معارض 'العربي' تؤرخ لهويّة الأوطان

إبراهيم المليفي: المجلة تملك مجموعة ضخمة من الصور تنقل المشاهد لحقب تاريخية مختلفة.

منذ أن تأسست عام 1958 وعلى مدار عقود مضت، تعمل مجلة العربي الكويتية على التواصل الدائم مع القارئ، من خلال أدوات عدة بينها الندوات والإصدارات الخاصة، والمعارض التي توفر للجمهور أعداد المجلة الجديدة والقديمة، بجانب المعارض الفوتوغرافية التي تؤرخ للأوطان، وتنقل المشاهد لحقب تاريخية مختلفة، وإلى عوالم البشر ومظاهر الحياة كافة في عشرات العواصم والمدن والبلدان في كل قارات العالم.

وضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من مهرجان "صيفي ثقافي"، والمقام خلال الفترة من 3 وحتى 17 من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، تحت رعاية وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتي، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، أقامت المجلة معرضا احتوى على مجموعة من الأغلفة والصور التي كما يقول رئيس التحرير والكاتب المعروف إبراهيم المليفي، اختيرت من أرشيف فوتوغرافي ضخم تمتلكه المجلة وتكوّن عبر ما تميّزت به المجلة من استطلاعات شهرية مصورة وصفت من قبل إعلاميين ومثقفين بأنها "رحلات استكشافية جرى صياغتها في قوالب أدبية جذابة كتبها كاتب رحال والتقط مناظرها مصور مُبدع، لتكتمل أناقة بجمال الصورة".

المليفي أشار إلى أن الصور التي وفرّت لزوار المعرض فرصة التجوال ما بين الشرق والغرب، كان يجرى تغييرها على مدار أيام المعرض بحيث يتم كل يوم عرض مجموعة صور جديدة.

ونوّه إلى أن معرض المصاحب لمهرجان صيفي ثقافي 15، سبقته معارض أخرى بينتها معرض "الأرض" الذي استحضر مشاهد من معاناة الشعب الفلسطيني، ودارت محتوياته في فلك القضية الفلسطينية، ويوثق الكثير معاناة شعب فلسطين وأوجاعه، ويوثق ما جرى على أرض فلسطين طوال عقود مضت.

وبيّن رئيس تحرير مجلة العربي أن معرض "الأرض" كان جزءا من أرشيف المجلة التي جعلت القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتها منذ صدورها قبل أكثر من 6 عقود، وتحديدا في عام 1958، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، حيث تُولي المجلة – بحسب قوله -اهتماما كبيرا بالقضية فلسطين، وذلك من خلال اختيار الغلاف الذي يصور الشأن الفلسطيني، والتصدي الأزلي لهذا الاستيطان المرفوض وتهويد القدس العربية والأبواب والمفاتيح والبيوت المهجرة، وعويل الأمهات والنساء، وتشريد الأطفال.

وبالطبع لم تغب عن أرشيف مجلة العربي ومعارضها المتكررة صور المجتمعات العربية كافة وما طرأ عليها من تغيرات خاصة بعد ظهور النفط وما تبع ذلك من نهضة في الكثير من البلدان العربية وخاصة منطقة الخليج العربي، بل وواكبت المجلة إقامة السد العالي في أقصى صعيد مصر، ووثقت مشاهد العمل والبناء في ذلك المشروع العربي الكبير، وواكبت غيره من المشروعات التاريخية في العالم العربي وخارجه، ولم تقتصر اهتماماتها يوما على الكويت أو الخليج العربي، وكانت بحق "سفيرة الثقافة العربية"، ومن هنا – أيضا – جاء إسهام المجلة في تشكيل الوعي لدى أجيال من العرب في كل مكان.. وامتد عطاء المجلة ليشمل الفتيان والفتيات بأرجاء العالم العربي من خلال إصدار مجلة العربي الصغير التي ساهمت في خلق جيل مُحب للقراءة وشغوف بالعلوم والفنون والآداب.