'سعيد افندي' يمثل العراق في كان السينمائي

والفيلم المقتبس عن قصة شِجَار للكاتب إدمون صبري يُعد من أبرز الأعمال الكلاسيكية العراقية.

بغداد - تم اختيار فيلم "سعيد افندي" لتمثيل العراق في مهرجان كان الدولي، وفق ما أعلنت لجنة الحسن ابن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية  - مكتب رئيس الوزراء، الأربعاء.

والفيلم عن المعلم "سعيد" الذي ينتقل من منزل إلى منزل، إلى أن يسكن في بيت "عزت" الإسكافي المجاور له ويظهر زيف أهالي الحي الذين يضمرون السوء ويتظاهرون بالحب ويلاحظ مظاهر الإهمال التي تملأ الحي، ويطلب صاحب المنزل من "سعيد" ترك المنزل، فيرفض أهل الحي ترك "سعيد" للمنزل والرحيل، ويتكاتفون ضد صاحب المنزل، فيصاب ابن "سعيد" في شجار مع أبناء "عزت" فيسعى للانتقام منه.

ويشارك في الفيلم وهو من إخراج كاميرون حسني وتأليف إدمون صبري، نخبة من الفنانين بينهم زينب، جعفر السعدي، يعقوب الأمين، عبدالجبار عباس، عبدالواحد طه، حسن هادي، يوسف العاني (سعيد افندي)، ومحمد القيسي.

و"سعيد أفندي" مقتبس عن قصة "شِجَار للكاتب إدمون صبري، ويُعد من أبرز الأعمال الكلاسيكية العراقية، ويمثل اختياره لتمثيل العراق رسميًا في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، وذلك ضمن قسم كان كلاسيك خطوة غير مسبوقة إحياءً للتراث العراقي السينمائي ونقله إلى العالم من أوسع أبوابه.

وتم عرض العمل لأول مرة في العراقي في العاشر من فبراير/شباط 1958، وقد تم ترميمه بدقة "كيه 4" في المعهد الوطني السمعي البصري الفرنسي (INA) باستخدام النيغاتيف الأصلي، وفقا لبيان للجنة، مشيرا إلى أنه "تم حفظ النسخة المرممة من الفيلم لدى لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية".

وفي فبراير/شباط الماضي، قال السفير الفرنسي لدى العراق باتريك دوريل، خلال كلمة ألقاها في حفل الإعلان عن إطلاق مشروع لترميم الأرشيف السينمائي العراقي بالشراكة مع الحكومة الفرنسية، إن "فيلم 'سعيد أفندي' قد أُرسل إلى فرنسا لترميمه، استعدادا لمشاركته في مهرجان كان السينمائي للتراث".

وأضاف بيان اللجنة أن اختيار الفيلم وهو من إنتاج عام 1956، والذي يعدّ الأول من نوعه في تاريخ السينما العراقية، يأتي ثمرةً لجهود لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة العراقية المرئية - مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي، بدعم من السفارة الفرنسية في العراق و وزارة الخارجية الفرنسية وتنفيذ Expertise France من خلال مشروع سينماتك العراق.

ويهدف مشروع سينماتك العراق إلى حماية وتعزيز أرشيف الأفلام الذي تحتفظ به لجنة الحسن بن الهيثم للذاكرة البصرية العراقية، ويركّز المشروع على مجموعة من 104 أفلام روائية عراقية تتراوح تواريخ إنتاجها بين أربعينيات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثانية.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار أعلنت عن مشاركة العراق رسميا وللمرة الأولى بجناح خاص في سوق أفلام مهرجان كان السينمائي الدولي 2025، حاملاً معه صوت السينما العراقية، رواياتها، ذاكرتها، وتفاصيلها التي لا تنكسر من خلال مبادرة دعم السينما العراقية.

وحول هذه المشاركة، قالت نقابة الفنانين العراقيين عبر صفحتها بموقع فيسبوك "نُعلن تواجدنا لا كمجرد حضور، بل كفعل ثقافي مقاوم، يُعيد الاعتبار للقصة العراقية، ويمنحها حقها في أن تُرى وتُسمع وسط تحديات الواقع، يبقى الإيمان بقوة القصة العراقية قائمًا".

وأضافت أن الجناح العراقي في سوق أفلام مهرجان كان السينمائي الدولي الذي يقدم العراق لأول مرة رسميا في المهرجان، يعد مساحة للصناع وقصصهم، مساحة لربط العراق مع العالم، نافذة عراقية تعلن عن عقد السينما العراقية القادم، مشددة على أن "هذا الجناح قصة تُروى بصوت عال، وبصورة صادقة، على شاشات العالم".

ومن المقرر أن تُقام فعاليات الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي بين الثالث عشر والرابع والعشرين من شهر مايو/أيار الجاري، وقد كشف مركز السينما العربية عن قائمة الأفلام المرشحة لجوائز النقاد للأفلام العربية.