"شومان" تختتم ورشة "فن إخراج الفيلم التسجيلي"

الورشة تعد مختبرا لتطوير علاقة السينما بهواجس الذات ومحاولة استنباط الأفكار الساكنة وتوليدها.
السينما تصقل مشاعرنا
تكوين الفيلم التسجيلي

عمان ـ اختتمت مؤسسة عبدالحميد شومان، الخميس 10 مايو/آيار، ورشة سينمائية حول فن إخراج الفيلم التسجيلي؛ تواصلت على مدار ثلاثة أيام، قدمها وأدارها المخرج الجزائري حميد بن عمره. 
وعن الورشة، قال بن عمره إن "الورشة تعد مختبرا لتطوير علاقة السينما بهواجس الذات ومحاولة استنباط الأفكار الساكنة وتوليدها، والتعرف على جيلٍ يحمل أفقه بيده ويفتح أطراً تتلاحم فيها ملامح وجوهنا معاً". 
وبين أن السينما إطار تصقل فيه مشاعرنا وننحت في محيطها أشكال أفكارنا.  
فيما قالت المشاركة أمل الهدهد، إن "الورشة تفهمنا تكوين الفيلم التسجيلي منذ آلية التفكير ببصريات الإطار لخدمة فكرة الفيلم ووصولاً إلى إخراج الفيلم".
واضافت "تعلمنا الورشة كذلك، كيفية بناء الفيلم بطريقة محترفة وقريبة من الجمهور كقصة مروية تمس مختلف شرائح المجتمع". 
اما المشاركة تقوى دويري، فرأت أن الورشة مهمة كونها تشرح كافة جوانب تصوير الأفلام الوثائقية من قبل مخرج يمتلك خبرة مهمة بصناعة الأفلام وإخراجها بطريقة محترفة ومهنية. 
وركزت الدورة، التي تأتي ضمن أسبوع جبل عمان الثقافي الخامس، على محاور عديدة، منها: "التفكير المرئي أسرع من الكتابة (السيناريستيكية)، انتقاء اللقطة قنص سريع ينفذ بتأني، اللقطات الإضافية للإلمام بالمكان حتى يدخل من نصورهم في قالب مفهوم زمانا ومكانا، الفرق بين التعليق الصوتي حين لن يصور والسرد الصوتي الذي يضيف للصورة عمقاً درامياً، العدسة مرآة لها ذاكرة".
إلى ذلك، عرض بن عمره في "سينما شومان" الأربعاء، بالتزامن مع انعقاد الورشة السينمائية، فيلمه التسجيلي الطويل "حزام"؛ وهو في ظاهره عن الرقص الشرقي، لكنه في العمق عن المرأة، والإحساس والايقاع والاحتفاء بالمرأة. 
وتناول الفيلم، موضوع الرقص الشرقي من منظور مختلف بعيداً عن التفكير الأيروتيكي الغرائزي، من خلال الولوج في تفاصيل حياة آسيا قمرة؛ وهي امرأة جزائرية تعلم الرقص في باريس لسيدات من جنسيات متعددة.
كما استعرض الفيلم، مفاهيم جدلية في حياة المجتمع الشرقي، كالرقص والجسد والإيقاع والرياضة والسينما والأم وغيرها من المواضيع العميقة. 
وقال بن عمره حول علاقة فيلمه بالجمهور "الجمهور حر ولا يحتاج إلى تفسير التفسير كي يلم بموضوع الفيلم أو يحيط بجمالياته، لكنه حسب تشعب حساسيته وثقافته سينظر إلى الفيلم بعين مدققة في كل إطار، وكل رابط بين لقطة وأخرى، أو يكتفي باستيعاب المواضيع المطروحة في كل زاوية قد تكون سياسية أو دينية أو حتى فضولية". 
يشار إلى أن حميد بن عمره مخرج جزائري. درس الفلسفة ثم التحق بدورات السينما والتاريخ في فرنسا. أمضى 33 عاماً وراء عدسة الكاميرا. أخرج ستة أفلام روائية قصيرة وطويلة ما بين عامي 1981 و1985، قبل أن ينتقل لإخراج الأفلام التسجيلية. فيلمه التسجيلي "شيء من الحياة، شيء من الحلم، (2012) عرض في العديد من المهرجانات الدولية. وصفه المخرج السوري محمد ملص بأنه "موهبة نادرة مثل جوهرة".