نادي تراث الإمارات يحتفي بثلاثين عاما في خدمة الارث الوطني
تأسس نادي تراث الإمارات، عام 1993، واقترب عمره من ثلاثة عقود، ويعمل النادي كهيئة مستقلة تابعة لحكومة أبو ظبي برئاسة المغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، حيث أخذ النادي على عاتقه منذ ذلك التاريخ " مسؤولية العمل الدؤوب لتوفيرالبنية التحتية اللازمة لاستنهاض التراث المادي والمعنوي والبيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق استراتيجيات علمية ومدروسة".
وقد جاء تأسيس النادي، ضمن مجموعة من المؤسسات الرسمية والخاصة التي أقيمت بطول دولة الإمارات وعرضها، وحزمة من الخطط والمبادرات المتواصلة، والتي عُرفت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال توثيق وصون وإحياء التراث، ونقله للأجيال الجديدة.. بجانب تعدد المؤسسات المعنية بالتراثبكل أرجاء الدولة، مثل معهد الشارقة للتراث، ومركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، مركز الدكتور جمال حويرب للدراسات، وإدارات التراث المنتشرة بشتى الدوائر الثقافية بكل إمارة على أرض الإمارات، أضف إلى ذلك المراكز التراثية الخاصة التي أقيمت بمبادرات شخصية من الشخصيات الإماراتية المهتمة بالتراث وحفظه وتوثيقه وحمايته.
وقد تحققت نهضة نادي تراث الإمارات، وتعاظم دوره محليا وعربيا ودوليا، بفضل التوجيهات الكريمة للمغفور له الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، أصبح النادي "هيئة مستقلة متخصصة تعنى بالثقافة التراثية، وتساهم في بناء الشخصية الوطنية بطريقة علمية واعية، فكان لهذا الصرح مكانته المتميزة حتى أصبح من المؤسسات الثقافية المتخصصة التي يشار لها بالبنان محليا واقليما ودوليا، وصار مقصداً لاجتذاب كبار الشخصيات المحلية والعربية والدولية المعنية بالتراث وصونه".
مقصد سياحي
وقد "نجح النادي عبر مسيرته في مخاطبة جميع أفراد المجتمع الإماراتي، بمختلف شرائحه الاجتماعية، فوضع فئة الشباب والناشئة في قلب اهتماماته، فاستطاع أن يساهم في بناء الشخصية الوطنية بطريقة علمية واعية وذلك من خلال تأصيل مفهوم التراث في نفوسهم علميا وعملياً، ووسَّع دائرة اهتماماته إلى مجال التوثيق والعناية بنشرالتراث الإنساني، من خلال النشر الفكري المتميز سواء في مجال المطبوعات الدورية أوالإصدارات القيمة، بالإضافة إلى تنظيم الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة التي يستقطب من خلالها الباحثين والأكاديميين من داخلالدولة وخارجها، وإحياء الأمسيات الشعرية، فضلا عن المهرجانات النوعية التراثية المتخصصة التي يقيمها، حتى أصبحت تلك المهرجانات تصنف كأفضل وجهة سياحية على خارطة أبوظبي الثقافية ".
ووفقا للقائمين على إدارة نادي تراث الإمارات، فإن النادي قد انطلق عبر رؤية تقوم على تحقيق التميز، وجودة الآداء للمحافظة على التراث الوطني الإماراتي.. حاملا رسالة تقوم على العمل الجاد والمثابر لترسيخ التراث بكل صوره واشكاله، ونقله إلى الأجيال الجديدة.. وتحقيق مجموعة من الأهداف السامية.. وفي مقدمة تلك الأهداف يأتي حفظ وصون تراث دولة الإمارات العربية المتحدة وتعريف الأجيال بتراث الآباء والأجداد..وتنظيم وتطوير الأنشطة المتعلقة بتراث الدولة.. وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بتراث الإمارات والأدب الشعبي مثل الشعر والقصص والأمثال.. ونشر الوعي الفكري والثقافي لتعميق الحس الوطني لدى الأبناء..وتأكيد الالتزام بتراث الآباء والأجداد وإثراء النفس بكل معطيات الثقافة والمعرفة والعلوم المتعلقة بذلك..وتنظيم المعارض المتعلقة بالجانب التراثي.. والتنسيق والتعاون مع الجهات الأندية الأخرى العاملة في الدولة في مجال تحقيق هذه الأهداف.
مجلة تراث
وتتواصل جهود نادي تراث الإمارات في إثراء المكتبة العربية بالكثير من الكتب والمؤلفات، والمخطوطات المحققة، بجانب مجلة "تراث" التي باتت واحدة من أعرق المجلات المعنية بالتراث على المستوي المحلي والعربي والدولي.. بجانب ما اكتسبته من شهرة وانتشار واسع في كل البلدان العربية.