
'مراود' يكتب مسيرة معهد الشارقة في حماية التراث الثقافي
صدر أخيراً في الشارقة العدد 38 لشهر يناير 2022 من مجلة "مراود" التي يصدرها معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس المعهد.
واحتوى العدد الجديد من المجلة على ملف خاص حمل عنوان "معهد الشارقة للتراث مركز دولي لبناء القدرات وحماية التراث الثقافي ".
وفي افتتاحية العدد تناول عبدالعزيز المسلم، رئيس التحرير، ورئيس معهد الشارقة للتراث، موضوع الاهتمام بالتراث في إمارة الشارقة منذ عـقود طويلة، مشيرا إلى أنه في عـام 1987 تأسست وحدة التراث في الدائرة الثقافية بالشارقة، وقبل ذلـك كان هناك اهتمـام الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضـو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالشعراء الشعبيين وعنايته بالتراث جملة وتفصيلا، والتي أسهمت في المحافظة على المباني التراثيـة في الإمارة، ولعـل قـصـة مـنع هـدم حصن الشارقة، ثم ترميمه وصيانته لاحقاً، تعكس ذلك المعنى الكبير.
مكانة سامقة
وأضاف المسلّم بأن العمـل في مجال الـتراث في الشارقة يختزل سنوات طويلـة مـن الجهـود والإسهامات التـي أحدثـت تراكماً كمياً ونوعياً، وبات للتراث مكانة سامقة، لكونه يعد من أسس المشـروع الثقافي الإحيائي لحاكم الشـارقة.
وأما مدير تحرير المجلة، الدكتور منّي بونعامة فقال في كلمته بالعدد، ان للتراث الثقافي في إمارة الشارقة مكانة سامية، ومنزلة رفيعة، تتجلى في العناية الكبيرة، والاهتمام الواسع من لدن الشيخ الدكتـور سـلطـان بـن مـحمـد القاسمي، عضـو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، بهـذا المجـال المهـم المرتبـط بالهوية والخصوصية والانتماء الوطني، ويعـود ذلـك الاهتمـام ، وتلـك العناية، إلى فترات مبكـرة مـن حيـاته، کشـفـت عـن وعـي عميـق بالتراث، صوناً وحفظاً، وإحياء وتأهيـلاً.
وأضاف بأنه وإذا عدنا إلى البواكيـر الأولى التي احتضنـت هـذه التجربة وروتهـا، نجـد أن للتـراث قصـة مشهورة، تعالقت مـع سـياقات النهضـة الثقافية والعمرانية الرائدة، التـي أرسى دعائمها وأسس بنيانها حاكم الشارقة، حيث اقترنت بموضـوع هـدم الحصـن في أواخـر الستينيات، وذلـك مـا يحيـل إليـه بقوله: "قبـل امتحان الفصـل الأول مـن السـنة الرابعـة في كلية الزراعـة، وكان يصـادف شهر كانون الثاني/ينايـر مـن سـنة 1970، اتصـل بـي أحـد الأصدقـاء مـن الشارقة، هاتفياً، ليخبرني بـأنحصـن الشـارقـة قـد بـدأ الهـدم فيـه، فما كان مني إلا أن سافرت إلـى الشـارقة لإيقـاف ذلـك الهـدم فيه" .
وبالفعـل، تمكـن مـن إقناع أخيـه الشيخ خالـد بـن محمد القاسمي حاكـم الشارقة في ذلـك الوقـت، بإيقـاف عمليات الهـدم، واحتفـظ بتفصيـلات مقاسات المباني التي يتكون منها الحصـن، وجمع الأبواب وبعـض الشبابيك الخشبية، علـى أمل أن يعيد بناء الحصن، وقد تحقق ذلك بعد حين.
إصدارات تراثية
وفي موضوعات العدد نقرأ: "إصدارات تراثية وفق رؤىً طموحة وهادفة"، لفهد على المعمري، و"الراوي من المحلية إلى العالمية.. عقدان من الاحتفاء بالكنوز البشرية"، للدكتور سالم زايد الطنيجي، و"معهد الشارقة للتراث.. مسارات بعمر البشر"، لخالد عمر بن قفه، و"ريادة معهد الشارقة للتراث في حفظ وصون التراث الفنيّ"، و"معهد الشارقة للتراث.. سبع سنوات في حماية التراث، و"معهد الشارقة للتراث يسابق الزمن نحو التميز" للدكتور فهد حسين، و"الشارقة للتراث.. جدارة الاستحقاق"، ليوسف أبولوز، و"الثقافة وتوأمها التراث.. اكليل الشارقة المزدهر"، للدكتور صالح هويدي، و"مركز دولي لبناء القدرات"، للدكتور محمد حسن عبد الحافظ.

وفي موضوعات العدد أيضا، يحدثنا على العشر عن "فن المالد أو المولد"، فيما يواصل على أحمد المغني حديثه عن "الإبل في التراث اللغوي"، وحمل مقال حسين الراوي عنوان "البيع لسوء الجيرة"، ويستعرض لنا طلال سعد الرميضي "تاريخ بن ربيعة"، ويناقش سعيد يقطين ظاهرة "التخاطر الشعري"، وتحدثنا موزة الغفلي على "فن الخط العربي وأنواعه في المخطوطات الإسلامية"، ويجول بنا الدكتور يحيي لطف المعبالي في عوالم الملحن والمطرب "نعمان لحلو.. والتغني بالتراث المغربي"، ويناقش على عبدالله الرميثي قضية "نظرة جيل اليوم إلى التراث".
و"مراود" مجلة معنية بالتراث الإماراتي والعربي والعالمي، ويرأس مجلس إدارتها الدكتور عبدالعزيز المسلم، ومستشار التحرير ماجد بوشليبي، رئيس جمعية المكتبات والمعلومات، بمعهد الشارقة للتراث، ومدير التحرير الدكتور منَي بونعامة، مدير إدارة المحتوي والنشر بمعهد الشارقة للتراث.
ويتكون مجلس التحرير من: على العبدان، وعتيج القبيسي، وعائشة الشامسي، وسارة أحمد، وسارة إبراهيم، وسكرتير التحرير أحمد الشناوي.
كما تضم هيئة التحرير منير حمود وبسام الفحل للإخراج والمراجعة اللغوية، وتصدر المجلة شهريا عن معهد الشارقة للتراث.