس، و"الإماراتي في مسيرة نصف قرن"، لعصام أبوالقاسم، و"إرث علماء المسلمين" للدكتورة نورة صابر المزروعي،و"أثر الأغنية في الشعر الشعبي الإماراتي"، لفهد علي المعمري، و"توظيف الحيوان في الأدب الإماراتي"، لمحمد الحبسي.
 وتتناول مريم النقبي سيرة "الشاعر عبيد بن محمد النيادي"، ويسرد لنا خليل عيلبوني أهم المحطات في حياة "محمد بن خليفة بن يوسف السويدي"، ويستعرض الدكتور خالد بن مبارك القاسمي " الدور القومي لصحف الإمارات"، ويكتب الدكتور عبدالعزيز المسلّم عن "الغطو" ذلك البيان المعنوي المستور بين طيات الكلام، وتختتم الدكتورة فاطمة حمد المزروعي موضوعات العدد بمقال عن "مقهى ريش: سيرة المكان".
ومجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، ويرأس تحريرها شمسة حمد الظاهري، ويدير تحريرها الشاعر وليد علاء الدين، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، موزة عويص علي الدرعي، وتمثّل المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.
وقد انطلقت المجلة من رؤية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.