موجة غضب وتكفير تبعد أستاذة جامعية عن الإصلاح السياسي في الأردن

الرفاعي يدعو اعضاء اللجنة الى الاحتفاظ بآرائهم الشخصية الى حين انتهاء اعمال اللجنة.
الرفاعي "مضطر" للمرة الثانية لتذكير اعضاء اللجنة بمهمتهم
وفاء الخضرا كتبت عن أضحية العيد ثم تراجعت ووضحت الى ان استقالت
ثاني استقالة من لجنة تحديث المنظومة السياسية
اللجنة الملكية لم تسجل اي توافق حول اي من جوانب الاصلاح السياسي

عمان – استقالت استاذة جامعية من عضوية اللجنة الملكية للإصلاح السياسي في الاردن مساء الجمعة، وذلك بسبب منشور لها على فيسبوك حول أضحية العيد أثار جدلا واسعا واعتبره معلقون "مسيئا" للاسلام.
وهذه ثاني استقالة من "اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية" التي شكلها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في 10 يونيو/حزيران من 93 عضوا برئاسة رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي لإصلاح الحياة السياسية.
وكتبت وفاء الخضرا على فيسبوك هذا الاسبوع "العيد يستحق الاحتفال عندما نصنع شكلا من اشكال الحياة او ننقذها من العبث وفوضى البقاء، وليس بالضرورة عندما نخطف حياة او نبيدها ونضحي فيها بسبب طقوس تفتقر للرحمة والرأفة".
واضافت في منشورها الذي حذفته لاحقا بعد موجة الانتقادات "ذبح الاغنام وتقديم الاضحية غير مبرر، والاسلام بريء من هذا الطقس في عصر تطور وتغيرت فيه السياقات المعيشية ومفاهيم التوازن البيئي والطقوس الحقوقية والعقد البيئي".

هناك من لا يريدون النجاح لهذه المهمة ويراهنون على فشلها وفشل كل فرد منكم

وبعد موجة الانتقادات والشتائم والتكفير، وجهت الخضرا رسالة اخرى، قالت فيها انها لم تنتقد شعيرة الأضحية بل الممارسات التي تشاهدها في الاردن، حيث يسمح القانون بإقامة خيام على قارعة الطريق لذبح الاضاحي.
لكن الهجوم على الخضرا في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لم يتوقف وكان قائما على ما يسمى "الاستقواء بالدين". ولاحقا قدمت الخضرا استقالتها.
وطالبها معلقون بالاعتذار عما كتبت وطالب البعض الاخر بمحاكمتها بتهمة "ازدراء الدين" الى جانب ما تعرضت له من سب وقدح وتكفير.
واعلن الرفاعي عن قبول استقالة وفاء الخضرا في رسالة لافتة الى أعضاء اللجنة، طالبهم فيها بـ"الاحتفاظ بالآراء الشخصية لأنفسنا، إلى حين انتهاء أعمال اللجنة".
وقال الرفاعي ان "هناك من لا يريدون النجاح لهذه المهمة ويراهنون على فشلها وفشل كل فرد منكم، لذلك يجب أن ينصبّ جهدنا وتركيزنا على نجاحها الذي سيكون نجاحا لكل منا، يفتخر به دائما."
واضاف انه "مضطر" للمرة الثانية لتذكير اعضاء اللجنة بمهمتهم الاساسية، في اشارة الى عريب الرنتاوي الذي استقال ايضا من اللجنة قبل اسابيع بسبب تعليقات اعتُبرت تقليلا من شأن الجيش الأردني عن دوره في معركة الكرامة التي نشبت مع اسرائيل في 1968.
ومنذ تشكيلها قبل ستة اسابيع، لم يرشح عن اللجنة اي توافق حول قوانين الانتخابات والاحزاب وحرية التعبير، التي يُنتظر منها إصلاح المشهد السياسي المطبوع بالجمود منذ سنوات طويلة.