تنسيق ايراني تركي لمواجهة التنظيمات الكردية في شمال العراق

الرئيس التركي يقول "لم ولن نقطع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع جارتنا إيران بسبب العقوبات".

أنقرة - بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في أنقرة اليوم الأربعاء سبل تعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تستهدف البلدين، فيما أعرب أردوغان عن رغبة بلاده في تعميق العلاقات على أساس الثقة والمصالح المشتركة.

وأجل رئيسي مرتين زيارته لتركيا التي كانت مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني، بعد وقوع هجمات كرمان بجنوب شرق إيران التي أسفرت عن 95 قتيل وأدان أردوغان بشدة الهجوم وأكد وقوف تركيا إلى جانب إيران في مكافحة الإرهاب.
وأشار أردوغان خلال مؤتمر صحفي إلى أن الحكومة التركية تولي أهمية لتعميق العلاقات مع إيران على أساس الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة، موضحا أنه تم التأكيد على هذه الإرادة مرة أخرى في المحادثات التي جرت اليوم الأربعاء.
ولفت إلى أن القرارات المتخذة في إطار اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين تحمل أهمية ليس فقط لتركيا وإيران، بل أيضًا لاستقرار وازدهار المنطقة كلها.

وأضاف "فتح بوابات حدودية جديدة مع إيران مطروح على جدول أعمالنا والإجراءات لزيادة التنمية الاقتصادية في ولاياتنا الحدودية".
وأكد "يجب على القوتين الإقليميتين تركيا وإيران تعزيز تعاونهما من أجل التنمية والاستقرار" وأردف "لم ولن نقطع علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع جارتنا إيران بسبب العقوبات".
وشدد أردوغان على أن المحادثات تناولت مجالات التعاون الملموسة والتطورات الإقليمية والدولية، وخاصة الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال "تبادلنا وجهات النظر حول القضايا المدرجة على جدول أعمالنا الثنائي، بدءا من مكافحة الإرهاب وحتى الطاقة والتجارة والتعليم".
وأشار إلى إحراز تقدم في سبيل تحقيق الهدف التجاري السنوي البالغ 30 مليار دولار مع إيران، خاصة بعد وباء فيروس كورونا، مشددا على أن البلدين يدركان ضرورة السير بشكل أسرع في هذا المسار وكشف أنه بحث مع نظيره الإيراني الخطوات اللازمة في هذا الإطار.
وحول الهجمات الإسرائيلية على غزة، قال أردوغان إنه اتفق مع الرئيس الإيراني "على أهمية تجنب الخطوات التي من شأنها تهديد أمن واستقرار منطقتنا أكثر".
وأوضح أنهما ناقشا خلال اللقاء "ضرورة إنهاء الهجمات الإسرائيلية غير الإنسانية على غز، واتخاذ خطوات عاجلة نحو إقامة سلام عادل ودائم".

وانتقدت تركيا، التي تدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، إسرائيل بشدة بسبب هجماتها على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعمت الخطوات القانونية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية، لكنها لم تتخذ إجراءات ملموسة وأبقت على علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة العبرية مما أثار انتقادات في الداخل ومن إيران.

وعلى عكس حلفائها الغربيين وبعض الدول العربية، لا تعتبر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس جماعة إرهابية. 

وتقود إيران ما تسميه محور المقاومة وهو تحالف فضفاض يضم حماس وفصائل شيعية مسلحة في أنحاء المنطقة تواجه إسرائيل وحلفائها الغربيين عسكريا. وعبرت عن دعمها لحماس.

وفي علامة على اتساع نطاق الصراع، شنت قوات أميركية وبريطانية أهدافا للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن هذا الشهر، ردا على استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر. وانتقد أردوغان الهجمات ووصفها بأنها استخدام غير متناسب للقوة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أيضا الأسبوع الماضي إنه تحدث مع نظيريه الإيراني والباكستاني بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين البلدين ودعا إلى الهدوء.

وتتسم العلاقات بين تركيا وإيران عادة بالتعقيد وتختلفان حول مجموعة من القضايا على رأسها الحرب الأهلية السورية.

ودعمت أنقرة مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونفذت عدة توغلات عسكرية في شمال سوريا بينما تدعم طهران حكومة الأسد. واتخذت تركيا مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات مع دمشق.