جداية ومخاترة يتغنيان بحب الوطن في مركز إربد الثقافي

بيت الشعر بالمفرق يستضيف عبدالرحيم جداية وهدى مخاترة في إحدى أمسياته الشعرية.

يواصل بيت الشعر بالمفرق نشاطاته الثقافية والإبداعية بإقامة أمسياته في المملكة من خلال التشبيك مع الهيئات الثقافية الفاعلة، وضمن هذا السياق أقيمت أمسية شعرية في مركز إربد الثقافي بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان، شارك فيها كل من الشاعرين عبدالرحيم جداية وهدى مخاترة، وأدار مفرداتها الشاعر عاقل الخوالدة مدير ثقافة إربد الذي قال وسط حضور كبير من المثقفين والأدباء والمهتمين مرحبا، مشيدا بدور بيت الشعر في مواكبة ودعم الحركة الثقافية الأردنية بجد ونشاط وعزيمة.

واستهل القراءة الأولى الشاعر والناقد عبدالرحيم جداية صاحب الأعمال الشعرية والنقدية المتميزة  والتي تعتبر علامة مهمة في المشهدين الشعر والنقدي، في هذه الأمسية قدم فيضا من قصائده الجديد، قصائده عاينت الهم الإنسانية وأمعنت في طرح الأسئلة الجادة تجاه الحياة المصابة بالتشظي. ومما قرأ نختار من قصيدته "كيف أبكي" التي يقول فيها:

"كيف أبكي/والدموع اصطفاءُ/يا بهيا زاد فيك البهاءُ/كنت أبكي/حين تدمى همومي/وتنادي بعضها الأشياءُ/صرت أبكي/في اشتعال وهدبي/تحت عيني يشتهيها البكاءُ/أين مني/إذ أنادي الليالي/والليالي ما لهن دواءُ/كل يوم يستفز وجودي/فوق أرض زادها الأنواءُ/فاستزادت/من جروحي نزفا/تعتريني أنجم عمياءُ/نازلات/فوق قلبي وقلبي/شاهد يروى.. حكته الدماءُ/في جلال كان يرقى إليها/في انبعاث تصطفيه السماءُ/ليس يرضى/أن يموت قتيلا/ بل شهيدا نده الأضواءُ/يا شهيدا /فاح نعشك مسكا/"كيف ترثى لا يجوز الرثاء".

إلى يقول في قصيدته التي عمل من خلالها على فلسفة القول الشعري

"يا جليلا

والجلال رداء

لشهيد فاض منه الضياءُ

في سماء الله

تمضي صعودا

وتناجي في المدى العلياءُ

أنت تحيا ما

أردت خلودا

في جنان الخلد ظلٌ وماءُ

قم إليهم

واشعل الأرض مجدا

مجدك الموت وهم أحياءُ

هم أرادوها حياة

فماتوا

هل تسوّى الأرضُ والجوزاءُ".

من جهتها الشاعرة هدى مخاترة الحاصلة على جائزة أفضل "قصيدة مغناة" والتي أطلقتها وزارة الثقافة بمناسبة مئوية المملكة الأردنية الهاشمية لعام 2021، المركز الثاني على مستوى المملكة في الشعر، وحاصلة على جائزة "شاعر الجامعات الأردنية" والتي أطلقتها الجامعة الأردنية لعام 2021، كما حصلت على الميدالية الذهبية في التفوق الإبداعي والأكاديمي في جامعة اليرموك في عام 2021، وهي طالبة دكتوراه تخصص أدب ونقد.

وقدمت خلال مشاركتها جملة من القصائد التي تغنت بها بالأردن بلغة مفعمة الأحاسيس والمشاعر الصادقة، شاعرة حالمة تمعن في معنى العشق واللغة المسكونة بالحنين فكانت تبث رسائل مختومة بوهج العشق للعشاق، من قصيدة لها أسمتها "قِبلَةُ الأحلام" تقول بها:

"لي فيكَ مُذْ صلّى الحنينُ وصاما

قلــــــبٌ يذوبُ ومُهجَةٌ تتسامـى

أَسكرتُها بالعشـــــــقِ ثمّ بعثتُها

للعاشقيــــنَ رسائلاً وحَمامـــــا

ورسمتُها فوقَ الجبـاهِ قصائــدًا

تُطري الكِرامَ وتزدري اللُّوّامـــا

أردنُّ يـا وطنَ النّدى مذ ظلّلتْ

أعلامُكَ الميمــونَةُ الأعلامــــــا

غنّيتُ للدّحنـــونِ حينَ بزوغِهِ

في راحتيكَ، فـ لَوّنَ الأنغامـــــــا

ونقشتُ بالحنّاءِ حُبَّكَ في دمي

ونشرتُهُ فوقَ الرّبـــى أنسامــــا".

واصلت نشيدها الشاعرة إلى أن تقول مستذكرة القائد أبا الحسين الملك عبدالله الثاني:

"للهـــــــاشميّيـــنَ الذينَ تفرّدوا

بينَ الورى فغدوا لها صَمّامــــا

من عهدِ جَدٍّهِمُ النّبــــيٍّ وقد بدا

لهمُ هُـــــداهُ فكَسّروا الأصنامــا

وأبو الحُسينِ أبو الجميعِ، فليسَ فِي

شَعبٍ تُهَدْهِدُهُ يداهُ يتامــــى

أُردنُّ يا مهدَ الكرامةِ يا هـــوىً

يجري بأنفاسِ الزّمانِ خُزامــى

مئةٌ مررنَ على صباكَ ولم يزلْ

في وجنتيكَ العنفوانُ رِهامـــــا

يا قِبلَةَ الأحـــــــلامِ لولا فُسحَةٌ

في قلبِه لم نعرفِ الأحلامــــــــا

إذْ قالَ ربُّكَ يــــا سلامُ أَحِطْ بهِ

فغدوتَ في حضنِ السّلامِ سلاما

حَجّي إليكَ قصيدةٌ حُرِمَتْ بهـا

عيني المنامَ فلم تَزُرْهُ حَرامــا!".

هذا وقامت فضائية الشارقة بتغطيتها التلفزيونية المصورة بأبهى حلة.