لا تهاون مغربيا مع أي محاولات لإثارة الطرح الانفصالي
الرباط - يعكس إحباط السلطات المغربية محاولة وفد يضم نشطاء أوروبيين التسلل إلى المملكة بذريعة مساندة ما تسميهم بوليساريو وداعميها "السجناء السياسيين الصحراويين"، صرامة الرباط في التصدي لكافة مساعي الجبهة الانفصالية الرامية إلى التشويش على الانتصارات التي حققها المغرب في قضية صحرائه، في وقت تتوالى فيه المؤشرات على أن البلد يقترب أكثر من أي وقت مضى من حسم الملف.
ويضم الوفد القادم من ميناء الطريفة الإسباني 14 شخصا من بينهم نشطاء في جمعيات موالية لبوليساريو كانوا يعتزمون التوجه إلى مدينة القنيطرة المغربية من أجل تنظيم تظاهرات لمساندة ما يصفونه بـ"المعتقلين الصحراويين"، لكن السلطات المغربية منعت نزولهم وقررت إعادتهم، وفق وكالة الصحافة الإسباني "إيفي".
وبحسب المصدر نفسه فإن هذه المحاولة التي باءت بالفشل تأتي في إطار مساعي داعمي الجبهة الانفصالية لإثارة قضية الصحراء المغربية تحت غطاء حقوقي، ما يشير إلى تخبط بوليساريو التي انفض من حولها أغلب مؤيدها مع تزايد الدعوات لتصنيفها تنظيما إرهابيا.
وهي ليست المرة الأولى التي يرحل فيها المغرب لوبيات داعمة للجبهة الانفصالية، حيث قامت السلطات المغربية في فبراير/شباط الماضي بترحيل وفد ضم عددا من النواب الأوروبيين عُرفوا بعدائهم للمملكة، كانوا في طريقهم إلى إحدى مدن الصحراء دون الحصول على ترخيص، مستغلين صفتهم الدبلوماسية لإثارة الطرح الانفصالي الذي تلاشى أمام اتساع قائمة الدول الداعمة للحكم الذاتي تحت سيادة الرباط كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل.
ودعت مراكز أبحاث أوروبية في تقارير أصدرتها خلال الأخيرة إلى ضرورة تصنيف بوليساريو منظمة إرهابية وغلق كافة مقراتها في أوروبا، مستندة إلى المخاوف المتزايدة بشأن ارتباطاتها المحتملة بالمنظمات المتطرفة.
وأكد وزير الخارجية المغرب ناصر بوريطة في تصريحات سابقة أن "المملكة ترحب بكل يحترم قواعد زيارة البلاد"، مؤكدا أن السلطات "تطبق القانون على من يحاول تجاوزها"، مشددا على أن المغرب يمارس سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية كما يفعل في باقي التراب الوطني، وفق مواقع محلية.
وأثبت المغرب في أكثر من مرة أنه لا تهاون مع أي تحركات تهدف إلى التدخل في شؤونه الداخلية أو استغلال قضية الصحراء المغربية تحت غطاء حقوقي، في إطار مقاربة أرسى دعائمها العاهل المغربي الملك محمد السادس وتضع هذا الملف حجز الزاوية في العلاقات الخارجية للمملكة.
وتغرق بوليساريو في عزلة تتفاقم يوما بعد يوم بعد أن فقدت أغلب داعميها، فيما تعتبر تقارير وتحليلات لمراكز أبحاث أميركية أن تصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية أجنبية خطوة قانونية وإستراتيجية ضرورية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وبسط الاستقرار في المنطقة.
وتواجه الجبهة الانفصالية اتهامات بتحويل المساعدات الإنسانية المخصصة للاجئين في مخيمات تندوف إلى وسيلة لإذلال السكان الرافضين للطرح الانفصالي وتوظيفها الأموال الطائلة التي خصصتها جهات دولية لتحسين الأوضاع في المنطقة، لتمويل أنشطتها العدائية، فيما تشير تقارير إلى تعاون بين بوليساريو ومنظمات مصنفة إرهابية.
وتؤيد نحو 100 دولة مقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة في الصحراء المغربية باعتباره الحل الأكثر واقعية وعملية للنزاع ومع التطورات الأخيرة، ومن بينها إعلان بريطانيا الأحد دعمها لهذه المبادرة، ينتظر أن تتسع القائمة بانضمام المزيد من الدول.