خالدة خليل تقدم 'بحرٌ يمورُ على كفي'
بغداد - صدر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة كتاب "بحرٌ يمور على كفي" للأديبة والناقدة العراقية خالدة خليل.
والكتاب تأصيل للجنس الأدبي (النص المفتوح) والذي يعتبر موجة ما بعد الحداثة، ويدعو إلى أن يُحدِّد النص الأدبي جنسه بنفسه، لأنه أثرٌ إشكالي تجتمع فيه عدة معطيات من مُبدع وأثر ومتلقي، وهو ما يتفق مع فكرة رفض السائد والمألوف والقوالب الجاهزة للأجناس الأدبية التي سادت فترة ما بعد الحداثة، فهو نصًّ تعدُّدي قابل للتأويل مختلف تمامًا عن الأشكال الإبداعية الأخرى، وهو بالضرورة والنتيجة، نص متعدٍّ لبنيته الداخلية على مختلف مستوياتها الجمالية والخطابية والزمنية. حيث يفترض بالنص المفتوح توافره على منظومة من الفجوات والبياضات واللامتحقق وهي مساحات متروكة أو متاحة للمتلقي الذي يعتبر أحد طرفي معادلة إحياء النص المفتوح لملئها والاستحواذ عليها تفاعليًا أو تشاركًا نصيًّا لإنتاج المعنى.
إن ظهور أي جنس أدبي جديد هو ناتج عن تطور المجتمعات، باعتبار الأدب هو انعكاس للمجتمع وحاضن لفعل النهضة، كونه ليس شكلاً ثابتًا، فقد تطورت القصيدة من العمودي إلى التفعيلة إلى النثر، وكذلك الأشكال السردية قد تحولت من الملحمة إلى المقامة إلى الرواية، فالثبات في الأدب ليس للجنس الأدبي، بل لذلك النص القادر على الاقتحام والمغامرة والتمرد. من هنا جاءت محاولة الكاتبة في تجنيس هذه النصوص بـ"النص المفتوح".
إنَّ النص المفتوح يُشكّلُ ظاهرة كبيرة في الكتابة العربية الراهنة، لها ولدراستها أهمية خاصة، بوصفها التطور الأخير الذي بلغته الكتابة العربية، والذي انتقل بها إلى شكل جديد، مختلف تماما عمَّا اعتاده العرب من أشكال إبداعية تقليدية أو محدَّثة.
من نصوص الكتاب: حانَ قِطافُ الخَجل/حُزني يتأجَّج عليك/سندباد اِختطفته غفوة/غصة حلم في الطريق إلى صمته الأبدي/نَزق لحظة/عودة هيباشيا/قلبٌ عن صهوة الحُبِّ يترجَّل/هشيم، وبقايا ذكرى/شريعة الشَّوق.
وخالدة خليل أديبة وناقدة وسياسية حاصلة على الدكتوراه في اللغة والأدب والحضارة العربية من جامعة تونس - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، درست اللغة الألمانية في جامعة زارلاند - ألمانيا.
شغلت عدة وظائف منها مستشار هيئة الرئاسة في برلمان إقليم كردستان، عضو مجلس النواب العراقي الدورة الرابعة، عضو مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكردستاني.
حصلت على العديد من الجوائز الدولية والمحلية، وسُميت باسمها الدورة السادسة للمهرجان الدولي للإبداع الشعري في فاس المغرب، كما كُرِمت من قِبل وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان شهر مايو/أيار 2016، وتم تكريمها في مركز الأبحاث والدراسات المستقبلية في جامعة عين شمس بالقاهرة في مارس/آذار 2017.
كتبت وترجمت العديد من الدراسات النقدية والمقالات والأبحاث في الصحف والمواقع العراقية والعربية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والملتقيات الثقافية داخل العراق وخارجه.
صدر لها العديد من المؤلفات بينها "شرنقة الحُمى" شعر صادر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام القاهرة في 2008، "تفكيك النص - مقاربات دلالية في نصوص منتخبة" كتاب في النقد عن اتحاد الأدباء الكُرد في دهوك في 2011، "اختلاف الرؤى والتلقي في الخطاب الشعري" دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2014، "شرق المتوسط: البنية السردية وآليات تشكيلها الفني" مؤسسة شمس للنشر والإعلام القاهرة 2023.
ولها كُتب مشتركة مع مؤلفين آخرين منها "جماليات النص وتنوع الخطاب: مجموعة باحثين" تقديم: د. خليل شكري هياس. دار تموز للنشر دمشق 2012، و"خارج الوطن... داخل الحلم: كتاب يروي قصة مبدعات عراقيات في المنفى" فاتن الجابري دار الشؤون الثقافية العامة بغداد 2016.