ذباب الفاكهة رقما في معادلة إطالة العمر

فريق علمي أميركي يثبت أن منع تراكم البروتين 'إف-أكتين' في الخلايا الدماغية للحشرة يؤدّي إلى تجديدها وإطالة فترة الحياة الصحية بمقدار 30 في المئة.

واشنطن – تمكّن فريق علمي أميركي من تعديل بعض الجينات في أعصاب ذبابة الفاكهة المتقدمة في العمر لمعاينة نموذج مفيد لفهم التدهور المعرفي والإدراكي المرتبط بالشيخوخة بسبب تراكم الفضلات الذي يؤدّي الى تراجع وظائف الخلايا العصبية.

وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "نيتشر" أن تراكم نوع من البروتين يُسمّى "إف-أكتين" في خلايا الدماغ يؤدّي إلى تعطيل عملية تنظيفها" من مكوّنات غير ضرورية، ومن خلال تعديل جيني في أعصاب دماغ الذبابة تمكّن الباحثون من منع تراكم هذا البروتين والحفاظ على عملية تنظيف الخلايا وتجديدها، مما أدى إلى إطالة فترة الحياة الصحية لدى الحشرة بمقدار 30 في المئة.

ويُعدّ الأكتين نوعاً من البروتينات التي تساعد على إعطاء الخلايا شكلها وبنيتها ووظائفها، ويوجد بكثرة في جميع أنحاء الجسم.

الأكتين نوع من البروتينات يساعد على إعطاء الخلايا شكلها وبنيتها ووظائفها

وفي تلك الدراسة، عمد الفريق العلمي الذي قاده الباحث إدوارد شميت إلى تغذية مجموعة من ذباب الفاكهة بموادّ لا تؤدي إلى الإكثار من توليد "إف-أكتين"، مما أدّى إلى تحسّن في معدل العمر ومستوى أداء تلك المجموعة. وفي خطوة لاحقة، تمت معالجة مجموعة من الذباب بعقار "راباميسين" والذي يعرف بأنه يرتبط بإطالة أعمار تلك الكائنات، فتبيّن أن البروتين انخفض في أدمغتها. 

وأوضح الباحث ووكر أن الفريق لجأ إلى علم الوراثة لمزيد التعمّق في الملاحظة. ومع توفر خريطة الجينوم الكامل لذبابة الفاكهة، عمل الباحثون على استهداف جين محدّد معروف بقدرته على تعطيل تكوُّن بروتين "إف-أكتين".

ويشرح سميث الذي يعمل الآن باحثًا في معهد أركنساس لعلوم الحياة بأن تعطيل الجين المُستهدَف في الخلايا العصبية المتقدمة بالعمر، أدى إلى منع تراكم هذا البروتين في الدماغ ما أكّد أن عملية شيخوخته تباطأت في أدمغة تلك المجموعة من ذباب الفاكهة.

كما استند العلماء إلى بحوث عن تدخل بروتين "إف-أكتين" في "نظام التخلص من النفايات" في خلايا في الجسم لا سيما الدماغ. وأثبتت بحوث سابقة أن ذلك النظام يصبح أقلّ نشاطاً مع تقدّم العمر، ولكن لم يكن أحد يعرف السبب تحديداً.

وتعرّف الشيخوخة على أنها حالة فيزيولوجيّة تصيب خلايا الجسم حيث تتوقّف الخلايا عن التّجدّد وتبدأ الأعضاء بالتّعب ومن ثم يبدأ حدوث الأمراض بالجسم حتّى ينتهي بالموت. وغالباً ما تترافق أمراض الشيخوخة مع تغيرات عقلية ونفسية أهمها الاكتئاب بسبب صعوبة الحركة وعدم القدرة على العمل.

وتشير الدراسات الى أنه بحلول عام 2050، سيكون 1 من كل 6 أشخاص في العالم فوق سن 65 عاما، ومن المتوقع أن يكون عدد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فأكثر في جميع أنحاء العالم ضِعف عدد الأطفال دون سن الخامسة، ومساويا تقريبا لعدد الأطفال دون سن 12 عاما.