'تراث' تستحضر حضور الناقة في الثقافة الشعبية الإماراتية
صدر حديثا في الإمارات، العدد 299 لشهر سبتمبر 2024 من مجلة "تراث" والتي تصدر عن هيئة أبوظبي. للتراث، وتعني بالتراث الإماراتى والخليجي والعربي والإنساني.
وتصدر العدد ملفا خاصا حمل عنوان "الفزعة: روح التكاتف في مجتمع الإمارات"، تضمن ثلاثة عشر مشاركة ما بين دراسة ومقال بافلام نخبة من الباحثين والكتاب الاماراتيين والعرب.
وتضمنت افتتاحية العدد التى كتبتها رئيسة التحرير شمسة الظاهري، استعراضا لحضور الفزعة وقيمها وعمق حضورها في المجتمع الإماراتى وذلك باعتبارها جوهرة من جواهر الهوية الوطنية.
وسلطت الظاهرى الضوء على دور الفزعة، في تعزيز التماسك الإجتماعي وحل المشكلات والتحديات التى تواجه المجتمع. وأوضحت أن هذه القيمة النبيلة للفزعة تطوّرت لتشمل مجالات أوسع فى الحياة المعاصرة، حيث تجسدت فى العديد من المبادرات والبرامج التطوعية والخيرية التي أطلقها المجتمع الإماراتي.
ولفتت إلى أن برنامج "تكاتف "، وحملات "إمارات الخير" تعد امثلة حيّة على تجسيد قيم الفزعة، حيث تساهم هذه المبادرات فى دعم الفئات المحتاجة وتعزيز التنمية المجتمعية .. ودعت رئيسة التحرير إلى مواصلة تعزيز قيمة الفزعة ونقله للاجيال القادمة، مؤكدة أنها تساهم في بناء مجتمع اكثر تماسكاً وتضامناً.
إرث حضارى أصيل
وفي ملف العدد نقرأ لخالد صالح ملكاوي:التطوع في الإمارات - من المفازعة القبلية إلى منظومة عصرية، ونطالع لأحمد سحين حميدان، الفزعة في الامارات وأفاقها التراثية وصورتها المعاصرة، فيما يؤكد لنا سرور خليفه الكعبي في مشاركته على أن الفزعة إرث حضارى أصيل في حیاتیا، ويستعرض أحمد عبد القادر الرفاعي قيم الفزعة الاماراتية وأصالتها في التراث الشعبي.
وجاءت مشاركة الأمير كمال فرج بعنوان: " الفزعة " سنع إماراتي وثقه الشعر النبطى، وكتبت فاطمة سلطان المزروعى عن "الفزعة الاماراتية.. ملحمة تاريخية ملهمة للاجيال القادمة".
وناقشت نشوة أحمد، حضور الفزعة في الأدب الاماراتي - وكيف وثق الابداع موروثا قيميا كان دستور القبائل وقانونها، وتناول محمد فاتح صالح زغل:" سوسيولوجيا القيم فى المجتمع الإماراتى، والفزعة وقيم البطولة والمروءة ونجدة الملهوف رواية "ساحل الإنتقام" نموذجاً.
وتتعرف من خلال مقال امانی ابراهیم یاسين على "غيت" فزعة إماراتية تجبر خاطر الإنسانية. ويتوقف خالد بن محمد مبارك القاسمي عند موضوع الفزعة باعتبارها ايقونة الشعب الإماراتي فى التلاحم لمواجهة الأزمات.
ونبقى في ملف العدد، حيث نقرأ لمحمد نجيب قدورة "الفزعة و التطوع من السنع الإماراتى الأصيل"، ويشاركه عبد الرزاق الدرباس بمقال عن "الفزعة الاماراتية..أصاله وترات وتكافل اجتماعي"، وتختتم المجلة الملف بمشاركة صديق جوهر عن" الطريق نحو التسامح الفزعة الإماراتية وطرائق التطوع على الصعيد العالمي".
محاورة مع الباب
وفي موضوعات العدد: يكتب عبد الفتاح صبرى "محاورة مع الباب"، ويجول بنا ضياء الدين الحفناوي في "لشبونة : مدينة الضوء وسحر التاريخ"، وتسلط لولوة المنصوري الضوء على "الظمأ الأنطلوجي للتعبير على لسان الحيوان "، ونقرأ للدكتور شهاب غانم قصيدة "غمغمات شاعر "، اما حمزة قناوي فيكتب لنا عن" الف ليلة وليلة.. والتاثير الثقافي العالمي" ، وترصد نوره صابر المزروعى مظاهر "ضعف الاندلس وانعكاسه على الفنون"، اما محمد فاتح صالح زغل فجاءت مشاركته بعنوان "بيدار اللهجة الأماراتية فيما طابق الفصيح: ألفاظ الحيوان وما دار في فلكه"، وتستحضر مريم سلطان المزروعي صورة المرأه والامثال الشعبية "الأرث والتغير"، و تسلط موزة سيف المطوع الضوء على "لوز الإمارات بشارة القيظ "، ويحاور هشام ازكيض زينب قندوز غربال حول "تراث المدن العتيقة التونسية "، ونقرأ لمريم النقبي عن "فاكهة البيان الشاعر ربيع بن ياقوت".
وفي موضوعات العدد أيضاً، يكتب خالد صالح ملكاوي عن :" القيظ ومواسم الفرح"، ونقرأ لوديمة حمود الظاهرى "الثقافة الدينية في شعر فتاة العرب"، وفي الصفحة الأخيرة تكتب فاطمة حمد المزروعي عن "خروقة العنود وتحدى الشيخ حمد ".
يُذكر أن "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن هيئة أبوظبي للتراث، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشنون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.
وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.