تفاهمات بين الدبيبة وحرس منشآت النفط تنهي غلق مصفاة الزاوية

النفط لا يزال ملفا للضغط على الحكومة الليبية من قبل القوى المسلحة ما يهدد موارد الدولة ويزعزع الاستقرار في البلاد.

طرابلس - قرر حرس المنشآت النفطية في غرب ليبيا مساء الأحد إعادة فتح مصفاة الزاوية ومجمع مليته النفطي وذلك بعد اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبدالحميد الدبيبة فيما لا يزال ملف النفط وسيلة للضغط السياسي ما يهدد موارد الدولة التي ترتكز أساسا على المنتجات البترولية.
وقال منتسبو الحرس في بيانين متلفزين ومنفصلين من أمام مصفاة الزاوية ومجمع مليته غرب طرابلس " أعلن عن إعادة الفتح بعد الإغلاق الذي أعلنوا عنه ظهيرة الأحد"، وطالبوا فيه الحكومة بصرف مستحقات مالية لصالحهم.
وكان الدبيبة قام مساء الأحد بإصدار قرار يقضي بتحديد مرتبات منتسبي جهاز حرس المنشآت النفطية وفقاً لجدول المرتبات الموحد لمنتسبي الجيش الليبي لكنه في المقابل لم يعلق على قرار اغلاق المنشئات النفطية.
يشار الى أن ليبيا مليون تنتج برميل من النفط الخام في اليوم، إلا أن مؤسساتها النفطية شهدت خلال السنين الأخيرة عدة اختراقات أدت في أوقات عديدة إلى إيقاف مؤقت للإنتاج وإعلان القوة القاهرة من قبل مؤسسة النفط كان آخرها مطلع كانون الثاني/يناير الماضي.
والأحد أعلن حرس المنشآت النفطية في ليبيا الأحد، إغلاق كافة الحقول النفطية في البلاد، احتجاجاً على تجاهل الحكومة لمطالبه وعدم استجابتها للاتفاقيات الموقعة بينهما وهو ما اثار مخاوف من التداعيات المالية والاقتصادية للقرار في خضم جهود داخلية وخارجية لمنع عودة البلاد لمربع الفوضى.
ويعتبر إغلاق المواقع والحقول النفطية أمر مكرر في ليبيا، خاصة في منطقة الجنوب الغنية بالنفط والفقيرة في الخدمات، بسبب الاحتجاجات التي تطالب بتحسين ظروف العيش، أو بسبب الصراع السياسي على الثروة النفطية وعائداتها المالية.
والمفارقة أن هذا الإغلاق يأتي من قبل جهاز حرس المنشآت النفطية، الذي سبق أن اعتبر في بيان في يناير/كانون الثاني، أن ما قام به محتجون من إغلاق للحقل وإيقاف الإنتاج هو "عمل ضد المصلحة العامة للدولة والليبيين"، مؤكدا أن هذه الخطوة "ستؤثر تأثيرا مباشرا على الاقتصاد الوطني في مرحلة حساسة تحتاج فيها البلاد لتضافر جهود الجميع".
وكانت حكومة الدبيبة أعلنت توقف تصدير النفط خلال الحرب على قطاع غزة لكن يبدو أن هذا القرار هو بفعل المزايدة السياسية من قبل بعض القوى المرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين.
وتأتي هذه الأحداث في الوقت الذي يتواصل فيه النزاع بين الأطراف الرئيسية بالبلاد على السلطة والثروة، وتستمر فيه حالة الجمود السياسي دون الاقتراب من الحل.
ومثل النفط أحد أبرز أسباب استمرار النزاع في ليبيا حيث تتصاعد الاطماع الداخلية والخارجية للاستحواذ عليه فيما استغلت تركيا حالة عدم الاستتقرار لعقد اتفاقيات وصفت أنها ضمن جهود الاستيلاء على ثروات الليبيين.

ومؤخرا شهدت العاصمة طرابلس والمنطقة الغربية تدهورا أمنيا بسبب الميليشيات فيما يدعو رئيس البعثة الأممية في لبييا عبدالله باتيلي لنزع سلاحها ومنع التدخلات الاجنبية.