منية معلا تحرر العقل والجسد باليوغا
باريس - تحظى ممارسة اليوغا اليوم بشعبيّة واسعة في العالم كله، وهي في تزايد مستمر منذ عدة سنوات، لكنّها تقتصر أغلب الأحيان على أداء الوضعيات الجسديّة فقط، مما يجعل أسس اليوغا ومظاهرها الأخرى مجهولة من قبل الكثيرين، خاصة فيما يتعلّق بكونها نمط حياة متكامل بوجهيها الفلسفي والعلاجي وباعتبارها أحد العلاجات التكميلية الفعّالة المعتمدة اليوم في العديد من المجالات الطبية.
فبالرغم مما قدمه الطب الحديث من الإنجازات المهمة للبشرية بتقنيات التشخيص الحديثة والأدوية والعمليات الجراحية، ودوره في القضاء على الأوبئة واختفاء بعض الأمراض، ورفع متوسط الأعمار، وإنقاذ حياة ملايين المرضى كل يوم، فإنه يعاني من عدة نقاط ضعف، تتمثّل في كونه – مثلاً – طبا علاجيا وليس وقائيا، وإنه – غالبا – يعالج المرض وليس المريض، إضافة إلى الفعالية المحدودة لبعض العلاجات الدوائية وآثارها الجانبية المتعددة، وتكلفة العلاج العالية التي تنعكس آثارها المباشرة، وغير المباشرة، على الأشخاص والمجتمعات مما يفسر لجوء المرضى والأطباء المتزايد إلى العلاجات التكميلية، ومنها اليوغا.
وتقول د. مُنية معلّا إن هدفي من هذا العمل "تحرّر العقل والجسد.. اليوغا أسلوب حياة وعلاج" الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في 343 صفحة، هو تقديم مرجع عربي عن اليوغا يستند إلى خبرتي في ممارستها، وفي البحث والتدريس والعلاج بها، وعلى آخر الأبحاث العلمية المتوافرة اليوم في هذا المجال وقد حرصتُ أن أُقدّمهُ بأسلوب سلس وممتع، وأن يكون محتواه في متناول الجميع.
وتضيف: ليس المقصود من هذا الكتاب تعليم اليوغا، ولا تقديم خطة علاجية لأي اضطراب أو مرض جسدي أو نفسيّ، لأن تعلّم اليوغا و/أو العلاج بها يتطلب إشرافا مباشرا لخبير/ة باليوغا، وهو أمر غير ممكن بالكتب وحدها، إن هدفه هو تقديمها بشمول وتفصيل، وشرح محتوى فكرها، وفلسفتها الألفيّة، بما يفسّر تأثيرها الإيجابي على الصحة العقلية والجسدية، والفائدة من اعتمادها كأسلوب حياة وقائي وعلاج تكميلي.
ود. مُنية معلّا هي صيدلانية مختصة في صيدلة المستشفيات والصيدلية السريرية ورئيسة قسم الصيدلة في مستشفى فرنسي، وحائزة على شهادة تدريس اليوغا من معهد سيدهي يوغا في الهند، وشهادة علاج باليوغا من معهد العلاج باليوغا في باريس، كما أنها عضوة في فريق الأبحاث عن اليوغا في الجمعية الفرنسية للعلاجات غير الدوائية، وعضوة في الجمعية العالمية للمعالجين/ات باليوغا.
وكانت معلّا من أول من ساهم في إدخال العلاج باليوغا كعلاج تكميلي إلى المستشفيات الفرنسية، وهي تقدم اليوم استشارات ودروس يوغا علاجية، وتساهم بتقديم اليوغا العلاجية الموجّهة للصدمات بشكل تطوعي ضمن نطاق العمل الإنساني.