رفض واسع لمغالطات في تقرير مجلس الأمن حول الصحراء المغربية
الرباط - يعكس رفض عدة دول أفريقية وأوروبية من بينها فرنسا، مضمون تقرير أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تضمن فقرة اعتبرها المغرب "متحيزة" حول الصحراء المغربية، الاصطفاف إلى جانب المملكة في الدفاع عن قضيتها، كما يشير إلى تمسكها بالحل الذي تقترحه الرباط لإنهاء النزاع المفتعل.
وعبر المغرب عن استيائه ورفضه القاطع لاعتماد صيغة "الطرفين" في الفقرة المتعلقة بصحرائه في التقرير، باعتبارها تشكل انزياحًا عن الموقف المتوازن الذي يجب أن يتخذه المجلس، وتضع المملكة التي يحظى مقترحها لتسوية الأزمة بشبه إجماع دولي، في نفس مستوى جبهة بوليساريو الانفصالية التي تعتبرها أغلب الدول كيانا غير شرعي، فيما ينتظر أن تصنفها واشنطن خلال الفترة المقبلة منظمة إرهابية.
ووجه سفير سيراليون الدائم لدى الأمم المتحدة مايكل عمران كانو، رسالة رسمية إلى رئيس وأعضاء المجلس أدان فيها ما وصفه بـ"التحريف السياسي والمضلل" للواقع بشأن قضية الصحراء المغربية، وفق موقع "تليكسبريس".
وتابع أن "التقرير أدرج توصيفا أو تقييما سياسيا للوضع في الصحراء لم يتم الاتفاق عليه ولم يعتمد رسميا من قبل أعضاء مجلس الأمن"، معربا عن "انشغال بلاده العميق إزاء الصيغة المعتمدة، والتي نسبها التقرير زورا إلى الهيئة الأممية، في خرق سافر لمبدأ الحياد والمهنية المفترض أن تطبع وثائق الأمم المتحدة".
وأكد أن "وفد بلاده ينأى بنفسه رسميا عن هذه الفقرة"، معتبرا أنها "تحرف مضمون التقرير وممارسات مجلس الأمن بشأن ملف الصحراء"، فيما دعت ممثلة سيراليون إلى مراجعة ما وصفته بـ"مغالطة جسيمة"، مشيرة إلى أن هذا الانشغال الأساسي تقاسمته أغلبية الدول الأعضاء.
ويعتقد أن بوليساريو وداعمتها الجزائر تسعيان في الكواليس إلى التشويش على الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في قضية الصحراء المغربية، من خلال المراهنة على التأثير على قرارات مجلس الأمن، وهو ما يعدّ أمرا شبه مستحيل باعتبار أن أغلب الدول الأعضاء تدعم سيادة المملكة على صحرائها.
وتتناغم قرارت مجلس الأمن مع المبادرة المغربية، حيث دعا في أكثر من تقرير إلى ضرورة التوصل إلى حل سياسي واقعي وقابل للتحقيق ومستدام ومقبول من الطرفين في الصحراء المغربية وهو ما تدعمه الرباط.
وأيد ممثل الولايات المتحدة موقف سيراليون، مؤكدا دعمه الكامل لمقاربتها، ما يقيم الدليل على دعم واشنطن الراسخ لسيادة المغرب على صحرائه وتأييدها للحكم الذاتي تحت سيادته كحل وحيد لتسوية الأزمة.
كما أكد ممثل فرنسا اعتزام بلاده تقديم ملاحظات مكتوبة على هذا التقرير، ما يشير إلى أن باريس التي تؤيد بقوة الحل المغربي، تعترض على الفقرة التي قوبلت برفض من أغلب الدول الأعضاء في المجلس.
ووجه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، رسالة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن أكد فيها أن "التقرير عوض أن يسرد بشكل وَفِيٍّ موقفَ المجلس وجهوده الصادقة من أجل حل سياسي عادل ودائم لهذا النزاع الإقليمي، فإنه يقدم قراءة متحيزة وغير متوازنة للمواقف المعبر عنها بهذا الشأن داخل المؤسسة".
وتابع أن "هذه الفقرة تجسد بشكل انتقائي مجرد من أي سياق، الموقف الوطني للشخص الذي صاغ المقدمة وللعضو غير الدائم بمجلس الأمن، وتغيب الإسهامات والمواقف التي عبر عنها باقي الأعضاء لتبتعد، بذلك عن الإجماع داخل هذه الهيئة".
وأضاف أنه "لم يتم في أي تقرير للأمين العام، أو قرار للجمعية العامة، حصر الأطراف المعنية بالعملية السياسية في طرفين على حساب الأطراف الأربعة"، مضيفا أن "المقاربة المتحيزة للمحرر تدحضها الدينامية الدولية الراهنة التي تتميز بدعم واسع لتسوية هذا النزاع الإقليمي على أساس وحيد وأوحد يتمثل في المبادرة المغربية للحكم الذاتي في احترام لسيادة المملكة ووحدتها الترابية".